بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 سبتمبر 2013

اسرائيل مقتنعة بانها الى الابد ستعيش على الحراب




بعد ظهر اليوم قبل 40 سنة، وقعت مفاجأة. كل العناوين كانت على الحائط واسرائيل فوجئت. وقد اصيبت ليس فقط بالصدمة، بل وعرفت أيضا سفك دماء رهيب أكثر من 2500 شاب قتلوا في المعارك، واصيب الالاف، واسر المئات وعشرات الالاف تعرضوا لصدمة القتال. كل هؤلاء دفعوا ثمن قيادة سياسية فاقدة الحس، قيادة عسكرية مغرورة، وفوق كل شيء، الروح الشوهاء التي سيطرت على اسرائيل. روح الزمن الذي بين حرب الايام الستة وحرب يوم الغفران كانت روح وقاحة وعمى. 
‘في ختام 40 سنة على الحرب اياها تكثر اسرائيل مرة اخرى من الانشغال بها، ولكن اساس اهتمامها ينصب على تقصير الاستخبارات، سياقات المعارك، مخازن العتاد، وبالطبع – ذكرى الموتى. ومع كل الاهمية التي في كل هذه الامور، تواصل اسرائيل اشاحة وجهها عن الامر الاساس، وهو تجاهلها الفظ والمتعالي لمحاولات الوصول الى تسوية سياسة في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب، الاصل الاول لكل الخطايا. 
عشية يوم الغفران اياه قالت اسرائيل، بشكل جوقة تقريبا: ‘خير
شرم الشيخ بدون سلام من سلام بدون شرم الشيخ’، على حد تعبير موشيه دايان. عشية يوم الغفران اياه قالت اسرائيل لن نستجيب لمساعي السلام المصرية، محاولات الوساطة من جهات دولية واشارات وصلت الى القيادة. كان هذا هو القصور الحقيقي في 1973 وفيه يقل الاهتمام. 
‘يقللون من الاهتمام به لدرجة أنه واضح أنه لم يستخلص منه اي درس. مثلما في حينه، الان أيضا: بعد 40 سنة، اسرائيل تواصل عادتها. لا تعتمد الا على قوتها العسكرية وعلى دعم الولايات المتحدة وهي تواصل تجاهل عزلتها وقيود قوتها.
روح الزمن لم تتغير، اسرائيل مقتنعة بانه الى الابد ستعيش على الحراب، إذ ليس في يدها تغيير وضعها، إذ ان عزلتها هي ذنب العالم، ليس ذنبها، وان طريقها الوحيد هو طريق السلاح. مخازن عتادها امتلأت من جديد، تسليحها تحسن، ولهذا فانها تعتقد بانه لا يوجد اي معنى للاجتهاد وللوصول الى اتفاق سلام. غدا، عندما يعود( شعب اسرائيل) ويغرق في ذكرياته المريرة، يجدر به أن يتذكر الدروس الحقيقية ايضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق