بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

آلان ديلون و«غرام» النساء ندى الأزهر


تثير ردودفعل حول تصريحات الممثل الفرنسي آلان ديلون على القناة الخامسة الفرنسية تساؤلات عن الآراء التي «يحق» لها الظهور إعلامياً والفجوة التي تفصل بين الإعلام الفرنسي وقطاع متزايد من المشاهدين.
الممثل الفرنسي الذي كان شديد الوسامة وكان ولا يزال مغرماً بالنساء، ظهر في برنامج فرنسي يستقبل ضيوفاً مشهورين وآخرين أقل شهرة على مائدة عشاء يتسامرون ويتجاذبون أطراف الحديث كما لو كانوا في حلقة ضيقة من
الأصدقاء والمعارف. في «هذا لكم» (c’est a vous) سألته المذيعة التي تدير النقاش عن تصريح له على صفحات «لو فيغارو»، وصف فيه المثلية بأنها «ضد الطبيعة». كرّر ديلون أقواله مذكراً في آن بـ «أننا هنا لنحب امرأة ونغازل امرأة، أمّا مغازلة رجل...»، مضيفاً أن لا شيء لديه ضد المثليين وضد عيشهم معاً، لكنه ضد تبنيهم الأطفال.
لم تعبر التصريحات من دون أثر على المواقع وفي بعض المقالات الصحافية التي وصفتها بأنها «انزلاق» للممثل، وكتب موقع «بيور ميديا» مثلاً أن المحاورة «لم تصحح له ولم يُعلق أحد من الضيوف». وبالفعل لم تعلّق المحاورة بشيء إلا بعد فقرة إعلانية وتعللت بما ورد على «تويتر» من تنديدات مصدومة من كلام ديلون، كأنه نوع من الاستدراك لرأي كان يجب ألا يقال.
ما يثير في الأمر أن ديلون أبدى «رأيه» في ما يعتبر اليوم «ظاهرة» في المجتمع الفرنسي بعد إقرار قانون زواج المثليين، وأن محاولات الاستنكار والصد أمام كل رأي يصدم أو لا يتفق مع «الفكر الموحّد»، كما يوصف هنا ستكون له نتائجه على المشهد الإعلامي الفرنسي. وكما كتب قارئ على الموقع: «إنها فترة رائعة! لا حق لنا بقول أي شيء عن إسرائيل كي لا نتهم باللاسامية ولا يمكن قول أي شيء عن العرب والسود أو الصينيين
من دون أن نتهم بالعنصرية ولا حق لنا بقول شيء عن المثليين كي لا نتهم بأننا كارهون إياهم...».
ثمة تعليقات أخرى تبدي مدى ضيق بعض الفرنسيين بهذا «الفكر الموحّد» الذي يسود أكثر فأكثر في بعض الإعلام الفرنسي الرسمي والخاص ويعمّق الفجوة مع قطاع أوسع من الرأي العام الفرنسي. فهل ستتابع وسائل الإعلام تلك، السير على هذا النهج الذي سيفقدها مزيداً من المشاهدين أم ستقوم ببعض الجهد للتقرب من الجمهور وآرائه عبر إفساحها المجال لبعض الآراء «بالظهور»، كما حصل أخيراً على «كانال بلوس» في برنامج «لو غراند جورنال» بحلته الجديدة، أم ستبرز ميديا جديدة تستقطب هؤلاء الذين لا يجدون ما ينتظرونه على الشاشات التقليدية؟
إنها معركة ستظهر نتائجها في ما بعد، معركة من له الحق في الكلام وأي آراء يحق لها الظهور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق