بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

نحو‭ ‬استثمار‭ ‬جماعي‭ ‬لنتائج‭ ‬المؤشر‭ ‬العربي

المؤشرات‭ ‬العلمية‭ ‬لسبر‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬واستمزاج‭ ‬مواقفهم‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السياسية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الوسائل‭ ‬لتحليل‭ ‬الواقع‭ ‬ومعرفته‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭.‬
نحتاج‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬واقعنا‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬قبل‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الأحكام‭ ‬السريعة‭ ‬باسم‭ ‬المجتمع،‭ ‬لأنها‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أحكام‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬تمثلات‭ ‬معينة‭ ‬للمجتمع‭ ‬ومن‭ ‬خلفيات‭ ‬فكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬وحتى‭ ‬إيديولوجية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬متمعنة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭.‬

العراق: سيادة وطنية أم تاكسي

ما أغرب ما نسمعه عن سيادة العراق. الكل يتحدث عن سيادة العراق وكيفية احترامها، بألفاظ تجمع ما بين اثارة الدهشة وتكريس مفهوم جديد للسيادة، يتماشى مع تفتيت دولة كانت ذات سيادة، ذات يوم. السيادة العراقية ، حاليا، هي تاكسي يركبه كل من هو قادر اما على دفع الأجرة او اجبار السائق على نقله مجانا. واذا كان هذا الربط بين السيادة والتاكسي ملتبسا بعض الشيء، فلأن واقع سيادة العراق نفسه ملتبس ومستعص على

المدينة والقاموس

تبدد باريس آخر أيام السنة. تمسح جروحها وتخلع فستانها المبلل بالدم. لبعض الأماكن سطوة لا تقاوم. تستدعيك من دون أن تناديك. تدخلها معتذراً كمن تأخر عن موعده. ترتبك كأن كل غياب خيانة.
ترتدي المدن في البال صورة لا تتغير. وباريس قصة أخرى. ما أكثر الخواتم في أصابعها.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

التغاضي عن جرائم الميليشيات الطائفية لا تقل عن جرائم الإرهاب!

لم يشهد العراق منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة تشكيل ميليشيات طائفية مسلحة خارج إطار الدولة العراقية ولهذا فان هذه الظاهرة مكتسبة وغريبة عن التقاليد والقيم الأخلاقية ومعتقدات الشعب العراقي وبقى الشعب العراقي بالرغم من ظروف القهر والاضطهاد و( 35 ) من الحكم التسلطي الدكتاتوري أميناً على وحدته متمسكاً بوطنيته، لكن المعادلة بدأت تتغير بعد الاحتلال وسقوط الدكتاتورية وبخاصة بعد أن استلمت السلطة أحزاب الإسلام السياسي وظهرت المحاصصة الطائفية كمنهج وسياسة موجهة وراحت تعمل

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الأكلُ يحترِق .. الوطنُ يحترِق

( حمودي الصغير ، تجاوزَ عُمره الخمسة سنوات ، ولم ينطُق بِكلمةٍ واحدة .. بحيث ان والدَيه ظّنا بأنهُ أبكَم ، وحتى بعد مراجعتهم للعديد من الأطباء ، الذين أكّدوا أن إبنهم الصغير ، ليس عندهُ مشاكل صحية في المناطق المسؤولة عن النُطق ، فأنهُ بقيَ صامتاً على طول الخَط . إلى أن كانَ في صباحٍ ما ، وحمودي جالسٌ في المطبخ ، كالعادة ، ووالدتهُ تقومُ بأعمال المنزل .. حيثَ قالَ حمودي ، بصوتٍ واضِح وكلماتٍ كاملة : ماما ماما .. أن الأكل يحترِق ! . سارعتْ الأم وأطفئتْ الطباخ .. ثم إنتبهتْ إلى أن إبنها تكلمَ

