بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

WOOOOON"..احمد حسن الزعبي




ضُبط السيناتور الأمريكي جون مكين "متكبّساً" وهو يلعب "البوكر" على هاتفه الذكي أثناء  مناقشة تفويض ضرب سوريا  في مجلس الشيوخ الأمريكي  الأسبوع الماضي..هذا التصرف  أثار انتقادات بعض وسائل الإعلام بسبب عدم اكتراثه رغم أهمية وحساسية الجلسة ، في حين حاول البعض جرّ الخبر وتبسيطه  إلى مغريات وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على السياسيين في البحث عن الترفيه .
بغض النظر عن كل الانتقادات أو التبريرات ..أنا أرى أن الرجل كان يقوم بصلب عمله عندما كان يلعب "البوكر"..أصلا هذه الخريطة العربية الممطوطة  على قارتين صفراوين ما هي إلا "GAME" ممتعة ، يتسلّون بها متى يشاؤون وكيف يشتهون...فقط افتحها ..واختر اللعبة التي تريد: "آكشن عسكري".." مكافحة إرهاب".."سباق تسلّح".."تغيير جواكر".."اجتياح اقتصادي"..ثم ما عليهم سوى أن يحددوا المستوى الذي يرغبون اللعب به ثم يضغطون على زر "START"..
بدأوا بالعراق.."NEW GAME"..ضبطوا مؤخراتهم قليلاً على كرسي مجلس الأمن، وضعوا السماعات على أذانهم كي لا يسمعوا سوى أصواتهم ، وصوت قذائفهم ،  ثم ضغطوا على زر البداية وشرعوا "بالطخطخة"..والاجتياح، ..بعد ان مات مئات الآلاف وشرّد مثلهم..ابتسموا عندما كتب على شاشة الإعلام  بالأحمر اللامع لقد فزت " WOOOOON"..
"اخذوا نفساً قليلاً"..ثم انتقلوا الى لعبة أخرى وهي "لعبة الجواكر"..تسحب هذا تضعه مكان ذاك ، تنقل الآخر  الى الترتيب الثاني وتسحب من تحت الأوراق رقماً مخفياً ثم تضعه في صدارة المشهد  وبعد دقائق..تظهر على شاشة الإعلام الغربي بالأحمر اللامع انتهاء اللعبة مع عبارة : لقد فزت " WOOOOON"..
سوريا ألان..لعبة جديدة ..وكل ما يجري هو ضبط المستوى،وقراءات تعليمات اللعبة كم تبلغ  مدة اللعبة ، وقوانينها ،وكيفية الحصول على ذخيرة سياسية من دول التردد العالمي..طبعاً بالتأكيد  لا يهم كم سيكون حجم الدمار ، وكم سيهجّر من المدنيين ، وكم سيقتل من أبرياء جدد، فالدماء التي تسيل  هي جزء من متعة اللعب ...كل ذلك لا يعني أبطال الـ "  G T A"..المهم كلمة "WOOOON" الشهية..التي تحفّزهم  الانتقال الى لعبة أخرى.!!
**
أرأيتم جون مكين لم يكن يلعب في جلسة مجلس الشيوخ..بل كان يحكمنا!!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق