بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 سبتمبر 2013

أميركا تنسق ضربتها مع إسرائيل -فهد الفانك

زعماء العالم، وفي المقدمة حلفاء أميركا في أوروبا، فوجئوا بقرار أوباما تأجيل الضربة العسكرية لسوريا. الزعيم الوحيد الذي لم يفاجأ هو رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وهو الشريك الحقيقي لأميركا الذي تم التنسيق معه سلفاً.
كان التأجيل بمثابة إهانة لرؤساء بريطانيا وفرنسا اللذين ظنا أنهما شريكان مع أوباما في إقرار الضربة وتنفيذها وتحديد موعدها، الامر الذي جعل رئيس الوزراء البريطاني كاميرون يصول ويجول في مجلس العموم البريطاني بأوداج منتفخة، وجعل الرئيس الفرنسي اولاند يتحدث عن موعد الضربة بأنه سيكون قبل يوم الأربعاء، أي خلال ثلاثة أيام، ليوحي بأنه في الصورة وعلى اطلاع على مجريات الأحداث.
قرار أميركا المنفرد بتأجيل الضربة دون التشاور مع حلفائها، باستثناء الحليف الأعظم، أثبت مجدداً أن الدول الأوروبية غير قادرة على التحرك إلا في اقتفاء أثر أميركا والتظاهر بأنها شريكة في عملياتها.
الرئيس أوباما يعرف أن ضرب سوريا يأتي خدمة لأمن إسرائيل، وأن إسرائيل هي المستفيدة من هذه الضربة، ولذلك تشاور معها وأبلغها بنواياه سلفاً، لكي ترتب ما يخصها من العملية في الوقت المناسب.
المفكر الاستراتيجي الأميركي برجنسكي، الذي كان مستشارأً للأمن القومي في عهد الرئيس الأسبق كارتر، قال بأن إسرائيل تهدف إلى زعزعة الأنظمة السياسية في البلدان العربية المحيطة بها، الامر الذي يفسر ما يجري في سيناء وغزة والضفة ولبنان وسوريا.
برأي برجنسكي أن استراتيجية إسرائيل هـذه لن تخدمها حتى لو نجحت، لأن الفوضى في الشرق الأوسط سوف تعني انسحاب أميركا من المنطقة لتركز على جهات أخرى أكثر أهمية كالشرق الأقصى، وإذا انسحبت أميركا فإن إسرائيل تبقى وحدها مكشوفة لما يمكن أن يحصل في دول فاشلة محيطة بها وغير قادرة على لجم المنظمات الإرهابية المتطرفة.
يدعونا هذا لإعادة تقييم ما سمي بالربيع العربي، الذي اتضح أن هدفه الحقيقي هو إطلاق شرارة الفوضى الخلاقة التي تتيح فرصة تفكيك الأنظمة العربية وإعادة تشكيلها بما يلائم مستقبل وأمن إسرائيل وزعزعة الأمن القومي العربي.
الأردن هو البلد الوحيد من الدول العربية المحيطة بإسرائيل الذي يتمتع بالاستقرار، لأن توجهاته محسوبة، ونظامه يتمتع بدعم شعبي شامل، مما يجعل اختراقه من الصعوبة بمكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق