يبدو واضحا ان القوى الكبرى وتحديدا الولايات المتحدة باتت جادة في تعميم النموذج الصومالي على المنطقة العربية . هذا النموذج الذي يرتكز على تفكيك الدولة وحل الجيش وقوى الامن وترك البلاد بيد الجماعات بمختلف مسمياتها .هذا النموذج يضمن للقوى الدولية استحالة حدوث اي تغير اجتماعي وسياسي وبالتالي اقتصادي في المنطقة على شاكلة دول شرق اسيا, ويضمن لها الحفاظ على مصالحها الامنية والاقتصادية بموجب تفاهمات او بالقوة العسكرية .الكيان الاسرائيلي كان على الدوام هاجس هذه القوى في دعم الانظمة العربية والحفاظ على نوع من الاستقرار الا ان التجربة اثبتت ان اغراق هذه المنطقة في صراع داخلي اضمن لامن اسرائيل ومصالح هذه القوى لان الفوضى الداخلية تعمل على احداث انهيار شامل لمكونات الدولة والمجتمع في آن .الدول العربية دخلت في مرحلة الانهيار ولن يكون بوسعها العودة الى المربع الاول لانغماس الانظمة والمجتمع على حد سواء ووقوعهم في شرك التشتت وضيق الافق والعصبية العمياء , المنطقة العربية دخلت مرحلة التدمير الذاتي البطيء وكل المؤشرات تدل على انها لن تخرج منها بسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق