بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 3 يناير 2019

يحدث في ساحة الجندي



على عتبات اول برلمان فلسطيني "المجلس التشريعي" في غزة، وتحت ظلال الجندي المجهول، وهو مصري يحمل رشاشا ويشير بإصبعه الى القدس. وقد ابدع النحات في جعله يعطي انطباعا بأنه يشير ايضا الى كل من يُحدّق في عينيه، وكلٌ بحسب نيته. هناك اشعلت جماعة اختلست من قاموس القيم عباءة الاصلاح شمعتها. فيما كان رهط اخر غير بعيد يتأهب لاخذ حصته في ايقاد شعلته، وما ان اطل برأسه حتى فرقته عصى الجند.
فتح ليست بكائيات ولا استعراضات على حاضنتها، ولا شمعة، ولا ذكرى يحتفى بها، هي شعلة الكفاح وديمومته، ومسيرة شعب في الميدان... هذا ما يقوله الجندي المجهول..

سياسة الخيل والبغل

يقال ان مصطلح السياسة خرج من الاسطبل. ساس السائس الخيل، اي رعاه، ودربه، وعلمه تدريجيا ليصبح منسجما مع منظومة البشر وصديق فارسه. خارج الاسطبل طبقت السياسة على البغل قبل الناس، عندما وضع على عينيه حاجب جلدي يمنعه من رؤية ما حوله، وعلق على رقبته "مخلاة علف" ليمتثل لتعليمات راكبه .لكن ما لم تعلمه السياسة، ان البغل في مرحلة متقدمة، يمّل النظر الى الامام، فيصاب بالاحباط ويُستفز من كل ما يقع عليه نظره. فلا ينفع معه غطاء العين ولا المخلاة، فيهيج ويسقط صاحبه ويركل ويدوس كل من يصادفه. فكان الحل خيول من خارج الاسطبل،تسير على السراط بلا اقنعة، تُطيع، وتقوم بمهمة البغل، دون الالتفات الى ما يدور حولها.