بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

سقوط البيدق -:صلاح الدين جابر

سقوط البيدق بقلم:صلاح الدين جابر
 ان المشهد السياسي العربي وفقا لعنصره الاسلاموي القديم الجديد وحلمه المتجدد بالحكم أو التحكّم لست ادري،ه مشهدا شديد الضبابية ، ضبابية جعلت أعتا المفكرين العرب عاجزا أمام قراءته أو التنبؤ بخطواته القليلة المقبلة نتيجة لحالة الخلط النظري أو حتى الفوضى الفكرية من جانب الجماعات الإسلامية نفسها، نتيجة لتسارع الأحداث وتبدل المواقف والمصالح وما يترتب عليها من تغير التحالفات في بلاد أجهدتها أحلامها وتطلعاتها نحو الحرية، والقفز دفعة واحدة نحو الديمقراطية دونما ادني التفات إلى الثقافة الحاضنة لهذا التطور المنشود ، ولعل ابرز الاجتهادات السياسية المتعلقة بقياس التطور السياسي للإسلام السياسي كان قد وضع لها محمد نصر مهنا خارطة تطور تبدأ بالدعوية الإصلاحية التوفيقية  مرورا بالعنف ثم استسلاما للسياسة والانخراط بها مستشهدا بحركة الإخوان المسلمين في كل من السودان وفلسطين، بينما ما يحدث اليوم في مصر فليس له شبيه في الأدبيات السياسية إلا ما حدث مع جبهة الإنقاذ الجزائرية  باعتبارها فرعا للإخوان في شمال المغرب العربي عندما استسلمت لبريق السلطة ثم دافعت عن سلطتها " المسلوبة " بالعنف مع الاختلاف في كيفية فصل اخوان الجزائر عن السلطة عما حدث في مصر التي جاءت برغبة شعبية عارمة وبتفويض جماهيري للجيش بوقف حكم الاخوان  ، وفي الأسباب والتبعات يمكننا الاجتهاد بالتالي    المشهد السياسي العربي وفقا لعنصره الاسلاموي القديم الجديد وحلمه المتجدد بالحكم أو التحكّم لست ادري، 
إن الحالة الفكرية والإيديولوجية الحالية للاخوان ، القائمة على الانتقائية بكافة أركانها والممثلة بالخلط
غير المفهوم للأصالة بالحداثة والسياسة بالدين والدين بالمصلحة وبالتالي بالموقف الذي يمكننا توصيفه بالمترنح نتج عنه حالة صارخة من النتائج الهجينة والزئبقية السياسية المعادية لأي مشروع ذو طبيعة عروبية   
وبما أن الغرب ينسج علاقاته مع الجماعات والوحدات السياسية بناءا على مصالحه منفردا فيمكننا القول انه المستفيد الأكبر من هذا الالتباس الفكري والسياسي ، وتدلل الاستماتة الاوروامريكية المتباكية على سقوط الإخوان على هذه الحقيقة الفاجعة لكل المتطلعين للتغيير السياسي الحضاري 
إن المناكفة المتواصلة بين المشروعين الوطني والإسلامي ضيّقت المسافة الضيقة أصلا بين الاعتدال والتطرف وجعلت من هذا الصراع مشروع حياة او موت ذابت في مياهه الضحلة العقلانية كما مصلحة بلاد الشعب الكادح على ذمة يوم الانتخابات .                                    
إن الخطاب السياسي الاسلاموي  المنفصم بين السياسة والدين وبالتالي بين الخطاب الداخلي الطامع لإقناع البسطاء بكون الاسلامويين الحارس الأمين على المقدرات الثقافية والحضارية الإسلامية ضمن تعاليم الشريعة التي بقيت وفقا للطرح الاسلاموي " خارج معادلة الحكم الذي تاق له الشعب المسلم"  ، وما بين الخطاب الخارجي القائم على إرسال رسالة مفادها أن  ثمانين عاما من التجاهل تجعلنا الأكثر تأهيلا وفقالاعتبارين:                                                                      
الأول : ان التجربة " وفقا للمعتقد الاسلاموي " لم تأت لكم بأفضل منا ، وهنا كانت التنازلات بالجملة لإثبات وجهة النظر هذه ، بدءا بتغزل مرسي بنظيره الإسرائيلي "عدو الامس " بعبارات فاقت المجاملات الدبلوماسية ، وغض الطرف عن الغاز المصري المتدفق إلى إسرائيل" المرفوض بالامس " والقبول بكامب ديفيد دونما تعديل يذكر حتى على جانبها ألامني ناهيك عن جملة التنازلات التي تكشف يوميا في العلاقة المشبوهة مع إسرائيل والتي لم تثبت حتى الآن بالدليل القاطع ناهيك عن سلسلة التحالفات الاسلامية الغربية التي حيكت بزمن قياسي دون أن نعلم ما ثمن المرونة الغربية في التعاطي مع الاسلامويين                                                               ثانيا : وهي نقطة مرتبطة بالأولى تتعلق بتجربة الشرق الأوسط على اختلافها وفقا للفكر والأدبي السياسيين بل أضيف عليها نظما هجينة كما هو الحال في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، إذ بات الإسلاميون بغض النظر عن كونهم معتدلين او متطرفين هم الورقة السياسية الأخيرة بيد شعوب المنطقة أو لعلهم الأكثر إفادة في المرحلة الحالية اذا ما قرر العم سام هدم المعبد على ساكنيه ومتعبديه للوصول إلى ذهبه الأسود المدفون كما ساكنيه تحت خط الفقر .                             
كل هذه الفوضى غير الخلاّقة إلا لإسرائيل تدفع البيدق الاسلاموي يوما بعد يوم إلى الانتحار السياسي وتضيف الى آلامه مزيدا من الألم تعجل في موته كما موت بلاد العرب المقسمة بين أوطان مفتتة إلى ممالك ومقسمة إلى طوائف تكون الاسلاموية أداة تصفيتها   . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق