بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

الصهيونية المسيحية.. الوجه القبيح لترامب

«الصهيونية المسيحية» هى المدخل الوحيد الذى يقدم لنا فهما معقولا ومنطقيا لقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وهو القرار الذى ألحق خسائر سياسية فادحة بالولايات المتحدة، وأساء كثيرا ليس فقط لمصداقية واشنطن كوسيط فى عملية السلام بالشرق الوسط، ولكن لكل حلفائها

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

رمي الفلسطينيين في البحر!

بات واضحاً الآن انزياح الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتزحزح المشاعر العربية تجاه الفلسطينيين وأيضاً تجاه الإسرائيليين.
كنا نؤرخ لأي مغازلة عربية - إسرائيلية دوماً، بالمواعدة الأولى التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات أثناء زيارته إسرائيل في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 1977 (مرّت الذكرى الأربعون للزيارة الأسبوع الماضي). وقد تلت تلك الزيارة مقاطعة عربية عارمة، تشبه الحرب، على مصر. وما إن جفّ حبر قصيدة أمل دنقل الخالدة: (لا تصالح) حتى توالت المصالحات والمصافحات العربية - الإسرائيلية، المعلنة أو السرّية، المبرّرة منها أو غير المبرّرة.

السبت، 16 ديسمبر 2017

القدس العربية حكاية أمويّة… فزنكيّة… فمهدويّة؟

القدس العربية هي في الأساس حكاية أموية. اختارها معاوية ابن ابي سفيان كي يبايع له بالخلافة والملك في تموز/يوليو 661 ميلادية. بويع على «جبل الهيكل»، في المكان الذي سيشمل بعد ذلك بـ»الحرم القدسي»، ثم كانت له زيارة إلى كنيسة القيامة وقبر مريم. أغلب الظن أنه اتبع سياسة دينية تأليفية بين مشارب الإبراهيمية المختلفة. والأهمّ: كان يمنّي النفس بالفتح الاعظم في زمانه: القسطنطينية. رؤية ابنه يتوج امبراطوراً عليها. ما كان لتوريث العرش من تسويغ الا بهذا. وعلى هذا الاساس سارت العرب لفرض الحصار الاول على القسطنطينية، في حملة 674-678. فشلها هو الذي أدى إلى القطع النهائي بين الإسلام المبكر وبين المسيحية، وصيرورتهما ديانتين مستقلتين عن بعضهما البعض. 

الجمعة، 15 ديسمبر 2017

فلسطين… في ضرورة انتفاضة سلمية ومستدامة

لست اليوم في وارد سرد وتفسير العوامل الكثيرة التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التورط في إعلان اعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، من الحسابات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة إلى وضعية الوهن التي تحيط بالسلطة الفلسطينية وحركة حماس وبحكومات العرب والتي حفزت إدارة ترامب على فعلتها. ما يعنيني هو البحث فيما يمكن عمله من قبل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والحكومات والمنظمات العالمية المتعاطفة مع الحق الفلسطيني. 

الخميس، 14 ديسمبر 2017

الطريق «المقطوعة» ... إلى القدس

أتذكر قصيدة سياسية للشاعر السوري فايز خضور يهجو فيها العرب «المتباكين» على القدس داعياً إياهم إلى الكف عن ذرف الدموع بعدما صارت كل الجدران العربية «حائط مبكى». كتب الشاعر هذه القصيدة في لحظة من الأسى الشديد عقب الهزائم العربية المتوالية، وهي لحظة يسترجعها العرب اليوم بعدما أعلن «العراب» الأميركي بصلافته المعهودة، القدس عاصمة إسرائيلية. وإن كان هذا الإعلان آحادياً وفردياً ومتهوراً وعرضة للنقض قانونياً و «أممياً»، فهو يمثل طعنة في صدر فلسطين والعالم العربي

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

هل ما زالت فلسطين القضية الأولى؟

أثار قرار الرئيس الأميركي ترامب، جعْل القدس عاصمة لإسرائيل، موجة غضب عارمة في الشارعَين العربي والإسلامي، بل وفي غيرهما. وهو أمر ليس بالجديد أمام كل قرار أميركي يخدش كرامة فلسطين وينحاز لإسرائيل، لكن الجديد في موجة الغضب هذه المرة أنها لم تكن موجهة من العرب إلى المسؤول الأميركي، بل من العرب إلى العرب، إذ انشغلوا عن لوم المذنب بالتلاوم في ما بينهم!

الأحد، 26 نوفمبر 2017

الخيون: الطائفية في العراق ستار للاحتفاظ بالسلطة

يرى الكاتب الباحث الدكتور رشيد الخيون أن «الطائفية تصاعدت كثيراً بعد الاجتياح الأميركي للعراق في أبريل (نيسان) 2003، وأن هناك إعادة إنتاج للطائفية من قبل أهل السياسة، حيث يتخذونها ذريعة وستاراً للاحتفاظ بالسلطة».
وذكر الخيون أن العراق تعرض للحرب والهدم وتصفية القوات المسلحة وانهيار الدولة بالكامل، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى انسحاب المواطنة، لتخلي المكان للانتماء الطائفي أو العرقي أو القبلي.

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

ديمقراطية الذباب

نلاحظ أن في دنيا الحشرات أنواعاً مختلفة من السلوك، تماماً مثل البشر. فيها أيضاً القوي والضعيف. تتميز العقرب مثلاً بالديكتاتورية، فهي تلدغ كل من يقترب منها. والصرصور حشرة فاشية. إنها لا تجرؤ على دخول بيوت الأغنياء. أما البعوضة فهي الحشرة العنصرية، لأنها تعيش على دماء الشعوب الملونة وتترك الشعوب الآرية البيضاء. أما الحشرة الديمقراطية فهي الذبابة. يا عيني عليها لا تميز بين الفقير والغني، ولا بين القوي والضعيف. يستطيع طبعاً الأغنياء أن يتفادوا غاراتها بمنعها من دخول بيتهم. ولكنهم ما إن يخرجوا إلى حدائقهم حتى تكون الذبابة أول من يستقبلهم.

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

من يصنع الرأي العام عندنا؟

< الحضور الإعلامي في الرحلة التجريبية لقطار مكة - جدة صباح الإثنين الماضي، كشف حقيقة الفروق بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، والاختلاف بين طبيعة ومهمات قيادات الإعلام القديم والجديد.

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

«الثورة» لإدغار كينيه: نظرة علمية إلى ذلك الحدث التاريخي الكبير

في أيامنا هذه قد لا يكون «إدغار كينيه» أكثر من اسم لساحة ولمحطة مترو وسط العاصمة الفرنسية يعبرهما مئات الألوف يومياً حتى من دون أن يعبأوا كثيراً بمعرفة من كان صاحب هذا الاسم حقاً. ويمكننا أن نقول أن زمن السرعة والسطحية الذي نعيشه هذا لم يعد يسمح بأكثر من ذلك. ومع هذا، لم يكن إدغار كينيه شخصاً بسيطاً أو عابراً خلال

الأحد، 19 نوفمبر 2017

من لينين إلى موغابي وبينهما الأسد

ظلّ النظام السوفياتيّ يقدّم إنجازات للروس ولبقية الشعوب السوفياتيّة إلى أن أسقطته تلك الشعوب ومزّقت دولته.
هذا هو الانطباع الذي يخرج به قارئ بعض الاحتفاليّات العربيّة بمئويّة ثورة أكتوبر 1917. أمّا الإنجازات التي ثار الشعب ضدّ كثرتها وأسقطها، فلا تنتمي إلى عالم الأرقام، تبعاً لندرة الأرقام التي تدعم فكرة الإنجازات. إنّها تنتمي إلى عالم القبائل: ذاك أنّ النظام الذي أنشأه لينين وتروتسكي، ووطّده ستالين، «تحدّى» الإمبرياليّة. «أفشل» و «أسقط» و «هزم» وانتصر لـ «الكرامة»، ثمّ ولّى غير مأسوف عليه.

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

الوجه الآخر لـ«الاتفاقات الرديئة»

يزور الرئيس دونالد ترمب آسيا، هذا الأسبوع، وأنظاره متركزة على ما يفترض أنه «اتفاقات رديئة» أبرمها أسلافه مع شركاء الولايات المتحدة في المنطقة ـ سواء كانت اتفاقات تجارية تقتل فرص العمل أو تعهدات دفاعية باهظة الكلفة. في طوكيو، أثار

الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

طَرفَة في البرج

عندما قال طَرفَة «يأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ»، كان يضع قاعدة علمية فيما يظن أنه يقرض الشعر. فما زلنا إلى اليوم نلقى الخبر حيث لا نتوقع. وذات مرة رافقت مجموعة من الأصدقاء إلى العشاء في «برج دبي»، فقال أحدنا ونحن في المصعد: «هل منكم من يعرف متى أصبح بناء الناطحات والأبراج ممكناً؟» فأجاب آخر: «عندما أمكن شبك الفولاذ ببعضه على هذا الارتفاع». وقال ثالث: «عندما اخترعت الرافعات». وقال الرابع: «عندما أمكن الحفر عميقاً في الأرض».

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

«بقايا اليوم» لإيشيغيرو: عن تلك العواطف التي ندفنها في الأعماق

يشترك الكاتب كازوو إيشيغيرو الفائز قبل أيام بجائزة نوبل للآداب، مع زملاء له من طينة نايبول وقرشي وحتى أهداف سويف، في كونه يكتب أعماله بالإنكليزية التي لا يمكن اعتبارها لغته الأم، لكنه يفترق عنهم في كونه ليس متحدّراً من بلد كان خاضعاً للاستعمار أو حتى للوصاية من قبل بريطانيا العظمى على رغم أنه يعيش فيها منذ زمن

الأحد، 29 أكتوبر 2017

عودة الى شعراء الأمة

كنت أقرأ العدد الأخير من مجلة «العربي» الراقية، عندما وقعت على موضوع قيّم كتبه المفكر الدكتور جابر عصفور عن شاعر فلسطين والأمة الصديق الراحل محمود درويش.

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

الزعيم الصيني يحث على دراسة الرأسمالية ولكنه يقول إن الماركسية مازالت الأساس

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ أنه يجب على أعضاء الحزب الشيوعي دراسة الرأسمالية المعاصرة، ولكن عليهم «ألا ينحرفوا على الإطلاق عن الماركسية»، معطيا إشارة واضحة إلى أنه لن يكون هناك إضعاف لسيطرة الحزب قبل أسابيع من بدء مؤتمر رئيسي.

السبت، 7 أكتوبر 2017

سبب التعب الروحي للإنسان المعاصر

إن التصور العلمي للعالم، وهو التصور الحداثي نفسه، قد وضع البشرية في تناقض يزداد حدة يوماً بعد يوم، وذلك للسبب الآتي: إن مجتمعنا الذي تعد المجتمعات العلمية نموذجاً له، يزداد شكاً في مسألة الحقيقة، فمن جهة هناك تمسك شديد بالصدق، فلا أحد أصبح يريد أن يُخدع، فهناك رغبة ملحة في عدم تصديق الظواهر بشكل غفل وبطريقة عفوية، دون تمحيص أو تدقيق، وهو ما يخلق جواً من الحذر الذي أصبح معمماً في كل شؤون الحياة. 

الخميس، 5 أكتوبر 2017

فتح غزة وسنوات الحرمان

أخيراً، قيادة غزة تفتح أبوابها وذراعيها للسلطة الفلسطينية في سبيل إنهاء الخلاف، وتفرج عن معتقليها، وتسلم المفاتيح الإدارية المحلية. اتفاق مهم سياسياً وإنسانياً يحسب لحكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأول الذي ينجح في عقد.

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

الذئب مجازاً وجودياً في قصائد إبراهيم نصرالله

يستخدم إبراهيم نصرالله في ديوانه الجديد «الحب شرير- طوق الذئبة في الإلفة والاستذئاب» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2017) مجاز الذئب في مدى جديد ومفاجىء. إنّه لأمر وارد في الشعر القديم والحديث أن يُستخرج من الذئب حالات بشرية، ولكن أن يكون ديوان بكامله «ذئبياً» (إذا صحت العبارة) فهي مسألة أخرى، بحيث يمتدّ مجاز الذئب لدى نصرالله على مئتي صفحة، هي الديوان، وسبع وخمسين قصيدة من قصائده، ما خلا القصيدة الأخيرة الثامنة والخمسين «اشتعالات»، وهي تشكّل خروجاً حلاجياً صوفياً على خط الديوان وروحه، فكأنها روح شعرية أخرى.

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

صياغة جديدة للتعاطي مع البيئة.. «الاستدامة» لم تعد خياراً بعد اليوم

تمكّنت قمة الـ20 التي عقدت أخيراً، والقرارات الصادرة عنها، من تذكيرنا بحقيقة مهمة لا جدل فيها، وهي أن النجاح، خلال العقود الثلاثة المقبلة، في اتخاذ خطوات جادة لتحقيق تحوّل ناجح إلى اقتصاد مستدام وأقل اعتماداً على الموارد الطبيعية الناضبة لن يكون نتيجة لجهد أو قرارات فردية، بل سيكون تتويجاً لجهد جماعي مشترك يقوم على التعاون والتكاتف لحماية الكوكب.

ﺩﻻﻻﺕ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ

ﻗﺎﻡ ﺭﻭﻥ ﺑﺮﻭﺳﻮﺭ، ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻝ ﻓﻰ ‏« ﻧﻴﻮﻳﻮﺭﻙ ﺗﺎﻳﻤﺰ ‏» ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻰ ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﺳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺑﺄﻥ ﺩﻋﻢ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺫﻛﺎﺀ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ‏« ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ‏» ، ﻭﺍﺻﻔﺎً ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﺼﺎﻣﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ‏« ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻴﻦ ‏» ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺑﺮﻭﺳﻮﺭ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ‏« ﺍﺳﺘﻔﺰﺍﺯﻯ ﻭﻣﺰﻋﺰﻉ ‏» ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺄﺗﻰ ﻓﻰ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻢ، ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻗﺎﺋﻼً : ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﺳﻨﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻌﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺃﻭ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻭﻃﻬﺮﺍﻥ ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﺈﻧﻨﺎ ‏( ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ‏) ﺳﻨﻨﺘﻈﺮ ﻟﻸﺑﺪ .

الأكراد مكون أصيل في المنطقة… ودولة كردية ليست «إسرائيل ثانية

لا سابق في التاريخ الحديث لمثل التحالف الذي نشأ في الاسابيع القليلة الماضية بين إيران وتركيا والعراق. الإسمنت الذي بنى هذا التحالف هو العداء لفكرة اقامة اول دولة كردية في المنطقة، وخشية تركيا وإيران ان يشكل الاستفتاء على الاستقلال في «اقليم» كردستان العراق شرارة تشعل نيران رغبة (وحق) الاقليات الكردية الكبيرة في كلا البلدين، وفي سوريا ايضا بطبيعة الحال، في الاستقلال، الذي تسميه تلك الدول، زورا وتلفيقا وظلما، انفصالا.

السبت، 30 سبتمبر 2017

راهنية «المتشائل» لبنانياً

حمل الممثل الفلسطيني محمد بكري الى بيروت رواية «المتشائل» للكاتب الفلسطيني الرائد اميل حبيبي في عرض مسرحي بديع ما برح يجول به مسارح العالم منذ سنوات. قدم بكري مساء امس الاحد المسرحية المستوحاة من رواية «الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد ابي النحس المتـــــشائل» على مسرح المدينة في سياق الاسبوع الفلسطيني الذي تحييه دار النمر، فبدا النص كأنه كتب الآن، نظراً الى راهنية فكرة «التشاؤل»

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

غزة أمام امتحان جديد

حيت حركة «حماس» السلطة الفلسطينية فردت عليها التحية بأحسن منها. أعلنت حماس حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة، وهي حكومة لا تحمل إسم حكومة، فرحبت السلطة بدعوتها لتسلم مسؤولية القطاع، خيرها وشرها. ليس مهما الآن الخوض كثيرا فيما كانت «حماس» أقدمت على هذه الخطوة عن اقتناع وطيب خاطر

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

«ثائر من دون قضية» لنيكولاس راي: يوم كان للثورة معنى

لا شك في أن تعبير «ثائر من دون قضية» بات تعبيراً رائجاً ولا سيما في الحياة السياسية العربية منذ سنوات عديدة، بخاصة منذ اختفت القضايا الكبرى أو خبت مع الوهن الذي أصاب القيم في شكل عام، فكثر «الثوار» والممانعون والمقاومون وذوو القبضات والأصابع المهددة المرفوعة، من دون أن تكون لأي منهم قضية حقيقية تبرر

السبت، 23 سبتمبر 2017

ماذا بعد استفتاء كردستان العراق؟

صار الاستفتاء على استقلال كردستان العراق أمراً واقعاً قبل إجرائه في 25 الشهر الجاري، وستصوّت غالبية ساحقة من سكان الإقليم بـ «نعم». هكذا الاستفتاءات ونتائجها في العالم الثالث، وهكذا هي حتى في العالم الأول إذا كانت مسبوقة بحملات إعلامية طاغية، كما في تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. المهم، ماذا بعد الاستفتاء؟

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

الكاريكاتير... لماذا يخافه المستبدون؟

أبرق نجم الفنان الفلسطيني ناجي العلي كشهبٍ في سماء الكاريكاتير السياسي حتى أصبح بمثابة ضمير وصوت الشعب الفلسطيني الذي يُصدر كل يوم مع صحيفة الصباح ما يشبه بياناً حاسماً لاذعاً لا رمادي فيه: ضد الاحتلال، وضد المساومة وضد الفساد وضد كل من ثبت أنه قد حاد

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

ألكسندر دوما والصراع الأخلاقي في السياسة


يبدو في مناسبات كثيرة وجود بعض التناقض بين الشخصية الفنية والتاريخية، ولا أجد مثالاً أكثر وضوحاً من رواية «الفرسان الثلاثة»، للكاتب الفرنسي العظيم «ألكسندر دوما»، في تجسيد شخصية «الكاردينال ريشيليو» إبان حكم الملك لويس الثالث عشر، الذي يصفه الكاتب لنا على اعتباره شخصية مريضة بالسلطة، لا ترتبط من قريب أو بعيد بمفهوم الأخلاق، فهو دائماً ما يحوم حول السلطة

السبت، 16 سبتمبر 2017

«المساكين» لمصطفى صادق الرافعي: كتاب المصالحة المستحيلة

من غير الممكن بالتأكيد إحصاء عدد الأعمال الفنية والأدبية وحتى الفكرية، التي إنما انطلق مبدعوها في الاشتغال عليها من اقتباسهم تلك الرواية الفرنسية الكبرى التي كتبها فكتور هوغو، ولا تزال حتى اليوم تعتبر من أكثر روايات العالم اجتذاباً للقراء كما للمقتبسين يحولونها مسرحيات وأفلاما وأوبرات وكوميديات موسيقية وحتى باليهات وشرائط مصورة: «البؤساء». غير أن الأصعب من هذا هو إحصاء الكتّاب الذين فكروا

الخميس، 14 سبتمبر 2017

أهمية الاستثمار الفعّال في المراكز الفكرية

نهض مفهوم المراكز الفكرية في الدول الغربية خلال القرن العشرين، بعد تأسيس أول مركز فكري في المملكة المتحدة في مطلع القرن التاسع عشر (المعهد الملكي للخدمات المشتركة RUSI). وهناك اليوم في الولايات المتحدة ما يزيد عن ألف مركز فكري، تتميز بموازنات إجمالية تبلغ بلايين الدولارات، منها أموال عامة. فما هي أفضل وسيلة لاستثمار تلك الأموال؟

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

التمويل الإسلامي وأهدافه التنموية

عندما يتحدث مزيد من الخبراء والأكاديميين الغربيين عن تعاظم أهمية التمويل الإسلامي لأن مبادئه هي إنسانية وراقية، فلأنهم بذلك باتوا يقتربون أكثر فأكثر من الحقائق التي ارتكزنا عليها منذ البدء في تحديد هوية التمويل الإسلامي وملامحه ودوره. وهذه الشهادات تؤكد في الوقت ذاته إن التمويل الإسلامي استطاع لحد كبير أن يعبر عن هويته بصدق وأن يوصل رسالته العالمية.

الأحد، 10 سبتمبر 2017

مجدداً... «النصر» يجثم على مدننا المدمرة

«النصر» ليس تفصيلاً في حياة من يُشهرونه في وجوهنا. «النصر» عارض مقيم في هزيمة تفوقه حضوراً وجوهرية في نفوس المستجيبين لندائه، هزيمة تثقل على أصحابها، فيستعينون بـ «النصر» على عثرتهم الأصلية.

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

120 سنة على المؤتمر الصهيوني الأول

تحتفل وتحتفي إسرائيل ووسائل الإعلام فيها منذ أسابيع بذكرى مرور 120 سنة على المؤتمر الصهيوني الأول في بازل، سويسرا، بدعوة من «أبو الصهيونية»، بنيامين زئيف هرتسل.
أسّس هذا المؤتمر وتسبب بكوارث وعذابات لشعبنا الفلسطيني بشكل خاص، ولشعوب الأمة العربية عامة، وللعالم أيضا، بما في ذلك اليهود أنفسهم. بدأت تلك الكوارث والنكبات والمعاناة منذ انطلاقه، وما زالت مستمرة حتى يومنا. حصدت نتائجه وتداعياته

ذكريات من رحلة عرفات لتوقيع أوسلو

«هذه أول مرة سيرتفع فيها علم فلسطيني على أرض فلسطينية محررة. هذا مكسب معناه أن شعبنا ثـُــــبّــت على الخريطة السياسية والجغرافية في النظام العالمي الجديد»… قالها الزعيم الراحل ياسر عرفات وهو في طائرته من تونس إلى واشنطن لتوقيع «اتفاق إعلان المبادئ» المعروف باسمه الأشهر «اتفاق أوسلو».

يوميات الحرب السورية

يعزز عادل محمود الزحف الشعري إلى الرواية من خلال روايته الثالثة «قطعة جحيم لهذه الجنة» (دار التكوين 2017). وقد غلب في هذا الزحف أن تعددت الزوجات، فالشاعر يجمع الشعر إلى الرواية، وندر أن طلق الزوجة القديمة، وتفرغ للجديدة.
أما أثر الأصل الشعري في الجديد الروائي، فكان ولا يزال- وربما سوف يبقى- يتقلب بين أن يكون عبئاً بنائياً، أو خديعة لغوية، أو نسغاً مختلفاً وخصيباً في الرواية.

«الأطلال» لإبراهيم ناجي: الحكاية الخلفية لأغنية الأغنيات

قبل ذلك بسنوات قليلة، كان الموسيقار محمد عبدالوهاب أحدث قلبة مدهشة في عالم أم كلثوم، وذلك، كما تقول الحكاية، من خلال استجابته واستجابتها لرغبة الرئيس جمال عبدالناصر في ولادة عمل فني يجمع بينهما أخيراً. ونعرف أن عنوان تلك القنبلة كان «إنت عمري» تلك الأغنية التي جلبت الى كوكب الشرق جمهوراً جديداً، «شبابياً» بلغة هذه الأيام، وحولّت غناءها الى ما يشبه الغناء الراقص وأعطت عبدالوهاب نفسه تألقاً جديداً. يومها أُسقط في يد غلاة الكلثوميين والكلاسيكيين. وحسبنا أن نقرأ واحداً من

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

حين تراجع ذاكرتنا الحياة

 يقال إن الذاكرة لحظة الموت تراجع الحياة. ماذا ستراجعذاكرة إنساننا المسكين حين تحين تلك اللحظة الرهيبة؟ أية محطة يمكن أن يتوقف عندها وهو يواجه تلك اللحظة، آخر ما تبقى له من تلك النعمة الكبرى: الحياة؟ كان الشاعر الفرنسي لويس أراغون قد كتب مرة مستنجداً بالسماء أن تريحه من هذه المهمة الصعبة: مراجعة الحياة في لحظة

الدولة الكردية مشروع سلام لشعوب المنطقة

بداية نهاية أنظمة الحكم في بغداد في كل مرة كانت تبدأ بأزمة مع الأكراد، ثم مشادات إعلامية، ثم مناوشات، ثم حرب استنزاف بين الجانبين، حتى اذا أوشكت قوة الأكراد على النفاد، وبدلاً من أن تسقط كان نظام الحكم في بغداد يسقط سقوطاً ما بعده من وقوف، لتبدأ من جديد مرحلة علاقات أخرى جديدة بين رموز النظام الجديد والمقاتلين العائدين لتوهم من الجبال، بعد أشهر وربما سنوات من مكابدة كل الآلام، فتبتسم رموز الطرفين ابتسامات يخالها الغبي نهاية كل المشكلات وليعدها المتفائل ايذاناً بمرحلة

الإرهاب بين الطرح السنّي والمفهوم الشيعي

هناك ثلاثة تواريخ مهمة في حركة المد الديني والمشروع الإسلامي عموماً تأثرت بها مسيرة العرب والمسلمين بل ربما العالم كله، الأول هو نشوء حركة «الإخوان المسلمين» في مصر من مدينة الإسماعيلية عام 1928 بعد سنوات قليلة من سقوط آخر خلافة إسلامية في إسطنبول، والثاني نجاح الثورة الإيرانية في الوصول إلى السلطة في شهر شباط (فبراير) عام 1979، أما الثالث فهو حادث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بما حمله في طياته من نتائج خطيرة وتداعيات، من سقوط أنظمة وانهيار دول، حتى أضحى مبرراً للعدوان باسم الدفاع عن النفس ومطاردة العرب والمسلمين بدعوى مكافحة الإرهاب، أما العرب والمسلمون فهم أول ضحاياه وأكثر من دفع فاتورة جرائمه.

الاثنين، 14 أغسطس 2017

المعرض في دمشق والأدب في الخارج

أي جدوى لمعرض دمشق للكتاب في ظل نظام هجّر معظم الكتّاب السوريين المعارضين وغير المعارضين ونفاهم مثلما نفى ملايين المواطنين ورماهم على الشواطئ وفي المناطق الخالية والضواحي؟ هل من جدوى حقاً لمعرض في بلاد لم يبق من الكتّاب الحقيقيين فيها سوى قلة وبعضهم يعيش في حال من النفي الداخلي والصمت؟

«شونغ كوا الصين» لأنطونيوني: صورة هادئة لبلد الثورة الثقافية الصاخبة

لن يكون من الصعب كثيراً إدراك الأسباب التي دفعت السلطات الثقافية الصينية وفي عز ما كان يسمّى «الثورة الثقافية» الى اختيار المخرج الإيطالي ميكائيل آنجلو أنطونيوني، كواحد من عدد من السينمائيين العالميين المكلفين بصنع أفلام تقدم صورة منفتحة عن الصين الجديدة. فالسينمائي كان خرج الى العالم قبل سنوات وبات يعتبر بأفلام مثل «بلو آب» و «زابريسكي بوينت» واحداً من المفضلين لدى جمهور الشباب ناهيك بأن يساريته - المعادية للجمود السوفياتي - كانت لا غبار عليها. طبعاً سيحقق أنطونيوني الفيلم

ماجدة الرومي في بيت الدين قدر جميل يسكن روح الروح

جرعة مليئة بالتفاؤل والحب والفرح نثرتها ليلة السبت – الأحد، المطربة اللبنانية ماجدة الرومي في ختام مهرجانات بيت الدين، بحضور جمهور عريض تجاوز الأربعة آلاف شخص، ما اضطرّ لجنة المهرجانات الى إضافة مقاعد

الخميس، 20 يوليو 2017

التأصيل التوراتي للإرهاب الأمريكي الصهيوني


العنف ظاهرة إنسانية عامة، لا يمكن حصرها في شعب أو أمة واحدة في العالم، لأن معظم الدراسات العلمية التي تناولت العنف كظاهرة إنسانية تحدث في كل المجتمعات، توصلت بعد بحث تلك الظاهرة ودراستها والتعمق في معرفة أسبابها، إلى أنها عادة ما تكون حالة طارئة، مؤقتة، ظرفية، أو ردة فعل، تشتد وتفتر، وتقوى وتضعف، تبعا للعوامل التي تكون سببا في حدوثها، وقد أرجع العلماء والباحثين هذه الظاهرة إلى أسباب متعددة: سياسية، اقتصادية، اجتماعية، نفسية... وغيرها.

إستراتيجية تديين الصراع في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي

 يعد الخطاب(discourse) واحدا من أبرز المصطلحات المعقدة، التي ظهرت فيما بعد مرحلة البنيوية،post- structuralism ، وتعود أسباب تعقده إلى كونه يحيل على جملة من المفاهيم، ومجموعة من المقاصد، فهو واحد من أبرز حدوده المفاهيمية، يحيل على اللغة، بوصفها نظاما تواصليا خلافا للنص"text"، الذي تتحدد اللغة فيه، بوصفها نظاماً مجرداً من علاقات التواصل، والتفاعل الخارجيين"(1) 

المستقبل لداعش

أعلن العراق الرسمي انتهاء معركة الموصل بنصر مؤزر على «دولة الخلافة». وفي غضون ذلك «تبخر» مقاتلو التنظيم الإرهابي الأشد هولاً بمعيار فظاعاته المشهدية، فلا قتلى ولا أسرى. ومن المتوقع أن تنتهي قريباً معركة الرقة بطريقة مماثلة، لتصعد إلى الواجهة مدينة دير الزور، المعقل الأهم المتبقي لداعش في سوريا، فيكون «تحريرها» منها نهايةً لدولتها الإسلامية التي صمدت ثلاث سنوات ونيف في مواجهة الحروب الضارية عليها.

الاثنين، 3 يوليو 2017

الروائي الأريتري حجي جابر .. الهُوية والمكان والكتابة

"قبل عقد من الزمان، وفي جدّة، توجهت إلى السفارة الأريترية مرتبكاً، وربما خائفاً .. ترددت كثيراً عند البوابة، وحين عبرت بدأت ألاحظ أن المكان في الداخل يختلف عنه في الخارج .. وجدت إناثاً وشباباً وموسيقى .. ارتحت قليلاً أن الموجودين لم يستغربوا من حضوري وتواجدي، وهو ما أزال شيئاً من حالة الخوف، وساهم في تنمية شيء من حالة الثقة .. تجولت ببصري في المكان، فوجدت مجموعة متحلقة حول شاب يعزف على البيانو .. اقتربت منهم، ولم يثر اقترابي أي شيء، ومع هذا

«رجل حرّ» لموريس باريس: تأمل أخير قبل العمل السياسي

لو أن كتاب الفرنسي موريس باريس «رجل حرّ» الذي يشكل جزءاً من ثلاثيته «الروائية» «تبجيل الأنا» أستعيدت ذكراه خلال النصف الثاني من القرن العشرين لكان من شأنه أن يُهاجَم ويتعرض للسخرية كنصّ غيبي يقف ضد الفكر التنويري السائد ويناوئ الكثير من الأفكار التقدمية بما فيها المساواة بين الرجل والمرأة وتغليب العقلانية. أما اليوم فيبدو الكتاب تحت ضوء بالغ الاختلاف. يبدو متلائماً مع الأزمان التي نعيشها ومع العودة الى ما قبل العقل وربما الى ما دونه أيضاً.

كتاب الجنرال

كان لا بد لي بصفتي «مواطناً» لبنانياً في دولة لا تؤمن بالمواطنة ولا بحقوق المجتمع المدني، من قراءة كتاب الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون «ما أؤمن به». فالرؤساء عندنا نادراً ما يكتبون ويقرأون، ولا تُنسى نكتة الرئيس الياس الهراوي عندما قال مرة لمجلة فرنسية إنه لا يهوى القراءة ويفضل عليها لعب «الطاولة» أو الزهر. آثرت أن أقرأ كتاب الجنرال عون بالعربية وليس بالفرنسية التي نشر بها أيضاً، ولكن لم أقرأه

الأحد، 2 يوليو 2017

تلفيق جغرافية التوراة

في وقت مبكر يعود إلى القرن الثاني الميلادي بدأ الحجاج المسيحيون الأوائل القادمون من مختلف أجزاء الإمبراطورية الرومانية يصلون فلسطين ليعاودوا تعقب خطوات يسوع وحوارييه. وفي أثناء طوافهم في أرجاء البلاد بمجموعات صغيرة كان هؤلاء يتوقفون للصلاة والتأمل في الأماكن التي كان سكانها المحليون يرشدونهم إليها على أنها مواقع نشاط يسوع وآلامه. ولكن الحج المسيحي بدأ، مع حلول القرن الثاني، يأخذ بالضرورة طابع التنقيب الأثري لأن المشهد كان قد بات شديد الاختلاف عما ورد في العهد القديم والجديد.

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

اترك القلق وابدأ الحياة

نحتار أحياناً في أمور لا بدّ من الوضوح والحسم فيها: ماذا نأكل؟ ماذا نشرب؟ ماذا نلبس؟ ماذا نقول؟ ماذا نفكّر؟ كيف نربّي أبناءنا؟
الحيرة إنسانيّة جدّاً. إنّها مصدر لأفكار كثيرة واكبت التطوّر التاريخيّ، لا بل أثّرت فيه وحكمت بعض مساراته، لكنّها مع هذا مُقلقة ومعذّبة للحائر، خصوصاً أنّ الذين قد يساعدون في تبديدها وهدايتنا إلى الإجابات باتوا قليلين. قرّاء الأكفّ والفناجين يكادون ينقرضون. الناصحون والوعّاظ والمعلّمون صرنا نعتبرهم أبويّين جدّاً...

«النزعات المادية...» لحسين مروة: ... وسُجّلت ضد «مجهول»!

«وقف البحث في هذا الكتاب عند ابن سينا، بوصف كونه نهاية مرحلة نضج الفلسفة العربية- الإسلامية في المشرق. وبعد نحو قرن من زمن ابن سينا استأنفت هذه الفلسفة، في بلاد المغرب العربي، كفاحَها المجيد بوجه الإرهاب الفكري الرجعي الذي حمل الغزالي رايته بضعة أجيال. وقد تمثّل هذا الكفاح بفلسفة ابن رشد والتيار الرشدي التقدمي. إن مؤلف هذا الكتاب سيواصل دراسة تلك المرحلة الأخيرة للفلسفة العربية- الإسلامية فور الفراغ من مهمات هذا الجزء من الكتاب». بهذا الوعد اختتم

الحياة المدنية في المجتمع الشيعي العراقي و... إشكالية المرجعية


لا تُعرف على وجه الدقة الأسباب التي تحمل تيارات سياسية شيعية على مبادرات إصلاح سياسي هي بمثابة قطع للغصن الذي تجلس عليه، وهل مثل هذه المبادرات تمثل أملاً للمجتمع الشيعي الذي لم يحقق له حكم نفسه بنفسه حياة أفضل.
المعروف على وجه الدقة أن مبادرات كالتي يدعو إليها تيار كالتيار الصدري على علاقة بمعالم فشل ضربت العراق منذ 2003، وأنها تحمل اتهاماً مبطناً للجهة التي تحكمت بالمشهد السياسي وهي المرجعية الشيعية التي صارت دولة داخل الدولة ونظاماً موازياً للحكومة المركزية.

أُغنية هادئة: تشيوء الإنسان وثأرٌ من البراءةِ

مع تطور الحياةِ وتقديم النظام الرأسمالي لمزيد من الاحتياجات المُفتعلة، تتكاثر مشاكل الإنسانِ وتذوي عاطفتهُ ويُصبحُ قريباً من صورة الكائن الذي قدمته ماري شيللي في روايتها «فرانكشتاين»، إذ لم يَعُد له اهتمام خارج الأعمال الوظيفية فبالتالي لا يوجد ما يبعث على الاستغراب، إذا تَحولت المشاعر

الخميس، 15 يونيو 2017

صناعة إعلام سياسي لخدمة الاستخبارات

بات الإعلام بمختلف وسائله السمعية والمرئية، أحد أهم الروافد الثقافية التي تساهم في خلق الروابط بين المجتمعات المختلفة وقناة مهمة للتواصل الاجتماعي بين الأمم. لقد دخل العالم مرحلة جديدة من التفاعلات نتيجة ثورة الاتصالات التي خلقت حالة من التداخل بين الأمم والشعوب، ونوعاً من ثقافة الاندماج.

حرب ١٩٦٧ بين الامس واليوم

مرت ذكرى حرب ١٩٦٧منذ أيام، وهي ككل عام تأتي في ظل أزمات العالم العربي المتشابكة. لقد عكست هزيمة ١٩٦٧ الضعف العربي الرسمي الذي يتميز بالارتجال وركاكة التقدير في إدارة الحروب والأزمات. بعد خمسين عاماً ما زالت الهوة بين العرب وإسرائيل قائمة. والسبب في ذلك أن النظام العربي الذي كان يفترض شحذ قدراته على مواجهة الصهيونية لم يسعَ لتجديد نفسه وتغيير خطابه وتمكين مجتمعه. فقد كانت وما زالت قضية الحرية والتمكين ومكانة الشعوب ومشاركتها في صنع القرار قضية كبرى أدى غيابها إلى هزيمة ١٩٦٧. المسائل ذاتها غائبة في بلادنا العربية اليوم وذلك على رغم مرور ٥٠ عاماً على الهزيمة.

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

ناصر الزفزافي الشاب الذي حرك المغرب العميق

هذا الشاب المغربي الثلاثيني ذو اللحية السوداء المقصوصة فرض إسمه بقوة في نقاشات أماسي رمضان الطويلة. ليس فقط في مدن الشمال كالحسيمة وطنجة والناضور ولكن كذلك بمقاهي الرباط والبيضاء ومراكش. ولو قمنا اليوم بسبر للرأي العام المغربي المسيس ـ رغم أن هذا غير متاح حول مثل هذه المواضيع ـ وطرحنا على الناس السؤال التالي: من هو الشخص الذي يثير فضولكم أكثر؟ لكان جواب

محمد جمال باروت والجدل «الكسرواني» حول ابن تيمية

يلتقط الباحث السوريّ محمد جمال باروت نقطة إنزلاق مشتركة وقع فيها المؤرّخون اللبنانيّون الذين خاضوا في موضوع الحملات التي جرّدها المماليك على بلاد كسروان. جلّهم يربط الحملات الثلاث التي أعقبت فتح السلطان قلاوون الصالحي الألفي لمدينة طرابلس عام 1289 وانتهاء ممالك الفرنجة في ساحل الشام، بفتوى للفقيه الحنبلي ابن تيمية الحراني، ويفترضون ضمناً أنّ هذه الحملات لم تكن لتتم من دون فتوى تشرعنها.

الخميس، 8 يونيو 2017

«لاعبا الشطرنج» لساتياجيت راي: الحكّام لاهون والعدوّ يتقدّم



بكل بساطة، وفي شكل يبدو ظاهرياً أكثر ما يمكن طبيعية بين رجلين تربط بينهما الصداقة من ناحية، وهواية لعب الشطرنج من ناحية أخرى، يفتتح فيلم «لاعبا الشطرنج» للهندي الكبير الراحل ساتياجيت راي، مشاهده بمباراة في تلك اللعبة بين بطليه، وهو بعد الساعتين تقريباً اللتين يمتد عليهما زمنه السينمائي، يختتم تلك المشاهد بمباراة شطرنج أخرى. في اللعبة كل شيء كما كان سابقاًـ باستثناء «تبديل بسيط» يقوم به ميرزا، أحد -«بطلي» الفيلم، في اللعبة، حيث نراه يبدل مكاني الملك والملكة

الثلاثاء، 23 مايو 2017

عدو العرب ورابطة الإسلامدار

مع إقتراب الذكرى الخمسين للهزيمة العربية في حرب حزيران 1967، يظهر الإطار الذي اصطلحنا على تسميته «الصراع العربي الإسرائيلي» مزاحماً أكثر من أي وقت مضى من الإطار الذي ما زال يبحث عن تدقيق أوفى لمصطلحه، وإذا كان من الكياسة تسميته «الصراع العربي الإيراني» أو من الأفضل البحث عن توصيف آخر.

«عيد البطولة» لفيدر: حين تصبح المقاومة عبئاً على أصحابها

هو بالنسبة إلى البعض فيلم مسالم أراد، باكراً، التنبيه إلى أن المواجهة، حتى وإن كانت بطولية ومحقة في أسبابها، تصبح عبئاً على المقاومين حين لا تكون مفيدة. لكنه بالنسبة إلى الآخرين فيلم يتضمن دعوة إلى التعاون مع العدو المحتل. صحيح أن هذا الفيلم حقق في عام 1935، أيام كان خطر الغزو الألماني الهتلري لأوروبا لا يزال نوعاً من

الأربعاء، 17 مايو 2017

«الأمريكي البشع» يزور «مقبرة يهجع فيها الصمت»

بعد قليل جداً، في 19 أيار/ مايو القادم، يبدأ دونالد ترامب زيارته لمنطقتنا حسب ما أعلن هو نفسه في مطلع هذا الشهر. والغاية الأساسية من رحلته هي بكل وضوح إنشاء ما أسميناه قبل شهر تماماً ومن هذا المنبر بالذات «حلف بغداد جديد». أي أن ترامب يسعى وراء تشكيل محور رسمي لأتباع واشنطن في المنطقة العربية يضم كافة الحكومات الإقليمية المعروفة بولائها لأمريكا، بما فيها الدولة الصهيونية حتى ولو لم تكن عضوية هذه الأخيرة في المحور رسمية إلى حدّ المشاركة العلانية في اجتماعاته (في هذه المرحلة على الأقل). 

اﻟﻘﺮﯾﺔ ﻏﯿﺮ آﻣﻨﺔ

ﻛﺄﻧﻤﺎ اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺬﻛﯿﺮھﻢ أن «ﻗﺮﯾﺔ ﻛﻮﻧﯿﺔ» ﺑﺎﺗﺖ ﻋﺎﻟﻤﮭﻢ ﻣﻨﺬ ھﯿﻤﻨﺔ ﻋﺼﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، ﻏﯿﺮ آﻣﻨﺔ ﺗﻤﺎم اﻷﻣﺎن. ﻟِﻢَ ﻻ؟ ﯾﻈﻞ ﺗﺬﻛﯿﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺠﻮاﻧﺐ ﺿﻌﻔﮫ ﻣﻔﯿﺪاً ﻟﻤﻦ ﺗﻨﻔﻌﮫ اﻟﺬﻛﺮى. ﺿﻤﻦ ﺳﯿﺎق ﻛﮭﺬا، ﯾﺠﻮز اﻟﻘﻮل إن ﻋﺼﺒﺔ «اﻟﮭﺎﻛﺮز»، اﻟﻤﻘﺘﺤﻤﯿﻦ ﻧﻈﻢ اﻟﺤﺎﺳﻮب اﻵﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﺔ وﺧﻤﺴﯿﻦ ﺑﻠﺪاً، أو أﻛﺜﺮ، واﻟﻤﺴﻤﯿﻦ أﻧﻔﺴﮭﻢ «وﺳﻄﺎء اﻟﻈﻞ»، أﻓﺎدوا ﻣِﻦ ﺣﯿﺚ ﻟﻢ ﯾﻘﺼﺪوا. ﻟﻌﻠﮭﻢ ﻓﺘﺤﻮا اﻷﻋﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺮ ﺑﻘﻲ ﻣﺘﻮارﯾﺎً ﻓﻲ ﻇﻼل

سياسة أردنية جديدة تجاه سورية

على مدار السنوات الماضية نأى الأردن بنفسه عن الدخول في تفاصيل الحرب السورية مقارنة باللاعبين الإقليميين الفاعلين في هذه الحرب. وظلت سياسة الأردن تعتمد الاعتدال كمنهج، فتتوافق مع الإجماع العربي- الدولي حيال النظام السوري من دون الذهاب إلى حد القطيعة السياسية التامة، وتقدم الدعم لفصائل المعارضة المسلحة في الجنوب من دون الذهاب بعيداً في اختراق الجغرافيا السورية، مع تعاون أمني مضمر أحياناً وواضح أحياناً أخرى مع النظام السوري، عبّر عنه صراحة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات حين تحدث نهاية العام الماضي بإيجابية عن التعاون العسكري- الأمني مع دمشق.

خواطر فلسطينية

كــــان أول فنجـــان قهوة «غير سعــودية» أحتسيه في حياتي فــــي منزل صديقين فلسطينيين، كانا زميلي دراسة في المرحلة المتـوسطة، كان صالونهم صغيراً جداً، لكنه أنيــق ومرتب، وكان المشهد سينمائياً بالنسبة إلي. فالفنجان مزين يدوياً بما يشبه الكوفية الفلسطينية، ويوضع على صحن صغير، وبجانبه كأس ماء طويلة، بالضبط كما نشاهد في مسلسل عربي في التلفزيون، أو فيلم عربي في أجهزة «الفيديو» آنذاك.

الخميس، 4 مايو 2017

هل تريد «حماس» خداع العالم؟

يمكن ربط وثيقة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الجديدة بالتغيّرات الكبيرة التي جرت في المنطقة العربية على مدار السنوات الماضية وتأثيراتها على الساحة الفلسطينية، كما بالتحدّيات الهائلة التي تواجهها الحركة داخل إطار الجغرافيا الفلسطينية وخارجها، وخصوصاً فيما يخص النظام المصري الذي يخوض حرباً مفتوحة لا أحد يعرف منتهاها مع جماعة «الإخوان المسلمين»، والحركة الفلسطينية المناظرة «فتح» التي يستعد رئيسها محمود عباس لزيارة واشنطن غداً للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

«حماس» التي لم تفاجئ أحداً سوى نفسها

على رغم كل ما يمكن أن يقال عن مبادرة «حماس» لتعديل ميثاقها ومبادئها (لتنسجم مع القانون الدولي) فإنها مبادرة تعكس إدراكاً واقعياً، أو تحوّل الإدراك المسبق إلى مبادرة علنية. ولا بأس في ذلك على أي حال! والحال أن «حماس» والحركة الإسلامية في إسرائيل تسلك فعلياً ومنذ زمن طويل سلوكاً واقعياً في فهم ومعالجة الحقائق الحاكمة في

الأربعاء، 3 مايو 2017

عندما ضاقت الجزائر والمغرب بـ50 سوريا

بينما استقبلت ألمانيا منفردة 800 ألف لاجئ سوري، ضاقت الجزائر والمغرب مجتمعَين بـ54. 54 لاجئا تسببوا في أزمة دبلوماسية بين البلدين، وصلت إلى استدعاء السفراء. هذا العنوان العريض لقصة ـ مأساة ـ حقيقية انتهت، ولو إعلاميا ومؤقتا، لكنها تخفي الكثير.

«الرفاق» لجول رومان: طريقة مبتكرة لمعاقبة مجتمع سخيف

لا شك في أن معظم الفرنسيين يعرفون أغنية جورج براسّان الشهيرة «الرفاق أولاً» التي يروق للبعض حتى، اعتبارها «نشيداً وطنياً لنوع من التهكم الفرنسي الخالص» أبدع فيها براسان صياغة للمعاني وتنقية للموسيقى وغناها دائماً بطريقته التي لا تُقلّد. إذاً كثر يعرفون الأغنية، لكن قلة من الناس فقط تعرف كيف ولماذا وُلدت.

أحسنوا تربية أصدقاء أبنائكم!

عندما حدث الانفجار المعلوماتي بفعل انتشار الإنترنت، قبل سنوات قليلة مضت، تكالبت المقالات والأبحاث والكتب التي تعلن: (موت المدرسة) أو التمدرس، باعتبار أن امتياز احتكار المعلومة قد انتقل في اتجاه معاكس من يد المعلّم إلى إصبع الطالب.

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

صراع العقل الأسطوري وعقل الأنوار في العالم العربي

« مات العقل الأنواري بعدما تصرفت به الأحوال، وتم نبذه، وتهميشه، لكنه متجدد في الولادة» .
عندما نهاجم العقل الأسطوري بأسلحة عقل الأنوار، ألا نكون قد استنبتنا أسلحة قلقة في أرض تعودت على الإجابات الجاهزة؟ ألا نكون قد فتحنا الأبواب المنغلقة أمام الفكر الفلسفي التنويري؟

الجواز الأحمر VS الجواز الأخضر

كنت بدأت أفهم وأتفهم أسباب هوَسِ الإنسان العربي والمسلم، بجواز السفر الغربي (حتى لو كان يكره الغرب وحضارته وثقافته وأكل الخنزير واستهلاك النبيذ، لكنه يحب منه شيئين: بناته وجواز سفره) حين نزل قرار الإفراج عن الناشطة المصرية آية حجازي.
اعتُقلت حجازي بسبب نشاطها الأهلي في الاهتمام بالأطفال المشردين، على ما يبدو، لكن الحكومة المصرية التي أمرت بإيقافها وإيداعها الحبس لم تجد تهمة سياسية أو جنائية

رأس المال الاجتماعي للفرد في مهب الـ «سوشال ميديا»

منذ مطلع عام 2017، تتواتر التقارير والأرقام عن ظاهرة باتت مكرّسة علميّاً في العوالم الرقميّة، مفادها أنّ الـ «سوشال ميديا» تنشر اليأس والإحباط والكآبة. وصارت أمراً مفروغاً منه، بل أنّ الإعلام بات يفيض ويتوسّع في تتبع أخبارها ومجرياتها. هل وعى الجمهور العربي في شكل كافٍ تلك الوقائع؟ ثمة قلق في القلب والعقل يدفع إلى

فخ الفايسبوك

قاومت الفايسبوك طويلاً حتى وقعت في فخّ إغرائه. لكنني حتى الآن ما زلت في موقع القارئ و «المعلّق» ولم استحل كاتباً فايسبوكياً. وقد أباشر ذات يوم الكتابة على صفحاته عندما أشعر أنني في حاجة إلى تدوين شذرات وانطباعات سريعة. فالكتابة هنا لا تحتمل الإطالة ومثلها القراءة، فقارئ الفايسبوك يبحث عن المختصر ولو لم يكن مفيداً دوماً. وهذا ما التمسه شخصياً على خلاف القارئ الذي أكونه إزاء الكتاب، وحينذاك تغد

الخميس، 20 أبريل 2017

ايران والمنطقة

كان الغرب الممتد من بلاد الرافدين حتى البحر المتوسط، هو الاهتمام الرئيسي لحكام بلاد فارس منذ القدم: قورش ــ الساسانيون ــ الصفويون ــ شاه إيران ــ الخميني والخامنئي.حصل الاختراق الجغرافي لفارس مرتين فقط من الغرب نحو الشرق في زمني الإسكندر المقدوني وعمر بن الخطاب، وقد كان سقوط الأمويين من خلال ثورة قيادتها عربية عباسية وجسمها فارسي أتت من الشرق نحو بلاد الأمويين، كذلك فإن السيطرة البويهية على بغداد عاصمة الخلافة العباسية قد أتت من الشرق الفارسي في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وقبلها أيضاً سيطرة المأمون على بغداد وتغلبه على أخيه الأمين.

الأربعاء، 19 أبريل 2017

تونس بحاجة إلى نخبة غير مُلوَثة

مع التدهور الذي جرف كثيرا من المُكتسبات المجتمعية في تونس خلال السنوات الأخيرة، نلحظ تدهورا مضطردا في الأخلاق العامة. هذا التدهور لم يقتصر على فئات واسعة نسبيا من المواطنين، مثلما نلحظه في الأسواق والشوارع والملاعب، بل أخذ يكتسح أيضا المجالين السياسي والإعلامي وسط لا مبالاة عامة. واللامبالاة تؤدي بدورها إلى التعوُد والتكيُف، فيصبح الخارق مألوفا والمرفوض مقبولا.

«إكسير العمر الطويل» لصادق هدايت: أدب شعبي في انتظار الوصول إلى الغرب

في شكل، عام ما إن يؤتى على ذكر الأدب الإيراني خلال النصف الأول من القرن العشرين، حتى يكون ثمة اسم واحد يخطر في البال هو اسم الكاتب صادق هدايت. ثم حين يُذكر اسم هدايت لن يكون في البال سوى عنوان عمل واحد هو «البومة العمياء». لقد ترسخ هذا الاختصار لأدب أمة في شخص، ولأدب شخص في عمل واحد الى درجة

السبت، 8 أبريل 2017

«في انتظار غودو» لبيكيت: نظرة ثانية على سؤال الوجود

منذ سقراط و «اعرف نفسك بنفسك»، وصولاً الى غوغان في لوحته الكبرى «من أين جئنا؟ من نحن؟ والى أين نسير؟» وربما حتى الى حيرة إيليا أبو ماضي قائلاً: «جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت» التي كانت من بين أروع ما موسق وغنى محمد عبد الوهاب، لم يتوقف الإنسان عن طرح سؤال الذات على نفسه. غير أن الأدب لم يتمكن من أن يجعل ذلك السؤال قاسياً وعبثياً، بل مستحيلاً، بأفضل مما فعل ذات لحظة مدوية في أواسط سنوات الخمسين من القرن العشرين، حين عهد به الى المسرح، فن الخشبة وفن

«امرأة لا قبر لها» لآسيا جبار: نساء الجزائر في اختفائهنّ

في العام 2002، وقبل رحيلها بسنوات قليلة، أصدرت الكاتبة الجزائرية آسيا جبار، وبالفرنسية كما دأبها في جميع كتاباتها، واحداً من كتبها الأخيرة. كان عنوان الكتاب «امرأة لا قبر لها»، وكان موضوعه توثيقياً أكثر منه روائياً، لكن الكاتبة بأسلوبها الجزل ولغتها الأنيقة الدافئة، وإحساسها بنوع من الضيق تجاه الشخصية التي كرست الكتاب

كاكا يستعد للإستقلال

هي الفوضى الخلاقة تعيشها بلاد الشام والعراق، ففيهما من الأحقاد التاريخية وادعاء الحق بالسيادة على الأرض والسماء ما يكفي لإشعال حروب «مقدسة» متواصلة منذ قرون. حروب أبادت أو هجرت جماعات وقبائل، منها الآشوريون والسريان والكلدان الذين تحولوا إلى المسيحية بحكم صلاتهم الثقافية والحضارية بهذا الدين. وكان يفترض

الأربعاء، 5 أبريل 2017

الجرّافة الطائفية

تداولت شبكات التواصل خلال الأيام الماضية مشهداً (قيل إنه حدث في مدينة الموصل)، يمكن وصفه بلا تردد بأنه همجي بشع وموجع، ضد الدين وضد الإنسانية.
قبل الدخول في تفاصيل المشهد، لا بد أن أعلن عن اقتناعي بأنه مثلما يوجد «دواعش»

الاثنين، 3 أبريل 2017

الشيعة المنشقون في لبنان

في لبنان شيعة غير موالين لـ «حزب الله»، ويسميهم الأخير تعسفاً وجوراً «شيعة السفارة»، في إشارة إلى علاقة مزعومة ربطتهم بالسفارة الأميركية في بيروت. والجماعة هذه ليست «جماعة» بالمعنى الأهلي للعبارة في لبنان. أشخاص متفرقون يجمعهم القليل، ومنه خصومة «حزب الله»، وخروجهم أو انشقاقهم عن وجدان الطائفة ومتنها.

الأحد، 2 أبريل 2017

الفيلسوف القتيل

في الثاني من نيسان (ابريل) 1976، قتل الفيلسوف اللبناني كمال يوسف الحاج في قريته الشبانية التي كانت حينذاك، في العام الثاني للحرب، تحت سيطرة الحزب الاشتراكي. كان الحاج قصد قريته في أوج الاحتقان الطائفي بغية ترسيخ الوفاق والحوار بين أهل البلدة الواحدة، مسيحيين ودروزاً، لكنّ أيدياً طائفية مجرمة انقضت عليه وقطعت رأسه بالفأس. بعد عام تحديداً اغتيل الزعيم والمفكر كمال جنبلاط ولكن سياسياً وليس طائفياً.

الأحد، 12 مارس 2017

المتسابقون إلى الرقّة

تخالهم ذاهبين جميعاً لمحاربة «داعش» والقضاء على أبي بكر البغدادي في عقر داره الأخير. أميركيون وروس. إيرانيون وأتراك. عرب وكرد. سنّة وشيعة. ما بقي من جيش بشار الأسد وما بقي من فصائل المعارضة. غير أنه، وفيما البغدادي يحفر الخنادق حول الرقة ويزرع الألغام في الطرق المؤدية إليها، لا يبدو على هؤلاء المتقاتلين في ما بينهم

والذِكريات صدى السنين الحاكي

في هذا الزمن العربي «اللايوصف» ما الذي يستطيعه المغترب عن وطنه، طوعاً أو كرهاً، أكثر مما تستطيعه عجوز في تذكر أيام شبابها وعرسها، وأعراس آخرين أحبّتهم، وما تزال، ولو على بُعد الزمان والمكان؟ تشاؤم؟ الكلمة تقصّر في وصف حالة العربي «اللامنتمي» إلى أحد هذه الأنصاب والأزلام المتناحرة، ولا أحد منهم يدري

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

صفاقة الإمبريالية… أمريكية أكانت أم روسية

يذكّرنا نمطٌ من الأنماط المميّزة للإمبريالية في عصرنا بذلك الزجّاج الذي مثّله تشارلي تشابلن في إحدى روائعه السينمائية الصامتة، فيلم «الولد» أو «الصبي» (The Kid)، وهو زجّاج يستخدم صبياً مكلّفاً برمي الحجارة على نوافذ المنازل لكسر زجاجها بحيث يخلق للزجّاج فُرَصاً لكسب الرزق. 

«القبطي» للسعودي مقبول العلوي: العقل الجمعي وأزماته في مواجهة أساطيره

ثلاثة وعشرون قصة ضمنها القاص والروائي السعودي «مقبول العلوي» في مجموعته القصصية «القبطي» التي صدرت مؤخرا عن دار الساقي في 155 صفحة، تصدرها الغلاف بريشة الفنانة عالية الفارسي، وهي المجموعة التي فازت بجائزة الطيب صالح لعام 2016. تبدو القصص في مجملها دليلا ثقافيا واجتماعيا للبيئة القروية في السعودية، محتشدة ببعض الحِكَم التي تتسرب في ثنايا سرد القصص. هنا قراءة في بعض هذه النصوص ..

الأربعاء، 22 فبراير 2017

«كل الآخرين اسمهم علي» لفاسبندر: المهاجرون منذ وقت مبكر

لا شك في أن كثراً من الألمان، ومن بين محبي السينما بخاصة، استذكروا خلال الشهور الفائتة، ولمناسبة السجالات التي دارت في بلادهم كما في أوروبا عموماً، من حول قضية تدفق اللاجئين، ذلك الفيلم الذي بات منذ سنوات يعتبر كلاسيكياً في التاريخ الراهن للسينما الألمانية، فيلم «كل الآخرين اسمهم علي» الذي كان واحداً من الأفلام التي

المسألة الفلسطينية بين التصفية وصناعة الفرص

تستمر المحاولات لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والإنسانية والسياسية على الأرض وذلك من خلال استمرار إسرائيل في سياسات الاستيطان والتمدد من جهة واستغلال مخاوف الدول العربية من أوضاعها الذاتية والإقليمية وذلك لتجاوز القضية الفلسطينية. تجاوز الفلسطينيين في التعامل مع العرب سياسة إسرائيلية قديمة أسست لاتفاقات كامب ديفيد مع مصر وما لحقها. وقد كشف المؤتمر الصحافي بين نتانياهو

الثلاثاء، 14 فبراير 2017

إلى من يتحدث الوزير؟!

< وكأن وزير التجارة والصناعة يشتكي، حينما أعلن أمام تجار جدة في غرفتهم أن الغش في السعودية وصل إلى الأدوية، والأطعمة، والسوائل، والكريمات، واصفاً حجمه بـ«المخيف وغير الطبيعي»، وفي هذه الشكوى مصارحة، حين كشف عن عدم علمه بحجم المشكلة، قائلاً:
«لم أعرف حجم البضائع المغشوشة إلا عندما عينت وزيراً، إذ توجد حالات غش

الأحد، 5 فبراير 2017

سقوط النموذج القومي التقليدي وصعود النموذج القومي المعلوماتي

يمكن القول إن من بين التحولات الكبرى في المجتمع العالمي سقوط النموذج التقليدي للأمن القومي الذي كان يقوم على حراسة حدود الدولة من أي عدوان والاعتماد على القوات المسلحة بفروعها التقليدية الثلاثة البرية والبحرية والجوية في الدفاع عن الوطن.
هذا التحول الخطير الذي يتمثل في الانتقال من النموذج التقليدي إلى النموذج الجديد للأمن القومي المعلوماتي يمكن رده ببساطة إلى فتوحات واكتشافات ثورة الاتصالات التي تتضمن أساساً البث الفضائي التلفزيوني وشبكة الإنترنت.

انتخابات الجزائر ... ومرحلة ما بعد بوتفليقة!

حددت الجزائر موعد انتخاباتها الاشتراعية، داعية الناخبين إلى اختيار برلمانهم الجديد في 4 أيار (مايو) المقبل. فما هي خريطة التحالفات الحزبية التي تستعد لخوض السباق، وهل يمكن البرلمان الجديد أن يُخرج الجزائر من سُباتها السياسي الحالي؟
تنقسم الأحزاب الجزائرية إلى ثلاثة تيارات رئيسية تقاسمت البرلمان، والحكومة المنبثقة منه، منذ التسعينات.

السبت، 4 فبراير 2017

«المال» لشارل بيغي: تصفية حساب مع الرفاق أم مع الذات؟

عند بدايات العام 1910 شرع الكاتب الفرنسي شارل بيغي في كتابة نصّه الذي سيصبح واسع الشهرة بعد ذلك عن جان دارك وأعمالها الخيّرة. وإذ كانت كتابة بيغي- المعروف قبل ذلك الحين بتقدميته ونزعته الإشتراكية التي لا تأبه بحكاية جان دارك وكونها البطلة القومية لفرنسا في تبنٍ يميني دائم وصارخ لها- أدهشت الكثر من الذين رأوا في موقفه 

مطلوب موقف فلسطيني وعربي

الإسرائيليون كلهم مستوطنون في فلسطين المحتلة إنما هم أنواع، وبينهم طلاب سلام يمكن التعامل معهم بسهولة، ثم هناك مستوطنون على أساس خرافات، وحكومة إرهابية مجرمة تستغل المتطرفين الدينيين لخدمة أغراضها المتطرفة أيضاً.

نحن وترامب بين نتانياهو والهولوكوست

يقول الفلسطينيّون والعرب والمسلمون، وهم مُحقّون تماماً، إنّ لا علاقة لهم بالهولوكوست لأنّ آخرين ارتكبوه. الصحيح، في المقابل، أنّ للهولوكوست علاقة بهم، لا من حيث دوره في قيام دولة إسرائيل فحسب، بل أيضاً لسبب آخر. فمن يتابع الاعتراض على ترامب في مجمل سياساته، ولكنْ خصوصاً في موضوع الهجرة والنزوح، يلاحظ كم أنّ ثقافة الهولوكوست حاضرة في السجال. فالخبرة المستمدّة من تلك الكارثة

الاثنين، 30 يناير 2017

العفريت يعود إلى القمقم

يوم وصول القطار القادم من بكين إلى لندن كان ترامب يستعد للإعلان عن تخلي أميركا عن مبدأ وسياسات حرية التجارة. لهذه المفارقة في رأيي مغزى خطير. ففي اليوم الذي تحقق فيه هذه المرحلة من العولمة أحد أهم إنجازاتها بتدشين الصين أحدث طريق حرير

الخميس، 26 يناير 2017

«ثلاثة أموات» لمايكوف: الدكتاتور يقتل الفكر عدوه الأكبر

بمَ يفكر الفلاسفة حينما يختلون بأنفسهم؟ وعماذا يتحدثون حينما يجتمعون الى بعضهم بعضاً؟ بأمور كثيرة ولكن، بالتأكيد، ليس بالفنان الذي قد يتخيل ذات يوم مشهدهم وهم متجمعون، ليحول المشهد لوحة. ثم بماذا يفكر الفنان الرسام حينما ينجز مثل تلك اللوحة ويقف متأملاً إياها جامعة الفكر والفن في بوتقة واحدة؟ بأمور كثيرة أيضاً، ولكن بالتأكيد ليس بالشاعر الذي سيأتي ذات يوم ليشاهد اللوحة ويتأمل حال وفكر المرسومين فيها

الاثنين، 23 يناير 2017

ﻣﻜﺎوي.. وﺳﻌﯿﺪ.. وﺣﻜﻮاﺗﻲ

ﯾﺒﺪو ﻟﻠﺬي ﯾﺘﺎﺑﻊ ﻣﻜﺎوي ﺳﻌﯿﺪ أن اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻤﺼﺮي ﯾﻘﺴﻢ ﺣﯿﺎﺗﮫ اﻟﻤﮭﻨﯿﺔ إﻟﻰ ﻗﺴﻤﯿﻦ: رواﺋﻲ ﻓﻲ دور اﻟﻨﺸﺮ، وﺣﻜﻮاﺗﻲ ﻓﻲ «اﻟﻤﺼﺮي اﻟﯿﻮم». وﻻ أﻋﺮف أﯾﮭﻤﺎ أﺣﺐ ﻋﻠﯿﮫ وأﻏﻠﻰ ﻋﻨﺪه. ﻟﻜﻨﮫ ﯾﺘﻘﻦ ﻓﻦ اﻟﺤﻜﻮاﺗﯿﺔ إﺗﻘﺎﻧًﺎ رﻓﯿﻌًﺎ. وﻣﻦ ﻣﺼﻄﺒﺘﮫ ھﺬه، ﯾﻌﻄﻲ ﻟﻨﻔﺴﮫ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎء ﻣﻦ ﺷﺘﻰ اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺼﺮ. ﻓﻼ ﺣﺪود وﻻ ﺗﺤﺪﯾﺪ. ﻣﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ إﻟﻰ ﻣﺎري ﻣﻨﯿﺐ، وﻣﻦ ﻓﺆاد اﻷول إﻟﻰ ﯾﻮﺳﻒ وھﺒﻲ، وﻣﻦ ﺑﯿﺮم اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ إﻟﻰ اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ.

ﻣﺎذا ﻟﻮ ﺗﺮﻣﺐ أﺳﻮأ ﻣﻦ أوﺑﺎﻣﺎ!

ﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺮر اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ، دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، أن ﯾﺒﻨﻲ اﻟﺠﺪران ﻣﻊ ﺟﯿﺮاﻧﮫ، وﯾﻄﺮد ﻋﺸﺮة ﻣﻼﯾﯿﻦ ﻣﻘﯿﻢ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﻼده، وﯾﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻣﺪّ ﺣﻤﺎﯾﺘﮫ ﻷوروﺑﺎ وﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ آﺳﯿﺎ وﺣﻠﻔﺎﺋﮫ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﻘﻠﻖ ﻛﺜﯿﺮًا ﻷن ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻋﮭﺪ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ اﻟﺴﻮء، ﻣﺎ ﯾﺠﻌﻞ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﮭﻤﺎ ﻓﻌﻞ أو ﻟﻢ ﯾﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ.

كل الأنظمة بحاجة إلى «داعش»

بعيدا عن آلية ديمقراطية القنابل ومفخخات الإرهاب، وما تسببه من خراب انساني وعمراني، تحتاج الدول، العظمى وغير العظمى، غالبا، تصنيع عدو ما يُحصنها ضد أي تململ داخلي، ويُحول الأنظار عن سياستها الخارجية، خاصة إذا كانت عدوانية توسعية ولا تقيم وزنا للقوانين الدولية. 

الثلاثاء، 17 يناير 2017

اﻟﻜﺬب... ﻛﺮة ﺛﻠﺞ!

ﯾﻘﻮل اﻟﻔﯿﻠﺴﻮف ﻧﯿﺘﺸﮫ: «ﻟﺴﺖ ﻣﻨﺰﻋﺠًﺎ ﻷﻧﻚ ﻛﺬﺑﺖ ﻋﻠﻲّ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﻨﺰﻋﺞ ﻷﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺻﺪﻗﻚ ﺑﻌﺪ ھﺬه اﻟﻤﺮة». وھﺬه اﻟﻤﺮارة ﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺣﯿﻨﻤﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ أن ھﻨﺎك ﻣﻦ
ﻛﺎن ﯾﻜﺬب ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻟﺴﻨﻮات ﻛﺜﯿﺮة، ﻻ ﺳﯿﻤﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺎﺋﺪًا ﻣﺤﺒﻮﺑًﺎ أو ﺻﺪﯾﻘًﺎ ﻣﻘﺮﺑًﺎ.

اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ وﺗﻮﺟﮭﺎت اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ اﻟﻤﻘﺒﻞ

ﻣﻤﺜﻠﻮ ﺳﺒﻌﯿﻦ دوﻟﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺎرﯾﺲ ﻹﺣﯿﺎء ﺣﻞ اﻟﺪوﻟﺘﯿﻦ ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﯿﻦ واﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﯿﻦ. ﺗﺤﺮك اﺳﺘﺒﺎﻗﻲ ﻗﺒﻞ أﯾﺎم ﻗﻠﯿﻠﺔ ﻣﻦ ﯾﻮم ﺗﻨﺼﯿﺐ اﻟﺮﺋﯿﺲ
اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ ﻣﻦ ﯾﻨﺎﯾﺮ (ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ) اﻟﺤﺎﻟﻲ، أي ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم. اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻏﯿّﺒﺘﮭﺎ ﺳﺤﺐ اﻟﺜﻮرات اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺎﺣﺖ
اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻨﺬ اﺳﺘﮭﻼل ﻋﺎم 2011، ﻋﺎدت ﺗﺬﻛﺮ ﺑﻨﻔﺴﮭﺎ وﺳﻂ ﻗﻠﻖ ﻣﻦ ﺗﻮﺟﮭﺎت اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﯿﺮﻛﻲ اﻟﺠﺪﯾﺪ اﻟﺬي ﻋﺮف ﻋﻨﮫ ﺗﺄﯾﯿﺪه اﻟﺼﺮﯾﺢ ﻹﺳﺮاﺋﯿﻞ، وﻣﺆﺧﺮا

الخميس، 12 يناير 2017

من أيام ما كنا في «السفير»

ذلك المكتب الذي أنهى فيه طلال سلمان ليلة «السفير» الأخيرة، أعرفه. ربما لم يتغيّر شيء فيه إلا تلك اللوحة التي احتلت من الحائط مساحة أوسع مما ينبغي. وأنا، معتمدا على معرفتي القديمة بالجريدة، رحت أختبر نفسي إن كنت أعرف مَن هو راسمُها، هكذا من النظرة السريعة التي يتيحها مرورها في الفيديو السريع. طلال سلمان ما زال هو

الأمة بين حقبتين تفصلهما مائة عام

يقتضي المنطق البشري السوي ان تتعلم الامم من تجاربها لكي تنهض، وان لا تكرر اخطاء الماضي، وان تتطلع دائما إلى مستقبل أفضل. هذه بديهيات لا تحتاج لتفسير او اثبات. ولكن هل الامر هكذا حقا؟ ولكي يتضح ما إذا كانت امة العرب قادرة على تفعيل تلك البديهيات يجدر مقارنة اوضاعها في حقبتين يفصلهما قرن كامل. فما بين العام 1917 و 2017 وقعت حوادث وتطورات كثيرة، ايجابية وسلبية، اوصلت اوضاع

الاثنين، 9 يناير 2017

«كتاب أسود»

كان كتاب «كفاحي» خلال العام 2016 واحداً من الكتب الأكثر مبيعاً في ألمانيا. بعد سبعين عاماً على صدوره، أضحى كتاب الفوهرر النازي أدولف هتلر، بلا حقوق ودخل ما يسمى الحيز العام. وكان معهد التاريخ المعاصر في ألمانيا سباقاً في إعادة إصدار الكتاب الذي ظل ممنوعاً منذ سقوط النازية، وارتأى أن تكون الطبعة الأولى هذه نقدية، مرفقة بشروح وهوامش بلغت 3500، والغاية منها وضع «البيان» النازي في سياقه

«عمود بلا نهاية» لبرانكوزي: هدية فنان كهل إلى مسقط رأسه

من المؤكد في أيامنا هذه، بل منذ ما يزيد عن أربعين عاماً هي الآن عمر مركز جورج بومبيدو للفنون والثقافة في وسط باريس (والمعروف شعبياً باسم «بوبور»)، أن شهرة المثّال الروماني الأصل برانكوزي الشعبية الواسعة، إنما تعود الى كون محترفه المتحوّل منذ زمن طويل متحفاً لحياته وأعماله يجاور المركز الفني الكبير بل يلتصق به، ما يجعل