بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

اترك القلق وابدأ الحياة

نحتار أحياناً في أمور لا بدّ من الوضوح والحسم فيها: ماذا نأكل؟ ماذا نشرب؟ ماذا نلبس؟ ماذا نقول؟ ماذا نفكّر؟ كيف نربّي أبناءنا؟
الحيرة إنسانيّة جدّاً. إنّها مصدر لأفكار كثيرة واكبت التطوّر التاريخيّ، لا بل أثّرت فيه وحكمت بعض مساراته، لكنّها مع هذا مُقلقة ومعذّبة للحائر، خصوصاً أنّ الذين قد يساعدون في تبديدها وهدايتنا إلى الإجابات باتوا قليلين. قرّاء الأكفّ والفناجين يكادون ينقرضون. الناصحون والوعّاظ والمعلّمون صرنا نعتبرهم أبويّين جدّاً...

«النزعات المادية...» لحسين مروة: ... وسُجّلت ضد «مجهول»!

«وقف البحث في هذا الكتاب عند ابن سينا، بوصف كونه نهاية مرحلة نضج الفلسفة العربية- الإسلامية في المشرق. وبعد نحو قرن من زمن ابن سينا استأنفت هذه الفلسفة، في بلاد المغرب العربي، كفاحَها المجيد بوجه الإرهاب الفكري الرجعي الذي حمل الغزالي رايته بضعة أجيال. وقد تمثّل هذا الكفاح بفلسفة ابن رشد والتيار الرشدي التقدمي. إن مؤلف هذا الكتاب سيواصل دراسة تلك المرحلة الأخيرة للفلسفة العربية- الإسلامية فور الفراغ من مهمات هذا الجزء من الكتاب». بهذا الوعد اختتم

الحياة المدنية في المجتمع الشيعي العراقي و... إشكالية المرجعية


لا تُعرف على وجه الدقة الأسباب التي تحمل تيارات سياسية شيعية على مبادرات إصلاح سياسي هي بمثابة قطع للغصن الذي تجلس عليه، وهل مثل هذه المبادرات تمثل أملاً للمجتمع الشيعي الذي لم يحقق له حكم نفسه بنفسه حياة أفضل.
المعروف على وجه الدقة أن مبادرات كالتي يدعو إليها تيار كالتيار الصدري على علاقة بمعالم فشل ضربت العراق منذ 2003، وأنها تحمل اتهاماً مبطناً للجهة التي تحكمت بالمشهد السياسي وهي المرجعية الشيعية التي صارت دولة داخل الدولة ونظاماً موازياً للحكومة المركزية.

أُغنية هادئة: تشيوء الإنسان وثأرٌ من البراءةِ

مع تطور الحياةِ وتقديم النظام الرأسمالي لمزيد من الاحتياجات المُفتعلة، تتكاثر مشاكل الإنسانِ وتذوي عاطفتهُ ويُصبحُ قريباً من صورة الكائن الذي قدمته ماري شيللي في روايتها «فرانكشتاين»، إذ لم يَعُد له اهتمام خارج الأعمال الوظيفية فبالتالي لا يوجد ما يبعث على الاستغراب، إذا تَحولت المشاعر

الخميس، 15 يونيو 2017

صناعة إعلام سياسي لخدمة الاستخبارات

بات الإعلام بمختلف وسائله السمعية والمرئية، أحد أهم الروافد الثقافية التي تساهم في خلق الروابط بين المجتمعات المختلفة وقناة مهمة للتواصل الاجتماعي بين الأمم. لقد دخل العالم مرحلة جديدة من التفاعلات نتيجة ثورة الاتصالات التي خلقت حالة من التداخل بين الأمم والشعوب، ونوعاً من ثقافة الاندماج.

حرب ١٩٦٧ بين الامس واليوم

مرت ذكرى حرب ١٩٦٧منذ أيام، وهي ككل عام تأتي في ظل أزمات العالم العربي المتشابكة. لقد عكست هزيمة ١٩٦٧ الضعف العربي الرسمي الذي يتميز بالارتجال وركاكة التقدير في إدارة الحروب والأزمات. بعد خمسين عاماً ما زالت الهوة بين العرب وإسرائيل قائمة. والسبب في ذلك أن النظام العربي الذي كان يفترض شحذ قدراته على مواجهة الصهيونية لم يسعَ لتجديد نفسه وتغيير خطابه وتمكين مجتمعه. فقد كانت وما زالت قضية الحرية والتمكين ومكانة الشعوب ومشاركتها في صنع القرار قضية كبرى أدى غيابها إلى هزيمة ١٩٦٧. المسائل ذاتها غائبة في بلادنا العربية اليوم وذلك على رغم مرور ٥٠ عاماً على الهزيمة.

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

ناصر الزفزافي الشاب الذي حرك المغرب العميق

هذا الشاب المغربي الثلاثيني ذو اللحية السوداء المقصوصة فرض إسمه بقوة في نقاشات أماسي رمضان الطويلة. ليس فقط في مدن الشمال كالحسيمة وطنجة والناضور ولكن كذلك بمقاهي الرباط والبيضاء ومراكش. ولو قمنا اليوم بسبر للرأي العام المغربي المسيس ـ رغم أن هذا غير متاح حول مثل هذه المواضيع ـ وطرحنا على الناس السؤال التالي: من هو الشخص الذي يثير فضولكم أكثر؟ لكان جواب

محمد جمال باروت والجدل «الكسرواني» حول ابن تيمية

يلتقط الباحث السوريّ محمد جمال باروت نقطة إنزلاق مشتركة وقع فيها المؤرّخون اللبنانيّون الذين خاضوا في موضوع الحملات التي جرّدها المماليك على بلاد كسروان. جلّهم يربط الحملات الثلاث التي أعقبت فتح السلطان قلاوون الصالحي الألفي لمدينة طرابلس عام 1289 وانتهاء ممالك الفرنجة في ساحل الشام، بفتوى للفقيه الحنبلي ابن تيمية الحراني، ويفترضون ضمناً أنّ هذه الحملات لم تكن لتتم من دون فتوى تشرعنها.

الخميس، 8 يونيو 2017

«لاعبا الشطرنج» لساتياجيت راي: الحكّام لاهون والعدوّ يتقدّم



بكل بساطة، وفي شكل يبدو ظاهرياً أكثر ما يمكن طبيعية بين رجلين تربط بينهما الصداقة من ناحية، وهواية لعب الشطرنج من ناحية أخرى، يفتتح فيلم «لاعبا الشطرنج» للهندي الكبير الراحل ساتياجيت راي، مشاهده بمباراة في تلك اللعبة بين بطليه، وهو بعد الساعتين تقريباً اللتين يمتد عليهما زمنه السينمائي، يختتم تلك المشاهد بمباراة شطرنج أخرى. في اللعبة كل شيء كما كان سابقاًـ باستثناء «تبديل بسيط» يقوم به ميرزا، أحد -«بطلي» الفيلم، في اللعبة، حيث نراه يبدل مكاني الملك والملكة