بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 يوليو 2013

المؤيدون للنظام يتصدرون الدراما السورية في رمضان.. والمعارضون يلجأون لمصر - ريما شري



 لا شك أن انتاجات الدراما السورية تصدّرت الشاشات العربية وتربعت على خارطة الموسم الرمضاني في السنوات الأخيرة الماضية. 
ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح الأعمال الدرامية السورية هي طرح موضوعات إجتماعية ودينية وتاريخية وسياسية جريئة حاكت الواقع وتميزت بإنتاجات درامية ضخمة ودعم القطاع العام لها وسهولة وصول اللهجة السورية إلى مسمع الجمهور العربي. ولكن أحد هذه العوامل ذاتها، وهو أهمية إرتباط الواقع بالدراما، سبب كثيراً من الصعوبات لعجلة الإنتاج الدرامي السوري، الذي يسجل ذروة نجاحه في شهر رمضان المبارك. فمع إحتدام الصراع في سورية، تشهد عجلة الشاشة الصغيرة مرحلة صعبة يتم فيها تسريب الموت الذي أحكم قبضته على عنق الوطن إلى فنّ كان أكثر من فعّال خلال السنوات العشر الماضية مما أثر على المشهد الدرامي ككل. فربيع الثورة السورية حمل معه رياحاً خريفية تمثلت في تردي الظروف الاقتصادية التى كبدت البلاد خسائر ضخمة وأثرت بدورها على حركة رأس المال فى الإنتاج الدرامي بالإضافة إلى التوتر الأمني وعدم استقرار الشارع وصعوبة توافر الأجواء المناسبة للتصوير. هذه الحقائق التي فرضها إيقاع الثورة فيسوريا أدى إلى هجرة الكثير من الفنانين إلى القاهرة وبيروت ودول عربية أخرى بحثاً عن ملجأ آمن وفرص عمل بديلة. من جهة أخرى، كان من اللافت إنتقال عدد من النجوم إلى خندق الثورة، حيث ساهم بعضهم في الموسم الرمضاني السابق في الحوار السياسي الذي تعيشه مختلف أطياف الشعب السوري، فقدموا بعض اللوحات والمشاهد التي تطرقت إلى أحداث الثورة السورية وتداعياتها على المجتمع والمواطن.

إلا أن انخراط النجوم في الأحداث السياسية كانت له تأثيراته السلبية أيضاً وأدى بدوره إلى عرقلة عملية التسويق الدرامي وأثر على خيارات المنتجين والمخرجين خصوصا بعد تصريحات كبار نجوم الدراما السورية حول ميولهم السياسية بين موالٍ ومعارضٍ لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. 
إنطلاقاً من ذلك، فقد اهتزت صورة نجوم الدراما السورية في أذهان جمهورهم بفعل تصريحاتهم، سواءً احتسبت مواقفهم على النظام، أو المعارضة. وأدى الإفصاح عن مواقف النجوم في الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي إلى تصنيفهم بين قوائم ‘العار’ أو ”الشرف” فيما وصف المختلف عنهم بصفة الخائن أو الجبان. ورأى بعض النقاد أن الثورة السورية عرّت فناني سوريا ونجوم ‘باب الحارة’ من كل الشعارات البطولية وفضحت حقيقتهم خارج النص ‘الوطني’ الذي طالما قدسوه ودعموه ‘بالشاربين الطويلين’. من جهة أخرى، تعرض فنانون آخرون للسجن والاضطهاد بسبب تصريحاتهم المعارضة للنظام منهم الفنانة السورية مي سكاف، والفنان محمد آل رشي ابن النجم عبد الرحمن آل رشي، والممثل الشاب محمد أوسو. ومن الذين تعرّضوا لحملات التشويه النجمة السورية الكبيرة منى واصف التي تعرّضت لانتقادات واسعة من المناصرين للنظام حتى وصل الأمر الى المطالبة بسحب وسام الإستحقاق الذي قلدها إياه الرئيس السوري بشار الأسد منذ عدة سنوات.
ولأن الانتاج الدرامي في سورية يعتمد بشكل أساسي على القطاع العام ممثلاً بالهيئة العامة للإنتاج التلفزيوني والدرامي، دفع الكثيرون من النجوم ثمن تصريحاتهم المناهضة للنظام، حيث رأى بعض المراقبين ان شركات الإنتاج التي توصف بأنها ‘مقربة من النظام السوري’ تساهم في التضييق على نجوم الدراما المعارضين. 
واللافت أن القطاع العام ليس وحده من يتوجه إلى نجوم النظام، فشركتا ‘الهاني’ و’سورية الدولية’ الخاصتان تنتهجان الأسلوب نفسه، ففي عام 2011 قامت الأولى باستكمال تصوير مسلسلها بمخرج جديد (مؤيد)، والثانية صدرت أمل عرفة وأيمن رضا والمخرجين زهير قنوع والمثنى الصبح، وهم من أهم رموز الموالاة للنظام السوري في الوسط الفني. وفي حملة مضادة لنجوم المعارضة أفسحت القنوات السورية فضاءها وأفردت ساعات طويلة لبعض نجوم الموالاة الذي ظهروا بعد غياب طويل، كان أبرزهم عارف الطويل، وزهير رمضان، وزهير عبدالكريم، ووائل رمضان، وغيرهم من الذين يتصدرون أعمال هذا العام في شهر رمضان. 
وعلى اثر هذه الحملات المضادة، سجلت الدراما السورية في الموسم الرمضاني لهذا العام غياب العديد من فنانيها بسبب موقفهم المعارض للنظام والوضع الإنتاجي الصعب وهجرتهم إلى دول أخرى كان ابرزها مصر
ففي الموسمين الماضيين لشهر رمضان وهذا العام ، تصدّر نجوم النظام المشهد الدرامي وكان هناك حضور خجول أو شبه معدوم لنجوم المعارضة. 
ومن أبرز الأسماء المؤيدة التي احتلت خريطة الدراما السورية لهذا العام: جومانة مراد، دريد لحام، وائل رمضان، باسم ياخور، أيمن زيدان، سلافة معمار، قصي خولي، عباس النوري، كندة حنا، سيف سبيعي، سامر المصري، جيني اسبر، ديمة الجندي، نسرين طافش، وسلافة فواخرجي التي قالت في لقاء تلفزيوني إنها تريد ان يبقى الاسد في الحكم ‘لأن الحكومة، والرئيس الاسد شخصيا، دعموا الفنانين السوريين دعما قويا’.
وتطل النجوم في عدة أعمال درامية ابرزها مسلسل ‘الإنفجار’ الذي قامت بإنتاجه شركة الهاني المملوكة لرجل الأعمال هاني مخلوف، إبن خالة الرئيس السورية بشار الأسد. ويتطرق المسلسل لبعض الأحداث التي تدور في سوريا في قالب درامي وإجتماعي وهو من بطولة وائل رمضان، سعد مينه، ديما قندلفت، تاج حيدر وفايز قزق. كما سيتميز هذا الموسم الرمضاني بعرض مسلسل ‘سنعود بعد قليل’ الذي يحكي قصة عائلة سورية نزحت إلى لبنانبسبب الأحداث التي تشهدها سوريا وتعيش على أمل العودة إلى الوطن والمسلسل من بطولة دريد لحام، قصي خولي، سلاف معمار، وباسل خياط. يذكر أن موقف لحام المؤيد للثورة اثار صدمة كبيرة لدى الجمهور العربي نظراً لأن لحام بنى شهرته في العالم العربي على الادوار التي كان ينتقد فيها الانظمة التسلطية كما في مسرحيتيه ‘غربة’ و’كاسك يا وطن’. لذلك تحول موقف لحام السياسي إلى مادة دسمة لنقاد الدراما العربية حيث رأى البعض أن لحام كان ينتقد النظام في أعماله بمباركة من النظام نفسه الذي كان يعتبر هذه الأعمال منفساً للشعب حتى يظهر بأنه يحترم الآراء المعارضة والأنتقادات السياسية وحرية التعبير الساخرة. 
وبالعودة لأبرز الأعمال الرمضانية لهذا العام، سيتم أيضاً عرض مسلسل ‘صرخة روح’ وهو مسلسل اجتماعي تدور قصته حول فكرة الخيانة المحرمة والبطولة هي لفريق من الممثلين السوريين على رأسهم بسام كوسا وعباس النوري وجهاد سعد وديما قندلفت وكندة حنا.
وسيكون في الموسم الرمضاني لهذا العام عرض لمسلسل ياسمين عتيق وهو مسلسل تاريخي إجتماعي يحكي عن المجتمع الدمشقي في سنوات 1830-1840 أي فترة حكم ابراهيم باشا ابن محمد علي باشا لبلاد الشام. من بطولة الفنانة منى واصف، غسان مسعود ، سلاف فواخرجي، وجيني اسبر.
بالإضافة إلى هذه الأعمال، سيتم عرض مسلسل ”سكر وسط” وهو مسلسل إجتماعي تجري أحداثه في مدينة دمشق عام 2004، وهو العام الذي شهد بداية الفورة العقارية، أو أزمة غلاء العقارات ويرصد العمل تأثير هذه الأزمة على الصعيد الإجتماعي والإنساني والإقتصادي وهو من بطولة عباس النوري، صباح الجزائري، محمد خير الجراح، ميلاد يوسف ونادين تحسين بيك. ومن الأعمال الدرامية التي تتناول الأزمة السورية مسلسل ‘تحت سماء الوطن’ وهو مسلسل يتألف من عشر ثلاثيات عن الأزمة السورية وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي. 
وسيتم عرض مسلسل ‘العبور’ من بطولة سلافة معمار، عباس النوري، قيس الشيخ نجيب، باسل خياط ومجموعة من الفنانين.
ويلاحظ من الأعمال الدرامية التي ذكرت مشاركة خجولة أو غيابا كليا للنجوم الذين صرحوا بآراء معارضة للنظام السورية مثل جمال سليمان، كندة علوش، مي سكاف، لمى إبراهيم، مكسيم خليل، يارا صبري، محمد اوسو، وفدوى سليمان التي تنتمي الى الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس السوري وصورت وهي تشارك في احتجاجات جرت في مدينة حمص مما اجبرها على الهرب الى فرنسا خوفا من الاعتقال.
ويرى محللون أن غياب نجوم الدراما السورية المعارضة للنظام عن الشاشة الصغيرة يعود لحملات الإعتقالات التي طالت زملائهم المعارضين مما دفعهم إلى الهجرة، وتجنب شركات الإنتاج اعطائهم أدوار درامية بعد أن سجلوا مواقف مؤيدة للثورة خوفاً من عدم تقبل الجمهور المؤيد لهم والتأثير على إنخفاض نسبة المشاهدة. 
إنطلاقاً من هذا وهرباً من الوضع الأمني وصعوبة التعامل مع جهات إنتاجية مقربة من النظام، لجأ عدد من نجوم الدراما السورية إلى مصر بحثاً عن الأمان وفرص عمل بديلة وتربعوا على عرش اعمال الدراما المصرية لهذا الموسم الرمضاني التي ستتألق بأكثر من 30 مسلسلا يقوم ببطولتها كبار نجوم الدراما السورية والمصرية واللبنانية. واللافت أن الدراما الرمضانية المصرية احتضنت هذا العام كوكبة من النجوم السوريين، ولم تفرق بينهم كونهم مؤيدين للنظام السوري أو معارضين له.
وكان أبرز من شارك في الدراما المصرية لهذا العام الفنانة السورية المعارضة كندة علوش، والتي تشارك في عدة أعمال درامية هذا العام بعضها بطولية كمسلسل ‘نيران صديقة’ للمخرج خالد مرعي الذي تلعب بطولته إلى جانب الممثلة المصرية منة شلبي ويشارك فيه عدد من الفنانين المصريين ابرزهم عمرو يوسف ورانيا يوسف ومحمد شاهين، وسلوى خطاب، إضافة إلى الممثل التونسي ظافر عابدين. وتشارك علوش أيضاً في مسلسل على كف عفريت إلى جانب الممثل المصري خالد الصاوي.
أما الفنان السوري جمال سليمان، الذي كانت له تصريحات معارضة لنظام بشار الأسد وكان قد إنضم إلى الائتلاف السوري المعارض ثم عاد عن قراره في تصريحات مؤخرا، فيلعب دور البطولة في مسلسل ‘نقطة ضعف’ من تأليف شهيرة سلام وإخراج أحمد شفيق.
ويشارك سليمان البطولة كل من الفنانات المصريات رانيا فريد شوقي، وروجينا، وهالة فاخر، وريهام حجاج، وفيدرا، والفنانتان التونسيتان سناء يوسف، وفريال يوسف. من ناحية أخرى، يشارك الممثل السوري أيمن زيدان في عملين، الأول إجتماعي- كوميدي بعنوان حاميها حراميها مع الممثل المصري سامح حسين بالإضافة إلى مسلسل تاريخي من إنتاج مصري- أردني مشترك بعنوان خيبر.
أما النجمة السورية سوزان نجم الدين، التي تنأى بنفسها عن الإدلاء صراحة بموقفها من الثورة السورية فتأتي مشاركتها هذا العام في رمضان من خلال مسلسل ‘لا تشرب القهوة مع نهال’، وتلعب فيه دور إعلامية تقدم برنامجا حواريا، تكشف من خلاله قضايا فساد حدثت في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، الذي أطاحت به الثورة في 11 فبراير عام 2011.
وفي ظل الصراع الذي تشهده سورية وتأثيره على عجلة الإنتاج الدرامي والرأي العام المتباين حول تصريحات النجوم السياسية، يرى البعض ان الخوف من صعوبة التسويق لا يشكل هاجساً كبيراً للنظام السوري، وللشركات الإنتاجية المؤيدة له، لأن القطاع العام لم يقم بتسويق أي من أعماله للفضائيات العربية إلا في ما ندر، والدليل على ذلك الموسم الماضي الذي شهد إنتاج ثلاثة أعمال (سوق الورق، ملح الحياة، وفوق السقف) اقتصر عرضها على الفضائيات السورية الحكومية.
وبينما تأثرت القنوات العربية القائمة بسبب قلة الإنتاج وتخوف أصحاب رؤوس الأموال من ضخ أموال في الإعلانات بسبب الاضطرابات القائمة في المنطقة إلا أن كثيرين يرون الأمر يصب في صالح الإنتاج الخليجي الذي باتت لديه فرصة ذهبية للنمو والتطور بما يكفي لتغطية القنوات الخليجية.

هناك تعليق واحد:


  1. الاتصال للحصول على قرض سريع وسريع.

    أقدم قرض آمن وغير مضمون بنسبة 3٪.

    استعارة مبلغ القرض من 2000 إلى 5000،000jd.

    اختيار مدة القرض من سنة واحدة إلى عشر سنوات.
    saheedmohammed17@gmail.com

    ردحذف