بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

رسـائـل تـائـهـة ،،، مـن صـواريــخ لـقـيـطـــة -سمير الفزاع - لبنان


دون الكثير من الكلام والمقدمات عن حالة التخبط الكبير والتخوف المتنامي لدى أمريكا وأذنابها من رد الفعل السوري تحديداً ، وحلفائها العضويين بشكل خاص وشركائها الموضوعيين عموماً فإن ما حدث اليوم أمر يبعث على الفخر من جهة والسخرية والضحك من جهة أخرى . فخر لأننا نخوض حرب تغير - وبحق - وجه المنطقة والعالم نحو الأفضل ، وأما السخرية والضحك فإن أوضح مثال عليها ما جرى اليوم ، أي قصة الصواريخ في شرق المتوسط . من الموقف البريطاني الذي نفى نفياً قاطعاً أي علاقة لها بهذه الصواريخ ، وموقف الكيان الصهيوني الذي أعلن ناطق بإسم جيش إحتلاله بأنّه " لم يتم رصد إطلاق أي صواريخ شرق المتوسط " . ولنلاحظ هنا بأنهم لم ينفوا فقط المسؤلية عن هذه الصواريخ بل نفوا أي رصد لصواريخ في شرق المتوسط ، ثم عادوا ليتبنوا إطلاق صاروخ واحد ضمن تدريب وإختبار مشترك مع القوات الأميركية الموجودة في المتوسط ، مع العلم بأن وزارة الدفاع الروسية الحاضرة بقوة في شرق المتوسط وبعيون مفتوحة ومتنبهة تماماً قالت بأنه تم رصد صاروخين . ثم تأتي المفاجأة من أميركا ، ليقول متحدث عسكري اميركي : البحرية الاميركية لم تطلق اي صواريخ من سفنها ، أي لا شأن لها بهذه الصواريخ أيضاً . ما الذي يحدث إذاً مع هذه الصواريخ اللقيطة التي يبدو أن لا أحد يريد أن يتبناها ؟ ولكن الكيان الصهيوني " اللقيط الإقليمي " موجود ومستعد لتبني هذا الحدث . ويمكن القول لتلخيص المشهد ما يلي : بعد إدخال البارجات الأمريكية المزودة بمنصات إطلاق صواريخ كروز وتوماهوك إلى شرق المتوسط نصل إلى حقيقة صلبة بأن القرار والإرادة الأميركية الصِرفة هي من أطلق الصاروخين والكيان الصهيوني من تحمل مسؤلية " إخراج " هذه التجربة المخبرية المحضة إلى من يهمهم الأمر ، بعد هذه المقولة الواقعية لن يكون مهم جداً تحديد الجهة المسؤلة عن إطلاق هذين الصاروخين بعد أن حددنا المعسكر الذي أطلقهما وصاحب المصلحة في إطلاقهما ، ويبقى تحديد الهدف من إطلاق هذه الصواريخ والرسائل التي تحملها هو الأهم . * رسائل الصواريخ الصهيو - أمريكية في المتوسط : 1 - رسالة موجهة إلى قمة العشرين عموماً التي ستعقد في سان بطرس بورغ خلال ساعات ، وإلى روسيا والرئيس فلادمير بوتين تحديداً . خصوصاً عندما نتذكر حجم الحشد البحري الروسي الكبير في المتوسط وعلى الشواطيء والموانيء السورية بشكل أكثر دقة . 2 - إختبار صهيو - أمريكي لوسائل الرصد والتعقب العسكرية السورية ، ومعرفة كفائتها وإمكاناتها التقنية والفنية . 3 - إستكشاف ما إذا كانت سوريا تمتلك وسائل دفاعية خاصة قادرة على ضرب الصواريخ البالستية المجنحة - مثل صواريخ الكروز - قبل وصولها إلى الشواطيء السورية . 4 - التعرف على المقدار الذي سخر فيه الحليف الروسي لسوريا من إمكانيات إستطلاعية وإستكشافية ووسائل الإنذار المبكر . 5 - الإطلاع على مدى جهوزية وسائل الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري ، والتعرف على الإمكانيات الفنية والتقنية التي يمتلكها . 6 - محاولة فك شفرات الإتصال العسكرية السورية من خلال تتبعها وإلتقاطها ثم العمل على تفكيك رموزها وعناصرها . 7 - إستطلاع ردود الأفعال السورية الميدانية والعسكرية المباشرة والآنية ، فمثلاً هل هناك صواريخ منصوبة أم هي بحاجة لأوامر حتى تنصب ؟ هل أوامر الإطلاق ميدانية أم مركزية أم معطاة سلفاً ؟ . 8 - التعرف إلى ماهيّة الخطوات الأولية والمباشرة التي ستقوم بها سوريا لحظة إستشعارها للعدوان ، مثل خطوات تحصين وحماية الجبهة الداخلية ، والإجراءات الميدانية التي ستتبعها . 9 - إظهار عزم وعزيمة أوباما بأنّه ليس " جباناً " كما قالت الصحافة الصهيونية ، وبأنه " مشوش ومتردد " كما تناقلت الصحافة الأميركية من جهة وإظهار قوة وصلابة الكيان الصهيوني وإستعداده للذهاب إلى حرب " ضرورية " مهما كانت مكلفة وقاسية . 10 - هو محطة لازمة وضرورية لبلوغ حافة الهاوية ثم العمل على تبريد المشهد ، ومن هنا يمكن فهم تصريحات المجرم " شيمون بيريز " الداعية إلى التريث بإعلان الحرب ، وقيام كيان العدو بتسريح جنود الإحتياط الذين تم إستدعائهم استعداداً للعدوان على سوريا . هذه جملة من الرسائل التي سعت جبهة العدوان الصهيو - أميركي لإيصالها للمعنيين ، تصرف الروس بيقضة ومتابعة الحليف الموثوق المعتادة ، وتصرفت دمشق ببرودتها ورباطة جأشها المعهودة التي أذهلت الأعداء والخصوم وأرهقتهم . هم يتخبطون بعجزهم وذعرهم ، ونحن نفقأ عين قوتهم في الجو والبحر ونطهر أرض سوريا وترابها المقدس من رجس أدواتهم وعملائهم . هذا ميزان القوى على الأرض ولن يجرؤ هؤلاء القتلة على تغييره ، ولكن إذا قرروا العبث به فإن الثمن بكل تأكيد سيكون أكبر من قدرتهم على إحتماله أو تخيله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق