بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 7 سبتمبر 2013

هتافات الزمن الرديء ماجدة موريس

على عدد من الشاشات ارتفعت النداءات طوال يوم الجمعة الماضي من هنا وهناك، حيث واصل فلول الإخوان المسلمين السير في شوارع القاهرة والمحافظات وقد حملوا ما خف وزنه وقبح مفعوله من الأسلحة، وأنشدوا وغنوا ما يعزز مواقفهم، وهي كلمات – للحق – جديدة لم يسبق لنا أن سمعنا مثلها من قبل، علماً بإن أقصى ما قدمه بعض الفنانين المصريين في الأحداث السابقة هو أغنية «تسلم الأيادي»
المهداة للجيش بعد تفويض 30 حزيران (يونيو) ثم 3 تموز (يوليو) الماضيين. أما الأناشيد التي نقلتها إلينا قنوات الفضاء فكانت تقول (طظ في مصر.. أميركا وبس).
ثم هذه الكلمات الأكثر تعبيراً عن الموقف أو السيناريو الخاص بهذه الجمعة (ولكل جمعة سيناريو خاص، واسم مختلف وأيضاً هتافات وأناشيد مبتكرة) الكلمات الأكثر تعبيراً التي تقول بوضوح: «يوم الجمعة العصر.. الأمريكان في القصر» والمقصود هنا أن السادة المتظاهرين، على قلة «أعدادهم» التي ضاعفتها قناة «الجزيرة» لتصبح مئات الألوف، يتمنون أو يعتقدون أن أميركا سترسل جيوشها صباح الجمعة نفسه لتحتل قصر الاتحادية مقر إقامة رئيس مصر.. ولا بد أن الأمر اختلط عليهم فاعتقدوا أن حديث أوباما والغرب عن ضرب سورية سيمتد إلى مصر حيث لا يوجد فارق عند المشتاقين للحكم على جثث الكل..
الطريف في هذا كله أننا ظللنا نتابع هذه التظاهرات القليلة من الصباح إلى المساء في انتظار ما لن يأتي، فقد كانت أميركا مشغولة بالبحث عن حلفاء لتضرب سورية، وكان السوريون مشغولين بالبحث عن مخرج، وكانت صور ضحايا السلاح الكيميائي تدمي القلوب، مثل صور ضحايا سيناء ممن سقطوا بسبب هجمات إرهابيي القاعدة والتكفيريين أنصار الإخوان المخلصين.. في هذه اللحظات التي أوشكنا فيها كمشاهدين للتلفاز أن نفقد الأمل في صورة واحدة طيبة تعيد إلينا ثقتنا في الحياة والمستقبل، نقلت إلينا الشاشات بدايات هجوم مسائي على الحواجز التي أقامها الأمن أمام بعض المنشآت، وكأن هؤلاء المهاجمين صمموا على ألا نذوق طعم الهدوء أو الأمان، بعد أن انتهى اليوم، ومر عصر الجمعة، ولم تحضر أميركا إلى القصر لمساندتهم.. خصوصاً بعد أن قررت السلطات المصرية وقف بث «الجزيرة مباشر مصر» مساء الخميس، أي قبل ساعات من جمعة الهتاف لأميركا..
صحيح أن «الجزيرة» لم تعدم وسائل للشغل، ولكن القرار أربكها وساهم كثيراً في تقليل متابعتها للتظاهرات فضخمت العدد واعتمدت على مذيعي الأستوديو والضيوف الملقبين بـ «أرامل الحدث» أو أرامل الإخوان من الذين ينطلقون من الدوحة ليبكوا «حال مصر» وكيف ضاعت وماتت بعد عزل الرئيس الإخواني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق