بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

تصفية الارهاب في سيناء بعيدة عن النهاية -أساف جبور - معاريف

حملة تصفية الارهاب التي شرع′ بها الجيش المصري في سيناء بعيدة عن النهاية، حيث أن ناشطي الجهاد لا يعتزمون الاستسلام بهذه السرعة. سيارتان مفخختان انفجرتا الاسبوع الماضي في رفح واسفرتا عن موت 11 جنديا ومدنيا مصريا وعشرات الجرحى، وانفجار آخر وقع جراء عبوة ناسفة زرعها ناشطو الجهاد. وقد استهدفت التفجيرات مبنى المخابرات المصرية في المكان. وبالتوازي، يحاول قادة حماس في قطاع غزة التقرب من الحكم الجديد في مصر، الذي يعمل في الفترة الاخيرة على اضعاف بل وتغيير حكم الحركة الاسلامية في القطاع. 
‘في بيان نشره الجيش المصري جاء أن جنوده نجحوا في اعتقال ثلاثة مشبوهين في المسؤولة عن العمليات، واشار الى جهات من قطاع غزة بصفتها مسؤولة عن تنفيذ الاعمال الارهابية. منظمة ‘انصار بيت المقدس′، التي يعمل اعضاؤها في القطاع وفي شمال سيناء، تبنوا العمليات. وروت محافل محلية في شمال سيناء لوكالة ‘معا’ الفلسطينية عن حالة تأهب متزايدة في شمال سيناء، وعن حركة استثنائية لقوات الجيش الاسرائيلي قرب الحدود المصرية. اما الجيش المصري من جهته فبلغ عن أن طائرات اف 16 اسرائيلية حامت في المكان على مقربة من الحدود، بين قطاع غزة وسيناء.
وبسبب العمليات والوضع الامني الحساس اغلق الجيش المصري معبر رفح امام الحركة. وبالتوازي بلغت محافل في مصر عن محاولات من منظمة حماس في القطاع جس نبض النظام المصري لتسهيل الحركة في المعابر. وأمر وزير الاوقاف في حكومة حماس، اسماعيل رضوان، الخطباء في المساجد بالامتناع عن انتقاد النظام الجديد في مصر في خطبهم، وذلك لتخفيف التوتر بين غزة والقاهرة، بل ان الوزير طلب من الخطباء التركيز على المواضيع الوطنية الفلسطينية كالكفاح في سبيل تحرير فلسطين
لهذا الغرض التقى رضوان، على حد قوله، بعشرات الأئمة وطلب منهم التوقف عن الهجوم الشخصي على عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، الذي شن حربا ضد انفاق التهريب وضد الارهاب في سيناء. وأمرت أجهزة أمن حماس في غزة رجال الحركة بوقف مظاهرات التأييد لحركة الاخوان المسلمين، التي تتميز برفع يافطة الاصابع الاربعة التي تعبر عن التضامن مع الاحداث التي وقعت في مسجد رابعة العدوية، حيث ارتكبت، بزعم الاخوان المسلمين، مذبحة ضد معارضي النظام المصري. وفي مقابلة مع التلفزيون المصري وصف موسى ابو مرزوق، مسؤول حماس الكبير، مظاهرات التأييد في قطاع غزة للاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي ‘بالخطأ’، وأثنى على عمل الجيش المصري في منع الارهاب. 
‘لقد أدت أعمال الارهاب المتكررة في شبه جزيرة سيناء الى قرار مصري لاقامة حزام امني على طول الحدود بين قطاع غزة وسيناء. وعلى نحو يشبه ‘محور فيلادلفيا’، الذي هجره الجيش الاسرائيلي في 2005 في اطار خطة فك الارتباط، يأتي الحزام الامني المصري بهدف التدمير التام للانفاق بين الطرفين، وانهاء عملية التهريب من القطاع الى سيناء وبالعكس. وافادت مصادر محلية بوجود نشاط لكشف اراض وتفجير منازل تخرج منها انفاق التهريب. وتناول الناطق بلسان حماس في غزة، سامي ابو زهري، نشاط الجيش المصري لهدم الانفاق وقال ان ‘اعمال التهريب توقفت تقريبا بفضل الاعمال المباركة للجيش المصري’. 
وتغطي محاولات ارضاء النظام في القاهرة الواقع الصعب الذي تقف
امامه المنظمة الفلسطينية الاسلامية. فقد اضر’هدم الانفاق بشدة بالاقتصاد الغزي، وكذا بالارباح المهمة التي كان يحققها رجال حماس جراء الاعمال تحت الارض. ومن الجهة الاخرى، يحاول الجيش المصري أن يخلق لنفسه صورة ‘منقذ’ الامة المصرية من براثن الاخوان المسلمين وحركة حماس، وشرع في حملة نزع شرعية استثنائية ضد حماس ورجالها.
وهكذا مثلا، اتهمت النيابة العامة المصرية منظمة حماس بانها هي التي بعثت بالناشطين لتحرير الرئيس مرسي وكبار رجالات حركة الاخوان المسلمين من السجون المصرية، كما بعثت بالقوات لمساعدة الاخوان في احداث الاضطرابات في ارجاء مصر لضرب الجنود والنظام الجديد، وقتل رجال قوات الامن بتصعيد الارهاب الجاري في شبه الجزيرة. واتهم الجيش المصري المنظمة الغزية بانها هي التي بعثت بناشطي الارهاب الى شبه جزيرة سيناء لتدريب ناشطي الجهاد الذين يقاتلون ضد الجيش المصري. 
‘وقد أدت التشهيرات المصرية، كما يتبين، الى المس ايضا بسيطرة حماس الداخلية، حيث أن الحركات السلفية، بما فيها انصار بيت المقدس، تتحدى لاول مرة منذ سيطرت حماس على غزة في 2007 حكم حماس. كما أن حركة التمرد التي قادت الثورة في مصر وطالبت بالغاء اتفاق السلام مع اسرائيل انضمت الى ‘الهجمة’ على حماس وفتحت فرعا لها في غزة. وجاء في احدى التغريدات على الفيسبوك لفرع ‘تمرد’ في غزة ان ‘حماس والاخوان المسلمين عملاء لاسرائيل’. وكتب ناشط آخر في الحركة تحت وثيقة رسمية عن حماس رفعت في الموقع انه ‘في الوقت الذي يثور فيه العالم العربي، هناك من يحرص على حدود هادئة مع اسرائيل’. 
‘وفي الوثيقة التي يوقع عليها كبار رجالات حماس، يوجد أمر لكل الفصائل الفلسطينية بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وكتب هناك بان ‘من يحاول اطلاق النار، سيسلم الى اجهزة الامن الداخلي’. وفي صفحة فيسبوك المجموعة عرض اعضاء ‘تمرد’ ابناء ناشطي كتائب شهداء القدس في صور، وهم يحملون السلاح ويافطات تدعو الى انهاء حكم حماس في قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق