بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

طاغية الشام على طريق أسلافه الطغاة القتلة -داود البصري

هاية الطغاة وإن اختلفت السبل والوسائل واحدة ومتشابهة ومأسوية أيضا, والجرائم البشعة التي اقترفتها الأنظمة القمعية تظل هي العنوان والدليل على المصير النهائي لتلك الأنظمة التي تموقعت وتمركزت وتوارثت في الشرق العربي حتى أضحت بمثابة المرض الدائم, الذي لا بد من أن يستأصل في يوم ما ! وقد حدث ذلك فعلا لنماذج مهمة من نماذج الفاشية العربية التي صادرت كل معاني الحياة الحرة الكريمة, ورسمت بنقوشها السوداء حفرا وأخاديد مؤذية في المجتمعات العربية, الفاشية مهما قدمت من إنجازات فإنها في نهاية المطاف لا تورث سوى الكوارث, وأي كوارث? فبعد مأساة العراق واحتلاله وانهيار دولته الوطنية بفعل حماقات نظام صدام البعثي الفاشلة وعنترياته وتعنته الفظ, ثم بعد نهاية نظام العقيد الجماهيري الفوضوي الذي كان وهو معمر وجماعته والذي كانت نهايته مثيرة للتأمل عبر عملية إعدام بشعة في الصحراء. كان واضحا ان نهاية الطغاة هي مسألة وقت فقط لاغير, خصوصا وإن عميد الطغاة الشرقيين ووارث سرهم وهو نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي ورث السلطة عن طريق والده الذي لم يقصر أبدا في تعبيد الطريق لنظامه الثوري الجمهوري العائلي من خلال المذابح الشاملة والقبضة الأمنية الرهيبة والتي تلازمت مع بناء دولة البعث الفاشية منذ الثامن من مارس 1963 دخلت سورية خلالها في سلسلة طويلة من التصفيات الداخلية وحملات التدمير الذاتي لقوى المجتمع المدني, والاقتصاد الوطني, وتعرضت لهزيمة عسكرية ساحقة أفقدتها هضبة الجولان في عام 1967 حتى ضمتها إسرائيل لكيانها عام 1981 في ظل مباركة وصمت النظام الذي لايوجه مدافعه ولا صواريخ طائراته ولا أسلحته القذرة من كيماوية وفسفورية إلا نحو صدور شعبه وأطفالهم ونسائهم.
 لقد بنى آل الأسد نظاما سياسيا غريبا وهجينا هو خليط من النظام الفاشي بحمولته القومية الشعاراتية المخادعة والنظام الطائفي المريض الذي تحول محمية إيرانية صفوية في نهاية مطافه المريض وتحول بؤرة طائفية مريضة يتموقع حولها نفر من العصابات الطائفية البائسة من العراق ولبنان وإيران منتهكين سيادة وكرامة ودماء الشعب السوري, ومحاولين الوقوف بوجه عجلة التاريخ التي تدور بلا رحمة لتسحق الطغاة والمجرمين. لقد ارتكب النظام السوري المجرم جرائم تاريخية توجها بأم جرائمه في استعمال أسلحته القذرة في الغوطة يوم 21 أغسطس المنصرم في جريمة رهيبة هي بمثابة جريمة إبادة متعمدة وثابتة الأركان للجنس البشري, وهي جريمة لا ينبغي للنظام أبدا أن يفلت من تداعياتها وعقوباتها الثقيلة, بما يعني دفعه كامل ثمن ما اقترفته ايديه الآثمة وهو ثمن لو تعلمون عظيم. لقد اقترف النظام منذ انطلاقة الثورة الشعبية السورية في 15 مارس 2011 جرائم مروعة يندى لها جبين الإنسانية, بدأت من مجزرة قص اصابع أطفال درعا وتوالت فصولا مع قطع الرؤوس بالمناشير, وعمليات الإبادة بالجملة التي تقوم بها ميليشياته الطائفية الإرهابية من عناصر "شبيحته," وما تفعله طائراته المهزومة في إلقائها للبراميل القذرة على الآمنين, وصنوف أخرى من التقتيل الممنهج لنظام لايتقن غير القتل والإغراق في القتل. لقد توعد بشار الثوار بالقضاء عليهم منذ خطابه الباسم الأول في مجلس شعبه المثير للسخرية, ثم توعد بالقضاء التام على الثورة, ولكن ما حصل فعلا هو اتساعها وامتدادها وتحريرها لغالبية الأرض السورية, ولم يجد النظام بدا من طلب المساعدة والنصرة والعون والنجدة من حلفائه الطائفيين في العراق وإيران الذين فتحوا على نظامه صنابير مساعداتهم المادية والعسكرية حتى تغلغل الحرس الثوري الإيراني في بر الشام ليتحول قوة احتلال آن أوان إبادتها ورحيلها وتطهير الشام العظيمة من أدرانها, وتنظيف سورية الحرة من عصابات الطائفيين القتلة المجرمين. لقد حانت ساعة الحساب, وسيدفع النظام وعلى أيدي ثوار الشام وليس القوات الدولية الثمن بالكامل, وستحرر الأيادي السورية الحرة سورية العظيمة, وسينجز الله وعده ويخزي وجوه القوم المجرمين ومن تحالف معهم من الأوغاد... سورية في طريق الحرية المقدسة, وفجر التحرير قد أوشك على الانبلاج, وسينصر الله من نصره, وسنرى نهاية طاغية الشام لتكون درسا للأجيال, ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق