بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

الاقتراح الروسي فاجأ أوساطاً لبنانية هل تقبله واشنطن فيتوقّف القتال؟ - خليل فليحان


رأى مسؤولون في البديل الذي اقترحه الروس على سوريا لحل الازمة المندلعة منذ 30 شهرا تقريبا في انحاء مختلفة من سوريا، من دون ضربة عسكرية عقابية لاستخدام دمشق السلاح الكيميائي ضد مدنيين في الغوطة الشرقية، تأجيلا لموعد الضربة الاميركية. ويكمن هذا البديل في وضع مخزون السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة دولية، وقد وافقت عليه دمشق بلسان وزير خارجيتها وليد المعلم الذي زار روسيا امس بناء على دعوة من نظيره سيرغي لافروف.
وأعربوا عن املهم في نجاح هذا الاقتراح الذي طرحه لافروف على المعلم، لانه سينعكس ايجابا ليس فقط على سوريا، وفي حال التصويت عليه في مجلس الامن الدولي سيجنب لبنان انعكاسات سلبية، في مقدمها عدم تدفق المزيد من اللاجئين. كما ان ذلك الاقتراح في حال نجاحه، بعدما سيطرت على البلاد اجواء من القلق نتيجة حشد البوارج الاميركية والفرنسية والروسية في المتوسط، اضافة الى الشروح عن صاروخ "توما هوك" الاميركي ومواصفاته ومداه واسعاره وتأثيراته في اماكن سقوطه.
ودعوا في الوقت نفسه الى التريث لمعرفة مدى التقبل الاميركي والفرنسي للبديل، ولا سيما انه يشكل اعترافا واقرارا بان لدى دمشق سلاحا كيميائيا، وهي تنفي ذلك او على الاقل لم تقرّ بامتلاكه. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يصرف الرئيس الاميركي باراك اوباما النظر عن معاقبة الرئيس بشار الاسد؟
ولفتوا الى ان اوباما يريد مراجعة حساباته قبل ان يوافق على البديل الروسي المقبول سوريا، ويودّ ان يطلع على مدى تجاوب الكونغرس مع الضربة العسكرية التي اقترحها، من خلال المناقشات التي بدأت امس.
وأفادت دوائر ديبلوماسية غربية ان واشنطن ستتشاور مع موسكو في البديل وما سيليه، وفي الموافقة السورية على الجلوس حول طاولة المفاوضات من اجل فتح حوار مباشر بين ممثلين لقوات النظام وآخرين للمعارضة.
ولاحظت ان القلق والاعياء كانا ظاهرين على وجهي لافروف والمعلم خلال مؤتمرهما الصحافي، واللافت انه للمرة الاولى يتوجس المسؤولون الروس على سلامة رعاياهم الكثر المنتشرين في انحاء سوريا، في حال حصول الضربة.
وسألت: اذا تقبّل الاميركيون والفرنسيون البديل واثبتت نتائج فحوص السوريين الذين اصيبوا في الغوطة الشرقية استعمال قوات النظام السلاح الكيميائي، فماذا ستكون ردة فعل اوباما؟ هل سيبقى على موقفه بمعاقبة الاسد؟ وهل تقبل موسكو؟ والسؤال الآخر: ماذا سيكون الموقف الفرنسي من البديل، علما ان الرئيس فرنسوا هولاند ينتظر بدوره تقرير المفتشين الذين زاروا دمشق ؟
وعلّقت مصادر سياسية لبنانية على ما جرى امس بان موسكو شكلت بطرحها البديل ليس مفاجأة فحسب بل مشكلة جديدة، هي ان روسيا وسوريا كانتا طيلة الفترة السابقة لا تعترفان بوجود السلاح الكيميائي والآن كشفتا عن وجوده وسألت: هل تقبل واشنطن ومن يدور في فلكها من العواصم الرافضة لاقتناء مثل هذا السلاح وضعه تحت رقابة دولية؟ ولماذا لا ُيصادر ويخرج من سوريا نهائياً؟
وتوافرت ليلا معلومات عن ان الرئيس فلاديمير بوتين قرر مع اركان قيادته بعد القمة الصناعية التي عقدت في سان بطرسبرج منع حصول الضربة العسكرية لانها ستدمر سلاح بلاده الذي يستعمله الجيش السوري، فطلب من لافروف توجيه دعوة عاجلة الى المعلم ليبلغه ما يريده بوتين. وبعد اتصال عاجل بالاسد خرج الاقتراح الى العلن بعدما لمست القيادة الروسية ان واشنطن حشدت ما فيه الكفاية من دول عربية وغربية لتغطية الضربة العسكرية، وخصوصا بعد جولة وزير الخارجية جون كيري في عدد من الدول الاوروبية. ودعت الى التريث لمعرفة ما سيكون عليه الموقف الاميركي من البديل الروسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق