بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 ديسمبر 2016

اللايقين السياسي في عصر ما بعد الحقيقة

إذ يبدو دونالد ترامب في خطابه السياسي حاداً وجذرياً، مثلما يبدو تصوره للعالم بسيطاً والحقيقة لديه جلية يمكن بلوغها بيسر، فهو قريب الشبه بالتغريدة التي يدونها مستخدمو «تويتر»، أو البوست الذي يكتبه رواد «فايسبوك»، بأكثر مما يشبه الفكرة لدى كاتب أو متفلسف، أو حتى الخاطرة الأدبية في خيال القاص أو الروائي.

الاثنين، 19 ديسمبر 2016

مذبحة حلب: الإخراج أمريكي والتنفيذ روسي ـ إيراني

يمكن اعتبار ما حصل في حلب أمس جريمة كاملة علنيّة وعلى رؤوس الأشهاد بل ومتّفق على تنفيذها بين أسياد الكون وعرّابي المصالح العليا فيه وصولاً إلى اللاعبين الصغار الذين ينفّذون المقتلة الآن ويقتلون ويحرقون البشر، وأتباعهم الصغار من الضباع الكاسرة التي تتناوش الجثث.
يمكننا، لو أردنا، أن نلقي باللائمة على أطفال درعا الذين انفعلوا بأحداث تونس ومصر

«التسامح والمسؤولية الفكرية» لكارل بوبر: ... يا له من ثمن باهظ!

«إن خشيتنا المبالغ فيها، من أننا معشر المؤمنين بالتسامح قد نصبح نحن أنفسنا لا متسامحين، هي التي أدت بنا إلى الموقف الخطأ والخطير الذي بات يوجب علينا أن نتسامح مع كل شيء، وربما مع أعمال العنف (...) وأن هذا الموقف مفهوم، بل مثير للإعجاب بطريقة من الطرق، وذلك لأنه ينبع من تلك النظرة التي تقف في أساس التسامح كله: النظرة التي تقول إننا كلنا قابلون لأن نخطئ ولأن ننادي بارتكاب الخطأ، النظرة التي تقول إنني قد أكون على خطأ وقد تكون أنت على صواب، وانه ينبغي عليّ

«ثقافة» الانتصار في حلب وعليها

لم يتقدّم القتل في حلب مجرّداً من «ثقافته». سبقته ورافقته «أفكار» سُلّحت بها جماهير القتل وروّجها موظّفوه وأعيان كلامه.
أبسط تعابير تلك «الثقافة» وأكثرها ابتذالاً عنوانان راجا: مكافحة الإرهاب وصدّ المؤامرة. هذان، كما نعلم جيّداً، من حواضر بيت الكلام الرخيص، تحفل بمثله سجلاّت أنظمة الزنازين والأقبية. ما هو أعقد، وإن كان أقلّ كتابةً وأشدّ تداولاً شفويّاً، أنّ الحلبيّين الذين قُتلوا ويُقتلون ليسوا حلبيّين: إنّهم غير أصليّين، وافدون من الأرياف، أميّون، فقراء، أجلاف وذوو أقدام مشقّقة كأنّها نِعال من لحم. المواصفات «الحضاريّة» التي

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

زجاج مطحون

مع الانتهاء من قراءة نصّ «زجاج مطحون»، للكاتب السوريّ إسلام أبو شكير، يمكن أن تشعر أنّك أمام أرواح مسحوقة، في أعلى درجات البؤس، لا مجرّد زجاج، فالتشبيه «البعيد» بليغ جدّاً. ثمّة أحوال تقود إلى الضحك والبكاء في آن. فمن الطبيعيّ أن يتكيّف الإنسان (الكائنات عموماً) مع الظروف الطارئة، ومع التحوّلات المستجدّة، وبصعوبة أيضًا، لكنّ من غير الطبيعيّ، بل جريمة السعي إلى القبول وتبرير هذا القبول، بقدر من القهر يفوق الاحتمال.
هذا ما يجري في النصّ (منشورات المتوسط - ميلانو 2016)، مع أربعة أشخاص - ذكور (لماذا؟) «وجدوا أنفسهم فجأة محاصرين في مكان مغلق، ويبحثون عن طريقة للخروج. هذا هو ملخّص الحكاية. أبداً... ليس مهمّاً أنّ المكان مغلقٌ تماماً كقبر بلا

سقوط حلب ليس هزيمة لأميركا

لا يمكن أن تخسر دولة ما حرباً لم تخضها. هذه هي حال الولايات المتحدة مع معركة سورية عموماً وحلب خصوصاً. فالذين يعتبرون أن سقوط المدينة في أيدي ميليشيات الأسد وإيران يشكل انتصاراً للروس مصيبون، لكنهم يجافون الحقيقة عندما يرون فيه هزيمة للأميركيين. فالمدينة المنكوبة لم تدخل يوماً قائمة أولويات باراك أوباما، ولن تدخل بالتأكيد لائحة دونالد ترامب للمهمات الملحة.