«العتمة مجزّأة» لماليفتش: الإحتجاج من طريق «تشويه» الموناليزا

إذا كان معروفاً، وبات بديهياً، أن لوحة «الموناليزا» لليوناردو دافنشي هي اللوحة الأشهر في تاريخ فن الرسم، ومنذ زمن بعيد، فإن ما ليس معروفاً على نطاق واسع، هو ذلك الشغف الذي يشعر به الفنانون، ومنذ زمن طويل أيضاً، تجاه تلك اللوحة التي كان من المستحيل على أي كان أن يتنبأ لها بتلك المكانة حين رسمها الفنان النهضوي الكبير، كمجرد صورة لسيدة بناءً على طلب خاص. فالفنانون، أسوة بالجمهور العريض، وجدوا أنفسهم دائماً واقعين حتى سحر «الجوكوندا» - وهو الاسم الآخر للسيدة وللوحة -. ومن

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الحل آخذ في الابتعاد...هنري كيسنجر: هل هناك حاجة لدولة عربية أخرى في فلسطين

«علم داعش الاسود سيرفرف فوق المناطق الفلسطينية إذا انهارت السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن». هذا ما حذرت منه مرشحة الديمقراطيين لرئاسة الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي، هيلاري كلينتون في منتدى سبان.
قد يتبين أن كلينتون على حق، لا سمح الله. ولكن ليس كما ألمحت بأنه بسبب عدم تقدم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بل العكس تماما. أي ـ إذا تجاهلنا الفوضى الحاصلة في الشرق الاوسط وأقمنا بشكل متسرع دولة فلسطينية، فان داعش سيسيطر عليها بسرعة كبيرة، أو تسيطر عليها جهة جهادية اخرى.

الأحد، 13 ديسمبر 2015

مايرويه المثقف الطائفي

يبدو أن ثنائية الراوي والمروي له في الخطاب السردي العربي أصبحت عرضة للشكوك والريبة والالتباس، فلم يعد الراوي بعيدا عن ضغائن السياسة وإغواءاتها، ولم يعد المروي له يملك الأهلية القومية والشرعية والمعرفية لبيان صلاحية فعل استجابته الكاملة..
هذه المفارقة وضعت ثقافتنا العربية- اليوم- أمام لعبة مفتوحة من الاستجابات المضادة، والإكراهات القهرية التي يفرضها رواة عاطلون عن الحكاية، وعصابيون متوحشون ومنافقون يمارسون نوعا من الإجبار الجماعي القمعي على المروي لهم لكي يغيّروا عاداتهم في الإنصات والتلقي، فبَدل الرواية صارت الخطبة عنوانا للحكي، وبدل الحكواتي صار مُقدّم البرامج والداعية والفقيه والأمير، وبدل المروي له صار المريد والجهادي والمأمور والمبايع..
لبوس هذا الإنصات وأقنعته فرضت صورة أخرى لسيمياء الراوي الطائفي والقومي أو التكفيري والسلطوي والفقهوي ولمزاجه الراديكالي، حدّ أن أية معارضة لهذا المزاج الإنصاتي ستفضي الى المجاهرة بالدعوة العلنية بتهمة المروق، والخروج عن الجماعة والملة والأمة وعن إرادة ولاية الأمر وحاكميتها..
السلطة العربية ونُخبُها التاريخية الثقافية الثورية والعلمانية والتنويرية الإصلاحية فقدت الكثير من امتيازها الصوتي لصالح تلك الظاهرة النكوصية، وفقد معها الرواة القدامى صلاحياتهم السردية والحكواتية، وبدأ -تحت هذا الفقدان- عصرٌ آخر لرواية قوطية أخرى، لكنها دامية في أسفارها وسيرها وأخبارها، وفي مُتخيلها، إذ يروي سردياتها رواة أنيقون ووسيمون، لهم قاموسهم البلاغي الحاد والمخاتل، وبقمصان وأربطة عنق تُجاري صيحات الموضة الباريسية، ولهم وظائف المذيع الفضائي، والمحلل السياسي ومحرر الأخبار والصفحة الثقافية والرأي ومنظّر الحداثة والمتحدّث عن فلسفات كانط وهيغل ودريدا، وربما وجد بعضهم غطاءه في أن فوكو كان طائفيا كاثوليكيا، وأن جومسكي متطرف في آرثذوكسيته، وأن برودسكي يفكر بيهوديته واليوت كان يفكر ببروستانتيته..
هؤلاء الرواة المثقفون قريبون من الأمزجة الحكومية والحزبية ورساميل الدعاية، لذا أصبحوا ماركات مسجلة لفقهيات الحداثة، بشفرات تقوم على النقائض، وتتعامى عما يجري في بلدانهم، وكأنهم يمارسون وظائفهم النقدية خدمة لمؤسسات التمويل الإعلامية والثقافية والبحثية العابرة للدول والقارات، إذ باتت وظيفة ( الهؤلاء) كما يسميهم مجيد طوبيا بيع كل شيء، وتبرير كل شيء، بدءا من حروب المدن، وقتل الطوائف الأخرى وتلميع الجنرالات والحكّام وصولا الى مثاقفة الأناشيد وخطب الرؤساء والملوك والفلسفات والبرامج الاقتصادية، وحتى التنظير في سرائر المعرفة التي تخص إسلاملوجية الملل والنحل والفرق الناجية والكافرة، وانتهاءً بالإشهار عن استعمالات المنظور الدعووي الفائق الحساسية، والمُجهّز بتقانات الحصانة الطائفية لكَشْف الأضداد من الزنادقة والمارقين من ثوار وحالمين ومن مثقفي العلمنة والطَيفَنة
والقومَنة..
سرديات الحرب الظاهرة والخفية في لبنان واليمن والعراق وسوريا وليبيا ومصر كشفت عن هشاشة (الهؤلاء) اللابسين اقنعة المثقف الطائفي/ الراوي والإعلامي والمحلل والأكاديمي والانتهازي والمخذول!! والفاقدين قدرتهم الأخلاقية في التعاطي مع قضايا الأمة الكبرى، مثلما عرّتهم من أوهام ثياب الامبراطور، ووضعت وعيهم المخذول أمام فخاخ الأسئلة، أسئلة المعنى والوجود والأخلاق والالتزام والعضوية والمهنية والموضوعية، حتى بتنا- اليوم- نتجرع كارثية مايتساقط من هذا الوعي الطائفي الذي يجاهر علنا بالموت، والخداع والكذب والوهم، حد أن البعض من مروّجي هذا الخطاب الثقافي التعويمي يحرّض على العودة الى التاريخ وسردياته وصراعاته بوصفها متحفا، أو بيتا للغرماء، ليستعير حواره وجدله ونقائضه، وليمنح وصايا (الممول) ومدير الإنتاج، وربما وصايا الجنرال ذاته القوة والإشهار والتضليل، وليفسّر على وفق قاموسها كل ما لايُفسر، وليضع الحاضر تحت مشرحة فقه المقاصد، وليس علمية المقاصد، وربط الصراعات التي تشتعل في العقل العربي بمرجعياتها وأسبابها، وبطبيعة القوى العميقة التي تضع الجميع أمام الفوضى والمتاهة، وبعيدا عن أية مراجعة نقدية عقلانية تشرعن الحوار والجدل والسؤال، ولا تدعو الى موت الآخر وتكفيره والشك التام بسردياته، ودعوة الجميع للانخراط في لعبة الحروب العلنية، حروب مايرويه المثقف الطائفي والمثقف الجماعاتي..
*علي حسن الفواز

الحوار الأجمل

كما يحاور الحرف نظيره، تحاور الموسيقى نظائرها، وفي حوار الموسيقى ليست هناك لغة موحدة، بل تجانس يجعل من «الميلودي» ألوانا تتقارب وتنجدل وتجدد بعضها بعضا، من خلال عملية أشبه ما تكون بتلك الوردة التي تأتي من بذرتين مختلفتين. 

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

اللهم احفظ لنا بوتين ليواصل قصفنا

في متاهة الأحداث المفجعة في بلادنا، يبدو مجيء صباح آخر لا يحمل في ساعاته مأساة جديدة أو مفارقة غرائبية موجعة للعقل والقلب، شبه مستحيلة. المفارقات الغرائبية تهطل على الناس كالمطر الأسود، بزخات لا يمكنهم