بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

موعد الضربة لسوريا؟ -ميشيل تويني



هل ستكون ضربة؟ اذا كان الجواب نعم، فمتى موعدها، والأهم ماذا ستكون تداعياتها ونتائجها؟
الضوء الاخضر للضربة لن تعطيه الامم المتحدة ما دام الفيتو الروسي والصيني قائمين. والضربة، اذا حصلت، من دون هذا الضوء الاخضر، ستواجه الكثير من المعارضة، وربما الادانة. الولايات المتحدة تركت لنفسها منافذ عدة للتحرك، وهذا ما لمسناه في خطاب الرئيس باراك اوباما الذي يمكن ان يقدم على الضربة منفرداً، او قد تدعمه في ذلك فرنسا، على رغم ان باريس قد تأخذ في الاعتبار التهديدات التي اطلقها الرئيس السوري ضدها وضد مصالحها في المنطقة.
أما واشنطن فتنتظر اجتماع الكونغرس في 9 ايلول الجاري لبت الموضوع، على رغم انه يمكن رئيس الولايات المتحدة، القائد الاعلى للقوات المسلحة، اتخاذ قرار شن الضربة العسكرية من دون موافقة الكونغرس على غرار ما حصل عام 2003، عندما قرر جورج بوش الابن دخول العراق، ولعله دفع ثمن هذا القرار لاحقاً بعدما بدّل الرأي العام الاميركي موقفه ولم يعد يؤيد الحرب التي طالت كثيراً وكلفت كثيراً. حالياً، يفضل اوباما الحصول على غطاء الكونغرس، وإن يكن الدستور الاميركي لا يلزمه الامر.
جلسة المناقشات تبدأ في 9 أيلول، وكل غرفة في الكونغرس ستناقش هذا القرار بمفردها قبل التصويت، ولا يبدو القرار سريعاً. وإذا رفض الكونغرس منح اوباما الغطاء المطلوب، فسيكون عليه بذل المزيد من الجهود لإقناع المعارضين والمتحفظين والمترددين، وهي محاولة تقرب من المغامرة غير المضمونة النتائج. ذلك ان طبيعة الضربة ليست واضحة، لان الكثيرين يعتبرون انها لا تشبه في أي شكل الانخراط في حرب العراق. اوباما يريدها ضربة محددة للغاية، وبعض صقور الكونغرس يريدونها "جدّية" تسقط النظام السوري ولا تكتفي بدغدغته وإضعافه، بل تشمل مواقع قوته الاساسية. وثمة من يرى ان الضربة "التجميلية" ستقوي الأسد، بخلاف ضربة جدية تسقطه، وتعطي المعارضة السورية قوة ودفعاً وربما التنظيمات التكفيرية ايضاً، وهذا ما يخشاه معارضو الضربة القاضية.
ومن هنا السؤال هل تؤجل الضربة الى اجل غير محدود ما دام القرار الدولي غير متوافر لإلغاء فريق او نظام، كما حصل مع نظام معمر القذافي او مع نظام حسني مبارك؟ اما الخشية في لبنان فهي من احتمال ان يطول هذا التساؤل من دون جواب عملي في المدى القريب، مع اقتناع واسع بأن الحرب السورية قد تطول اشهراً، وربما اعواماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق