بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

الدنيا تدور بأهلها -خالد القشطيني


بعد النكبات والنكسات التي مرت بها دول الشمال،العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر نتيجة اعتدادهم بأنفسهم وتصوراتهم الواهية التي جرتهم للثورات والانقلابات، والربيع والشتاء العربي، دارت الدنيا بهم وأصبحوا الآن يحسدون أبناء الخليج على ما هم عليه من الاستقرار والأمن والسلام والرخاء. أراهم في كل مكان يسعون للعمل فيها والهجرة إليها.
وبالفعل تحولت دول الخليج إلى ملاذ وملاجئ لمشرديهم وأحرارهم ومثقفيهم الذين نفثتهم أوطانهم الثورية. ففي الخليج وجدوا إخوانا يحنون عليهم وحكومات تفتح لهم صدورها تماشيا لتقاليد المنطقة في استضافة الدخيل.
ولكنني في هذا السياق، وجدت مؤخرا انعطافا مفاجئا لفت نظري بعد الموقف المجيد والصلب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله، تجاه ما جرى في مصر في الأسابيع الأخيرة والدعم المادي والمعنوي الذي قدمه لحكومتها الراهنة وما عزمت عليه من تصحيح مسار هذه الدولة الرائدة في العالم العربي لتعود إلى دورها التقليدي، مصر العروبة لكل العرب.
وقد اتسم موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز، ببسالة فريدة في تحدي سائر قوى العالم الغربي، أو ما كنا نسميه بالعالم الإمبريالي.
كنت جالسا بين نفر من اليساريين العراقيين، فوجدت فيهم تجاوبا غريبا معي في موقفي من دول الخليج وقائدها العاهل السعودي. كانوا يستغربون من موقفي هذا وأنا على ما عرفت عليه من أفكار وآيديولوجيات. لا أشك في أن الكثير من الأفكار الشيطانية قد خطرت لهم في تفسير موقفي هذا.
ولكنني لم أتمالك من الابتسام وقد انطلقوا أخيرا بعد هذا الموقف المجيد من المملكة العربية السعودية لتفهم الدور الذي تقوم به بحكمة ودراية. قال أحدهم: السعودية الآن هي السد المنيع الوحيد ضد هذا الطوفان؛ طوفان القوى الظلامية والمتخلفة التي تهدد عموم العالم العربي والإسلامي وتتطلع للسيطرة باسم الدين والطائفية على كل ثرواتنا وتسليمها للطامعين وتسخيرها في خدمة التخلف والرجعية والإرهاب.
سمعت هذا الكلام وقلت يا سبحان الله أن رأى القوم الآن راية التقدم والتطور الأخاذ التي أصبحت ترفرف على دول هذه المنطقة. تقدم عقلاني حكيم يسير الهوينا خطوة راسخة بعد خطوة راسخة.
صفحة بعد صفحة من مجلد الإصلاح. حوار هادئ يجر إلى حوار مفيد وحراك مستديم للأمام. لا عنف. لا سفك دماء بريئة. لا ثورات ولا انقلابات. لا ربيع عربي ولا شتاء أجنبي. وكل شيء نحو التوعية والاستنارة والمعرفة، بالتعليم للجميع والإعلام الحر وابتعاث الألوف من خريجي وخريجات المدارس للتخصص والاستزادة ومواكبة آخر مستجدات العلوم والاكتشافات والتطورات.
وهذه هي المسيرة التي اختطتها ومارستها دول الخليج واستحقت منا كل التفهم والتأييد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق