بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يوليو 2013

فتنة الانتماء لـ"الإخوان"!عبدالله الملحم



قبل الحديث عن فتنة الانتماء لـ"الإخوان المسلمين" كتيار فكري وسياسي له حضوره في الشارع العربي، يحسن المرور بفتنة خلق القرآن، التي ظهرت في عهد الخليفة العباسي المأمون، وتولى كبرها المعتزلة، وما كان منهم حتى زينوا له استفتاء العلماء في القرآن؛ وهل هو مخلوق أم مُنّزل، فمن وافقهم تركوه ومن خالفهم قتلوه أو سجنوه، حتى قُتِلَ وسجن المئات وقيل الآلاف، ولم يصمد في تلك الفتنة التي استمرت في خلافتي المعتصم والواثق إلا الإمام أحمد بن حنبل يرحمه الله، حتى بويع للمتوكل بالخلافة فنهى الناس عنها!
وإذا كان التاريخ يعيد نفسه، فلا أراه اليوم يعود في فتنة أشبه من فتنة الاتهام بالانتماء لـ"الإخوان" كما في دولة الإمارات العربية الشقيقة، التي صار مجرد الانتماء لـ"الإخوان" جريمة تستوجب الملاحقة والعقوبة والسجن، وما ذاك إلا لتوهم أن "الإخوان" هم صانعو ثورات الربيع العربي، وأنهم المهدد الأكبر لكل بلد يتواجدون فيه، وإذا بحثت عن أدلة ذلك لم تجد إلا ظنوناً وأوهاماً أو وشايات ونمائم، كتلك الوشاية التي كشف عنها الفريق ضاحي خلفان في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق" السعودية في عددها الصادر بتاريخ 17/ 6/ 2013م، وفيه يسأل المحررُ الفريق خلفان:"لماذا تحارب الإخوان"؟! فيجيبه بكلام مرسل موضع الشاهد منه قوله:"لأن عندي معلومة من مصدر مخابراتي في دولة أجنبية مفادها أنهم يخططون للإطاحة بالأنظمة الخليجية في عام 2016"؟!
الإخوان يقيناً لا يصنعون الأقدار ولا يقولون للشيء كن فيكون، لكنهم ككل تيار سياسي يسعون لاستغلال الفرص لصالحهم، شأن غيرهم من التيارات السياسية الأخرى، ووفق آليات اللعبة الديمقراطية في بلدانهم، وإلا فمحمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه وأشعل الثورة التونسية لم يكن إخوانياً ليقال إنهم أطلقوه كصافرة لبدء ثورات الربيع العربي، كما أن خالد سعيد الذي قضى تعذيباً على يد الشرطة المصرية، واستحال إلى أيقونة تلهب ضمائر الشباب المصري الذي رأى فيه ما يمكن أن يكون مصيره يوم (ما) لم يكن هو الآخر إخوانياً، ولا ثورة يناير كانت إخوانية!
ومع ذلك سأُصدِّقُ الفريق ضاحي خلفان لو صدقت تلك المعلومة (الوشاية)، لكن واقع الحال يقول غير ذلك، فالمحسوبون على الإخوان أو القريبون منهم في بلدي المملكة العربية السعودية معروفون وأشهر الدعاة منهم تقريباً، وحين استُهدِفَتْ وحدة المملكة واستقرارها بما سمي ثورة حنين في 2011م، كان دعاة "الإخوان" كما يصنفهم من يناصبهم العداء من أبرز من تصدى للثورة المزعومة من فوق منابر الجمعة، ومن خلال ظهورهم في القنوات الفضائية، فهل أُكذِّبُ يقيناً عايشته أم أصدق تلك المعلومة (الوشاية)؟!
الفريق ضاحي خلفان في أحد لقاءاته التلفزيونية يقول:"الإخوان" أخطر على العرب من إسرائيل وإيران، ولا أدري كيف يكون الخطر إخوانياً ومن يحتل الجزر الإماراتية إيران وليس الإخوان، ومن انتهك سيادة الإمارات بقتل المبحوح على أراضيها الموساد الإسرائيلي وليس الإخوان، كما أن من يهدد أمن البحرين ووحدتها إيران وليس الإخوان، وفي هذه الأزمة تحديداً رأينا "الإخوان" البحرينيين يلتفون حول قيادتهم الخليفية ضد المؤامرة الصفوية التي تستهدف وحدة البلاد عبر تحريض المكون الشيعي لجعل البحرين عراقاً أخرى خاضعة للهيمنة الإيرانية، وحتى حراك الشارع الكويتي الذي أرجف البعض حوله و"الإخوان" أحد مكوناته إلى جانب التيارات الأخرى لم ينزع يداً من طاعة ولم يناد بغير الإصلاح الذي ينشده الجميع!

خليجياً عدونا الحقيقي الفساد، ومنجاتنا بالإصلاح الفاعل الذي يعزز لحمة شعوبنا بقياداتها، ويحقق الوحدة الخليجية التي نحلم بها لتزيدنا قوة وصلابة، أما لغة التخوين واتهام النوايا والأخذ بالظنة فلن تزيدنا إلا تشرذماً وضعفاً ونحن أحوج ما نكون لجمع الكلمة ووحدة الصف.  

هناك تعليق واحد:

  1. لاتصال للحصول على قرض سريع وسريع.

    أقدم قرض آمن وغير مضمون بنسبة 3٪.

    استعارة مبلغ القرض من 2000 إلى 5000،000jd.

    اختيار مدة القرض من سنة واحدة إلى عشر سنوات.
    saheedmohammed17@gmail.com

    ردحذف