بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

المالكي يكتشف المؤامرة.. والقيادة القطرية تتأهب سمير عطا الله



مثلك، أنا، قابع في زاويتي أتأمل ما يحدث على البث المباشر. تقول قاعدة السعادة (لا علاقة لها بقاعدة الظواهري) إن الخبر السعيد هو ألا تكون في الأخبار. لكن من أيام الراديو وهذه الأمة في مقدمة الأخبار، وجاء التلفزيون فتقدمت أكثر. جاء البث المباشر فسابقت جميع أمم الأرض. جاء التواصل الاجتماعي فحولناه فورا إلى عدوانيات لا تبث سوى الكره ولا تَعِد إلا بالموت، فرديا وجماعيا وكيماويا. إذا كنت تلفزيونا يبث ما يبثه التلفزيون العربي من حقد وسموم وتحريض وتمجيد للقتل والدمار، فالرجاء إفادتي على عنواني في الجريدة. إذا كنت تعرف دولة تبلغ فيها نسبة الشباب العاطلين عن العمل 74 في المائة غير مصر، أرجوك بلِّغنا لكي نطالب بعودة السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي العياط.

لا حاجة بك لأن تذكرني بأن الرقم ليس مسؤولية الرئيس العياط الذي لم يمض على وصوله عام واحد. صحيح. لكن خلال هذه المدة القصيرة كان لدى العياط من الوقت ما كفاه لإحالة 1500 قاض إلى التقاعد المبكر، وصرف المجلس العسكري الذي أمَّن خروج مبارك وأمَّن المرحلة الانتقالية بانضباط وكفاءة ثم أمَّن مجيء السيد الرئيس.
في عام قدم الدكتور مرسي لشعب مصر حكومتين: معلنة برئاسة الدكتور هشام قنديل، مهمتها تأمين السولار، وخفية يرأسها الدكتور محمد بديع ومعه معاونوه، طردت 50 رئيس تحرير من عديمي الولاء للحكومة المرشدية. البيان الذي صدر عن لقاء الأمير سعود الفيصل والفريق أول السيسي تحدث عن «هوية مصر القومية العربية». وقبل يومين كان الأمير سعود قد قال أمام الجامعة العربية إن سوريا فقدت «هويتها القومية العربية». هل لاحظت ما هي القضية الكبرى والعاجلة الآن؟
إنها في أنك جُعِلت، كمواطن، تسمع كل لحظة أخبارا جديدة، ليس بينها خبر عن فلسطين. لكي تفعل، يجب أن تقرأ خُطب إسماعيل هنية أو أرشيف محمود أحمدي نجاد. أعرف أنك قابع في الزاوية وتبكي من دون أن تعرف لماذا بالضبط. لائحة طويلة. عودوك أن ترى كل يوم ألف قتيل في البث المباشر، بحيث إذا هبط الرقم إلى 300 شعرت بارتياح لا تفسير له، كأنما حولوك إلى مخلوق سادي مريض بعدد الجرائم لا بحجمها. الشعور الوحيد بشيء من الطمأنينة وسط هذا المشهد الذي لا سابق له، هو الإعلان يوم السبت عن أن القيادة القطرية لحزب البعث السوري سوف تكون في حالة انعقاد دائم. لا ذكر للمكان لأنه سر حربي. ولا أخبار حتى الآن عن القيادة القطرية في حزب «الحرية والعدالة» الذي قرر أي نوع من الأفلام المصرية يمكن أن يشاهد ركاب شركة «مصر للطيران». أهم شارات العدالة صرف 1500 قاض وطرد المدعي العام، وأهم بشائر الحرية طرد 50 صحافيا من خيرة أهل المهنة.
تزدهر «الوحدة والحرية والاشتراكية» في سوريا حيث تذكرنا بأنه ليست هناك فقط «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، بل أيضا قيادة قطرية للعناية بها. القيادة القومية منعقدة في العراق في كنف دولة القانون التي كان آخر اكتشافات صاحبها المالكي أن ثمة مؤامرة تحاك ضد الأمة. معقولة يا رجل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق