بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 28 ديسمبر 2015

نحو‭ ‬استثمار‭ ‬جماعي‭ ‬لنتائج‭ ‬المؤشر‭ ‬العربي

المؤشرات‭ ‬العلمية‭ ‬لسبر‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬واستمزاج‭ ‬مواقفهم‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السياسية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الوسائل‭ ‬لتحليل‭ ‬الواقع‭ ‬ومعرفته‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭.‬
نحتاج‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬واقعنا‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬قبل‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬الأحكام‭ ‬السريعة‭ ‬باسم‭ ‬المجتمع،‭ ‬لأنها‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أحكام‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬تمثلات‭ ‬معينة‭ ‬للمجتمع‭ ‬ومن‭ ‬خلفيات‭ ‬فكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬وحتى‭ ‬إيديولوجية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬متمعنة‭ ‬في‭ ‬الواقع‭.‬

العراق: سيادة وطنية أم تاكسي

ما أغرب ما نسمعه عن سيادة العراق. الكل يتحدث عن سيادة العراق وكيفية احترامها، بألفاظ تجمع ما بين اثارة الدهشة وتكريس مفهوم جديد للسيادة، يتماشى مع تفتيت دولة كانت ذات سيادة، ذات يوم. السيادة العراقية ، حاليا، هي تاكسي يركبه كل من هو قادر اما على دفع الأجرة او اجبار السائق على نقله مجانا. واذا كان هذا الربط بين السيادة والتاكسي ملتبسا بعض الشيء، فلأن واقع سيادة العراق نفسه ملتبس ومستعص على

المدينة والقاموس

تبدد باريس آخر أيام السنة. تمسح جروحها وتخلع فستانها المبلل بالدم. لبعض الأماكن سطوة لا تقاوم. تستدعيك من دون أن تناديك. تدخلها معتذراً كمن تأخر عن موعده. ترتبك كأن كل غياب خيانة.
ترتدي المدن في البال صورة لا تتغير. وباريس قصة أخرى. ما أكثر الخواتم في أصابعها.

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

التغاضي عن جرائم الميليشيات الطائفية لا تقل عن جرائم الإرهاب!

لم يشهد العراق منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة تشكيل ميليشيات طائفية مسلحة خارج إطار الدولة العراقية ولهذا فان هذه الظاهرة مكتسبة وغريبة عن التقاليد والقيم الأخلاقية ومعتقدات الشعب العراقي وبقى الشعب العراقي بالرغم من ظروف القهر والاضطهاد و( 35 ) من الحكم التسلطي الدكتاتوري أميناً على وحدته متمسكاً بوطنيته، لكن المعادلة بدأت تتغير بعد الاحتلال وسقوط الدكتاتورية وبخاصة بعد أن استلمت السلطة أحزاب الإسلام السياسي وظهرت المحاصصة الطائفية كمنهج وسياسة موجهة وراحت تعمل

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الأكلُ يحترِق .. الوطنُ يحترِق

( حمودي الصغير ، تجاوزَ عُمره الخمسة سنوات ، ولم ينطُق بِكلمةٍ واحدة .. بحيث ان والدَيه ظّنا بأنهُ أبكَم ، وحتى بعد مراجعتهم للعديد من الأطباء ، الذين أكّدوا أن إبنهم الصغير ، ليس عندهُ مشاكل صحية في المناطق المسؤولة عن النُطق ، فأنهُ بقيَ صامتاً على طول الخَط . إلى أن كانَ في صباحٍ ما ، وحمودي جالسٌ في المطبخ ، كالعادة ، ووالدتهُ تقومُ بأعمال المنزل .. حيثَ قالَ حمودي ، بصوتٍ واضِح وكلماتٍ كاملة : ماما ماما .. أن الأكل يحترِق ! . سارعتْ الأم وأطفئتْ الطباخ .. ثم إنتبهتْ إلى أن إبنها تكلمَ

«العتمة مجزّأة» لماليفتش: الإحتجاج من طريق «تشويه» الموناليزا

إذا كان معروفاً، وبات بديهياً، أن لوحة «الموناليزا» لليوناردو دافنشي هي اللوحة الأشهر في تاريخ فن الرسم، ومنذ زمن بعيد، فإن ما ليس معروفاً على نطاق واسع، هو ذلك الشغف الذي يشعر به الفنانون، ومنذ زمن طويل أيضاً، تجاه تلك اللوحة التي كان من المستحيل على أي كان أن يتنبأ لها بتلك المكانة حين رسمها الفنان النهضوي الكبير، كمجرد صورة لسيدة بناءً على طلب خاص. فالفنانون، أسوة بالجمهور العريض، وجدوا أنفسهم دائماً واقعين حتى سحر «الجوكوندا» - وهو الاسم الآخر للسيدة وللوحة -. ومن

الأربعاء، 16 ديسمبر 2015

الحل آخذ في الابتعاد...هنري كيسنجر: هل هناك حاجة لدولة عربية أخرى في فلسطين

«علم داعش الاسود سيرفرف فوق المناطق الفلسطينية إذا انهارت السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن». هذا ما حذرت منه مرشحة الديمقراطيين لرئاسة الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي، هيلاري كلينتون في منتدى سبان.
قد يتبين أن كلينتون على حق، لا سمح الله. ولكن ليس كما ألمحت بأنه بسبب عدم تقدم المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، بل العكس تماما. أي ـ إذا تجاهلنا الفوضى الحاصلة في الشرق الاوسط وأقمنا بشكل متسرع دولة فلسطينية، فان داعش سيسيطر عليها بسرعة كبيرة، أو تسيطر عليها جهة جهادية اخرى.

الأحد، 13 ديسمبر 2015

مايرويه المثقف الطائفي

يبدو أن ثنائية الراوي والمروي له في الخطاب السردي العربي أصبحت عرضة للشكوك والريبة والالتباس، فلم يعد الراوي بعيدا عن ضغائن السياسة وإغواءاتها، ولم يعد المروي له يملك الأهلية القومية والشرعية والمعرفية لبيان صلاحية فعل استجابته الكاملة..
هذه المفارقة وضعت ثقافتنا العربية- اليوم- أمام لعبة مفتوحة من الاستجابات المضادة، والإكراهات القهرية التي يفرضها رواة عاطلون عن الحكاية، وعصابيون متوحشون ومنافقون يمارسون نوعا من الإجبار الجماعي القمعي على المروي لهم لكي يغيّروا عاداتهم في الإنصات والتلقي، فبَدل الرواية صارت الخطبة عنوانا للحكي، وبدل الحكواتي صار مُقدّم البرامج والداعية والفقيه والأمير، وبدل المروي له صار المريد والجهادي والمأمور والمبايع..
لبوس هذا الإنصات وأقنعته فرضت صورة أخرى لسيمياء الراوي الطائفي والقومي أو التكفيري والسلطوي والفقهوي ولمزاجه الراديكالي، حدّ أن أية معارضة لهذا المزاج الإنصاتي ستفضي الى المجاهرة بالدعوة العلنية بتهمة المروق، والخروج عن الجماعة والملة والأمة وعن إرادة ولاية الأمر وحاكميتها..
السلطة العربية ونُخبُها التاريخية الثقافية الثورية والعلمانية والتنويرية الإصلاحية فقدت الكثير من امتيازها الصوتي لصالح تلك الظاهرة النكوصية، وفقد معها الرواة القدامى صلاحياتهم السردية والحكواتية، وبدأ -تحت هذا الفقدان- عصرٌ آخر لرواية قوطية أخرى، لكنها دامية في أسفارها وسيرها وأخبارها، وفي مُتخيلها، إذ يروي سردياتها رواة أنيقون ووسيمون، لهم قاموسهم البلاغي الحاد والمخاتل، وبقمصان وأربطة عنق تُجاري صيحات الموضة الباريسية، ولهم وظائف المذيع الفضائي، والمحلل السياسي ومحرر الأخبار والصفحة الثقافية والرأي ومنظّر الحداثة والمتحدّث عن فلسفات كانط وهيغل ودريدا، وربما وجد بعضهم غطاءه في أن فوكو كان طائفيا كاثوليكيا، وأن جومسكي متطرف في آرثذوكسيته، وأن برودسكي يفكر بيهوديته واليوت كان يفكر ببروستانتيته..
هؤلاء الرواة المثقفون قريبون من الأمزجة الحكومية والحزبية ورساميل الدعاية، لذا أصبحوا ماركات مسجلة لفقهيات الحداثة، بشفرات تقوم على النقائض، وتتعامى عما يجري في بلدانهم، وكأنهم يمارسون وظائفهم النقدية خدمة لمؤسسات التمويل الإعلامية والثقافية والبحثية العابرة للدول والقارات، إذ باتت وظيفة ( الهؤلاء) كما يسميهم مجيد طوبيا بيع كل شيء، وتبرير كل شيء، بدءا من حروب المدن، وقتل الطوائف الأخرى وتلميع الجنرالات والحكّام وصولا الى مثاقفة الأناشيد وخطب الرؤساء والملوك والفلسفات والبرامج الاقتصادية، وحتى التنظير في سرائر المعرفة التي تخص إسلاملوجية الملل والنحل والفرق الناجية والكافرة، وانتهاءً بالإشهار عن استعمالات المنظور الدعووي الفائق الحساسية، والمُجهّز بتقانات الحصانة الطائفية لكَشْف الأضداد من الزنادقة والمارقين من ثوار وحالمين ومن مثقفي العلمنة والطَيفَنة
والقومَنة..
سرديات الحرب الظاهرة والخفية في لبنان واليمن والعراق وسوريا وليبيا ومصر كشفت عن هشاشة (الهؤلاء) اللابسين اقنعة المثقف الطائفي/ الراوي والإعلامي والمحلل والأكاديمي والانتهازي والمخذول!! والفاقدين قدرتهم الأخلاقية في التعاطي مع قضايا الأمة الكبرى، مثلما عرّتهم من أوهام ثياب الامبراطور، ووضعت وعيهم المخذول أمام فخاخ الأسئلة، أسئلة المعنى والوجود والأخلاق والالتزام والعضوية والمهنية والموضوعية، حتى بتنا- اليوم- نتجرع كارثية مايتساقط من هذا الوعي الطائفي الذي يجاهر علنا بالموت، والخداع والكذب والوهم، حد أن البعض من مروّجي هذا الخطاب الثقافي التعويمي يحرّض على العودة الى التاريخ وسردياته وصراعاته بوصفها متحفا، أو بيتا للغرماء، ليستعير حواره وجدله ونقائضه، وليمنح وصايا (الممول) ومدير الإنتاج، وربما وصايا الجنرال ذاته القوة والإشهار والتضليل، وليفسّر على وفق قاموسها كل ما لايُفسر، وليضع الحاضر تحت مشرحة فقه المقاصد، وليس علمية المقاصد، وربط الصراعات التي تشتعل في العقل العربي بمرجعياتها وأسبابها، وبطبيعة القوى العميقة التي تضع الجميع أمام الفوضى والمتاهة، وبعيدا عن أية مراجعة نقدية عقلانية تشرعن الحوار والجدل والسؤال، ولا تدعو الى موت الآخر وتكفيره والشك التام بسردياته، ودعوة الجميع للانخراط في لعبة الحروب العلنية، حروب مايرويه المثقف الطائفي والمثقف الجماعاتي..
*علي حسن الفواز

الحوار الأجمل

كما يحاور الحرف نظيره، تحاور الموسيقى نظائرها، وفي حوار الموسيقى ليست هناك لغة موحدة، بل تجانس يجعل من «الميلودي» ألوانا تتقارب وتنجدل وتجدد بعضها بعضا، من خلال عملية أشبه ما تكون بتلك الوردة التي تأتي من بذرتين مختلفتين. 

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

اللهم احفظ لنا بوتين ليواصل قصفنا

في متاهة الأحداث المفجعة في بلادنا، يبدو مجيء صباح آخر لا يحمل في ساعاته مأساة جديدة أو مفارقة غرائبية موجعة للعقل والقلب، شبه مستحيلة. المفارقات الغرائبية تهطل على الناس كالمطر الأسود، بزخات لا يمكنهم

الأحد، 29 نوفمبر 2015

◘ «لكل عالم هفوة» لأستروفسكي: الالتحاق بمجتمع النفاق

«... تمكن ألكسندر أستروفسكي في هذه المسرحية من نقل صورة صادقة عن مجتمع (موسكو) نهاية الستينات (في القرن التاسع عشر) حين كانت كل فئة من فئات هذا المجتمع، تحاول النيل من الفئة الأخرى. وفي مثل هذه الظروف يظهر غلوموف (الشخصية المحورية في المسرحية) ليركب موجة الوصولية. انه يقوم في الوقت نفسه

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

◘ صباح الحرف - «البنت» المقدسية... النجدية

في بعض الأعياد قال بعض الفقراء في السعودية قديماً «يصير العيد بلا حناء»، وفي كل الصباحات يقول اللبنانيون قديماً وحديثاً «ما بيصير الصبح بلا فيروز»، يقولون ذلك منذ نحو 60 عاماً، وكأنها تتزامن مع النكبات والنكسات، بلسماً روحياً لها حيناً، وأنيناً وحنيناً في أحايين أكثر، ومع الوقت أصبح معظم العرب يقولونها في الوطن، والمهجر، وفي المخيم، أو المعسكر.

الإرهاب يرهبنا

أعلن الرئيس الفرنسي الحرب على داعش بعد العملية الإرهابية الرهيبة في قلب باريس يوم الجمعة 13/11. وقد لجأ إلى الأمريكيين والروس والأوروبيين لكي يقدموا له العون في محنته العصيبة، إلّا أنه ورغم خطورة العمليات، تستمر أمريكا في رفض تغيير موقفها أو بالأحرى عدم اتخاذها لموقف مما يحدث في سوريا وكأن الأمر ليس من شأنها. الإرهاب لا يهدد أمريكا وحتى أوروبا بل هو مشكلة داخلية عربية، فرغم عملية القتل المروعة في قلب باريس فإن داعش لا تهدد في الحقيقة قوة أوروبا والغرب في

الخميس، 12 نوفمبر 2015

◘ الربيع العربي- ودولة المواطنة؟!

تجتاز المجتمعات العربية اليوم مرحلة عسيرة من تطورها، فبعد الاطاحة بعدد من رؤوس الانظمة العربية الدكتاتورية لم يحقق" الربيع العربي" المنشود ما وعد به. فبدلا من نشر وترسيخ مبدأ المواطنة والديمقراطية والدولة المدنية الحديثة، اخذت الولاءات للعصبيات الأثنية والقبلية والطائفية بالصعود على حساب الانتماء والولاء الدولة وروح المواطنة، حيث تحول الأنتماء والولاء الى العصبيات الضيقة والهويات الفرعية بديلاً من

الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

◘ -التهجيص- في السياسة والإعلام


هناك شابات وشبان شجعان يلقون الحجارة في مياهنا الراكدة. وهناك غالبية تستمتع ب "طيب المشاهدة والمتابعة". وهناك ساسة ومنابر إعلامية. معارك التحرر الوطني تحتاج إلى قلوب مؤمنة بالوطن ولا تهاب التضحية. ولكن ذلك لا يكفي: لا بد من نظرية تهدي الفعل، ولا بد من رؤية واضحة ودقيقة لما يجب أن نعمل، وكيف نعمله، ومتي، مع إدراك تقريبي لطبيعة الثمار التي سنجنيها، ودرجة حلاوتها أو مرارتها. لكننا نخشى أنه لا يوجد شيء من ذلك.
فضائية "القدس" تزين شاشتها بعبارة "الشعب ينشد حقه". ليس واضحاً ما هو الحق الذي تقصده العبارة. هناك اختباء واضح وراء العموميات. ولنلاحظ أن القرار السياسي هنا ملقى على عاتق كيان اعتباري محازي وجمعي هو الشعب. بالطبع لا يمكن أن يكون "الشعب" قد اتفق على أجندة سياسية معينة، ومن هنا فإننا أمام شعار ملتبس من النوع الذي سماه ديفد هيوم ومدرسته التجريبية بالفئة الفارغة التي لا تشير إلى شيء واقعي وملموس.
ويقدم الإعلام ما تيسر من تسجيلات وأغاني مما تراكم في الإرث المناضل في المنطقة. أحياناً يبدو ضرباً من المحال أن نربط الأغنية على أي نحو بما يجري في فلسطين. مثلاً أغنية أظنها لماجدة الرومي حول كفاح اللبنانيين في محطة سياسية تاريخية محددة تقول فقرة منها: "لبنان لن يمنحكم سلام الانتصار". أظن أن أحداً في لبنان ما عاد يبث هذه الأغنية، لكن من الغريب بالفعل أن يكون هناك حدث في الخليل أو نابلس أو قرب بيت ايل ثم تأتي الفضائية بهتاف "لبنان لن يمنحكم سلام الانتصار." أين الصلة؟ أغاني خبط عشواء تبث دون تفكير في هدف أو غاية.
أما رجال السياسة ونساؤها فينصب اهتمامهم أو جله على حشد الأرقام الإحصائية حول جرائم "إسرائيل". كأنهم امتهنوا دور منظمات حقوق الإنسان أو دور الصحافة. مع أننا نتوهم أن دور السياسي هو قيادة شعبه وتوظيف طاقاته من أجل إنجاز الأهداف الوطنية العامة.
في هذا السياق تحولت محكمة الجنايات الدولية إلى نشيدة يومية ولازمة يقفل بها كل حديث سياسي أياً كان صاحبه. لا يعرف الناس الذين يستمعون منذ دهر لتهديدات القيادات باللجوء إلى المحكمة أن "جيراننا" لم يوقعوا على ملاحق اتفاقية جنيف وأنهم تحفظوا على مليون تفصيل وتفصيل. كما أنهم لا يعرفون أن هذه المحكمة حبالها طويلة وواهنة، وعندما يحدث أن تأخذ قراراً فإن تنفيذه الفعلي يترك للدول وخاصة الدولة الأكبر في تاريخ البشرية التي هي راعي "إسرائيل" الأهم.
باختصار أقول لمن يتوهم أنه يخترع العجلة من جديد: فكرة حقوق الإنسان والمحكمة الدولية هي إعادة إنتاج لموقف السادات القائل إن 99% من أوراق الحل في يد أمريكا، لأن أي كلام عن المجتمع الدولي الفاعل يساوي بالتقريب أمريكا وحلفاؤها.
الخطاب الفلسطيني في حاجة إلى إحكام وإلى تحديد صارم للمفاهيم ، لكن من سيقوم بذلك ؟ السلطة ، أم القوى الدينية أم "اليسار" وحلفاؤه في نطاق المنظمات غير الحكومية؟ لا جرم أن الخريطة السياسية الفلسطينية تعيش أزمة القديم فيها يموت والجديد لا يولد بعد.
* ناجح شاهين 

الغزو الروسي و«كذبة» تحجيم إسرائيل

يحلو لي احيانا ان اراقب بأسف تلك الاحتفالات المبالغ فيها بالوجود الروسي العسكري وتداعياته الاستراتيجية على المنطقة.
الأسف لا علاقة له حصريا بالتعقيدات التي سيضيفها وجود الروس عسكريا على مشهد معقد اصلا في سوريا.
ولا باقتراب وضع حد لشلال الدم الهادر الذي يطال الشعب السوري وينال من كرامة الامة والانسان مرة على يد النظام واذرعه الامنية والعسكرية تحت ستار الممانعة

الأحد، 1 نوفمبر 2015

◘ «كاشيما بارادايز» ليان لي ماسون: يوم كان النضالُ نضالاً

هل يمكن ان يلام أحد اليوم إن هو أبدى نوعاً من الحنين الى احتجاجات الأزمان الخالية، حين كان الناس بالفعل يتظاهرون من أجل قضايا عادلة يؤمنون بها؟ هل ثمة في طرح السؤال نفسه غمز يتساءل عما إذا كان هناك ما هو بريء في تظاهرات أيامنا هذه؟ ان كثراً مستعدون للإجابة عن هذا النوع من الأسئلة بالنفي قائلين ان زمن التلفزة و «الخبر المباشر» حوَّل معظم التظاهرات والاحتجاجات الى نوع من «تلفزيون الواقع» والمتظاهرين الى «نجوم»، حيث ان جزءاً كبيراً من العمليات الاحتجاجية بات يوجد كي

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

◘ حلفاء أميركا يغرقون بفوضى محاولات إفشال موسكو

حتى قبل أن تحضر روسيا إلى ميدان المعركة الدائرة ضد الإرهاب الدولي المُنظم، لم تُخف واشنطن ومجموعة الحلفاء والأدوات عزمها على القيام بكل ما من شأنه إفشال مسعى موسكو لإيجاد حلول سياسية تحبط مخططات استهداف سورية،
ومع حضورها بثقل عسكري لا يقل أهمية عن الثقل السياسي النوعي الذي مارسته طيلة السنوات الأربع الماضية، تصاعدت حدة المواجهة بين جبهة العدوان على سورية وكل من روسيا وإيران كحليفين لسورية، وصار العمل المُعلن ضد سورية وحلفائها أكثر

ألغاز روسيّة: انتحار الجندي وتقدم تنظيم «الدولة»

أطلق إعلان الجيش الروسي أمس انتحار أحد جنود المنتشرين في سوريا عدّاد أول خسارة رسمية على الأراضي السورية منذ بدء تدخل موسكو العسكري في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. وزارة الدفاع الروسية أوضحت أن الجندي الذي يعمل بصفة تقني انتحر بسبب «مشاكل مع فتاة في حياته الخاصة».

الأحد، 25 أكتوبر 2015

◘ «عار وسط الذئاب» لبرونو آبيتز... كان هناك دائماً ضحايا آخرون

على رغم أن كل التواريخ الرسمية للحرب العالمية الثانية، وتواريخ الفظائع التي ارتكبتها الجيوش الألمانية تحت سلطة النازيين خلال تلك الحرب، تحدثت خلال العقد الذي تلا تلك الحرب عن أن ضحايا النازية، من المدنيين بخاصة، في البلدان التي احتلّتها جيوش هتلر، كانوا من فئات عدة، من ديموقراطيين وأناس عاديين وغجر ويهود وكاثوليكيين وغيرهم، ناهيك بالشيوعيين الذين كانوا في كل بلد من البلدان المحتلّة، أول الضحايا قتلاً ونفياً واعتقالاً، فإن ذلك كله امحى، بقدرة قادر، خلال المرحلة التالية

نوبل لتونس: نصر باهر ولكن؟

سُلّطت الأضواء مجدداً على تونس عقب فوز مجتمعها المدني بجائزة نوبل للسلام. وكان للجائزة وقع كبير ليس في تونس فقط بل في العالم، لتكريمها جهود أربع منظمات تونسية في تذليل الأزمة التي عرفتها البلاد عقب اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، والاحتجاجات الضخمة التالية. وأثار فوز تونس بالجائزة شعوراً عارماً بالفخرِ لدى التونسيين والتونسيات، وايضاً مخاوف عميقة حول مآل ديموقراطيتهم الواعدة.

سلفيون ضد «إنتفاضة السكاكين» والرد «مسيحي»

يعيد رد الكنسية المقاومة في قطاع غزة على خطيب سلفي اردني انتاج الاسئلة مجددا حول تفصيلات العلاقة المشتبكة والحدود الفاصلة ليس ما بين الموقف المسيحي الوطني قياسا بموقف بعض المتأسلمين المتخاذل في بعض المفاصل فقط.
ولكن بين خفايا الخطاب المزدوج عندما يتعلق الامر بالتمييز ما بين المتشدد والمتطرف وما بين المعتدل في الحالة الاردنية تحديدا.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

قنبلة عباس ..آن اوان الحل- عبدالحكيم صلاح

ما ان القى الرئيس محمود عباس قنبلته في الجمعية العامة للامم المتحدة ، حتى انفجرت في الاراضي الفلسطينة المحتلة ، محدثة  صدمةً وارباكا على مستوى اطراف الصراع الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي ، اللتان ظنتا ان سياستهما في احتواء المسألة الفلسطينية وترويض الفلسطينيين على النزول من على سلم التطلعات الوطنية  قد

احتلال يتطور .. مواجهة تقليدية - عبدالحكيم صلاح

عند كل منعطف سياسي او تصعيد صهيوني مقصود ومدروس ، تبدأ ردود الفعل بالتوجه للحواجز ومفارق الطرقات ..حيث يتحصن عسكر الاحتلال ليمارسوا هواية قنص اهداف متحركة لا تكلف دولتهم اكثر من رصاصة..لعبة الموت المجاني يجب ان تتوقف وقواعد الاشتباك مع المحتل ايضا ..

○ هيئة توليد الوظائف

< لم يكن عندنا قبل عام 2000 من الهيئات إلا ما يعد على أصابع اليد الواحدة، وأشهرها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن في العقد الأول في الألفية الجديدة دخلنا موضة إدارية جديدة تمثلت في توليد الهيئات، حتى أصبح يتبع كل وزارة هيئة أو أكثر.

وعلى رغم أن إنشاء بعضها كان ضرورياً؛ لتنظيم كثير من الأنشطة الاقتصادية قبل

الاثنين، 19 أكتوبر 2015

هذا الموت البطيء

كان العشاء بطيئاً ومسموماً. هذه مهمة الأصدقاء. يسكبون اليأس في صحنك، والحبر في روحك. تحدثوا عن المدينة كمن يتحدث عن جد مريض يتحشرج. وعن الخريطة ككذبة لم تعد تنطلي على أحد. وعن التعايش كفستان تمزق ويستحيل رتق نسيجه. قبل وليمة الزجاج المطحون استوقفني رجل في المقهى المجاور. قال إنه قرأ ما كتبته من برلين

الأحد، 18 أكتوبر 2015

◘ قانون مكافحة التجهيل العمدي

في حياتي القادمة، إن كان ثمة تناسخُ أرواح، وإن حدث وغدوتُ ملكةً أو رئيسةَ دولة، أو مُشرّعة قضائية مثلا، سأصكُّ قانونًا حازمًا حاسمًا ناجزًا لا ثغرات به، يُعتقَلُ بموجبه كلُّ مَن يُروّج مغالطات علمية مُضلّلة، أو يُطلق معلومةً معرفية مغلوطة؛ فيصدقها الناسُ، وتتداولُها الألسنُ، وتصيرُ حقيقةً بين العامة، وما هي إلا هُراءٌ وبلاهة وجهالة! 

المسكوت عنه في الحراك الفلسطيني

على رغم التعاطف الإنساني مع القضية الفلسطينية، والتفهم لحال مجموعة من الفتية الفلسطينيين الذين وجدوا طريقتهم الخاصة في «النضال الثوري» ضد الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن الاكتفاء بعين الاندفاع العاطفي والابتهاج بعودة الخطاب القومجي العروبي إلى طاولات النقاش وساحات الإعلام العربي، والاندماج بمجرد التحية والتبجيل لما يحدث على أرض فلسطين والدعاء له بالتصعيد المستمر.

◘ أقتصاد مصر فى عهد السيسى

من الصعب تقييم نجاحات أو فشل السيسى على المستوى الأقتصادى بعد سنة واحدة من حكمه، ولكن ما نستطيع تقييمه هو آتجاهات نظامه وهل هى تسير فى الاتجاه الصحيح أم الخطأ؟. ومن هذا المنطلق أستطيع أن أقول بضمير مطمئن أن السيسى يسير فى الأتجاه الخطأ من الناحية الأقتصادية.
فى فترات الاضطربات والفوضى يتجه تفكير الناس إلى الحاجة إلى الأمن والآمان، ويتركون كل شئ ما عدا ذلك.. وهذا ما حدث للمصريين بعد 25 يناير 2011. ولكن بعد

السبت، 17 أكتوبر 2015

حبر وملح... ماذا نكتب؟

حين يكون الإرثُ عظيماً ينوء الوارث بثقل ما يرث، وبعض الورثة لا يدرك أحياناً قيمة ما ورِثَ فنراه يبدده في فترة وجيزة. هذه الحالة تصح في الميراث المادي مثلما تصح في الميراث المعنوي، الثروة ليست فقط مالاً ومصاغاً ومساحات من الأرض أو البناء، الثروة علم ومعرفة وإبداع وثقافة وسواها من عناوين تتباهى بها الأمم وتفاخر. في دنيا العرب قد يكون الشعراء هم أكثر مَن يرزح تحب عبء أسلافهم، لا لِعيب في الأسلاف وفي ما تركوه، بل لِعظمة ما تركوا. الشعر العربي ميراث نفيس فيه من الكنوز الإبداعية

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

موسم بيع الوَهْم

لا يبدو حديث أميركا عن إعادة النظر ببرنامج تدريب إرهابييها مجرد اعتراف بالفشل الذي وصلت إليه في برنامجها القديم، والحائط المسدود الذي اصطدمت فيه نتيجة مقاربة مقلوبة أقدمت عليها منذ البداية، بقدر ما يعكس ازدهاراً جديداً لموسم بيع الوَهْم
الذي مرّ خريفه وأقبل شتاؤه بعد أن انكشف خيطه وانفضح أمره، وإن كل من سمّته معتدلاً ليس أكثر من مشروع متطرّف وإرهابي حتى لو بدا بلبوس مغاير لبعض الوقت.
فمن حمل السلاح ضد الدولة السورية كانت دوافعه ناتجة عن جذور متطرّفة وبأبعاد

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

◘ موسكو ... حيث فشلت طهران

يشكل التدخل العسكري الروسي لإنقاذ نظام بشار الأسد مدخلاً إلى تغيرات مهمة في خريطة الحرب السورية وفي مستقبل الحل فيها. لم يكن فلاديمير بوتين بحاجة إلى هذه المغامرة لو أن اعتماد الأسد، على مدى السنوات الأربع الماضية، على الدعم الإيراني، حقق الغاية التي كانت مؤملة منه. سقوط نظام الأسد كان سيعني، بالنسبة إلى موسكو، خسارة كبرى لنظام حليف في المنطقة العربية، ألقت بثقلها إلى جانبه سياسياً، وأنقذته من ضغوط القرارات الدولية باستخدام الفيتو في مجلس الأمن أكثر من مرة لحمايته، وكانت تتوقع، كما توقع كثيرون، أن تكون أموال إيران وميليشياتها وأسلحتها، فضلاً عن دخول «حزب الله» مباشرة في الحرب، كافية لحمايته عسكرياً.
لم تنجح المهمة الإيرانية في حماية النظام في وجه معارضيه. وكان اعتراف بشار الأسد بذلك استثنائياً عندما أعلن أن جيشه بات عاجزاً عن حماية كل الأراضي السورية، وهو ما يعني من الناحية العملية، العجز عن استعادة المناطق التي خسرها بعد سيطرة التنظيمات المعارضة، على اختلاف اتجاهاتها، عليها، والتي أصبحت تمتد على مساحة ثلثي الأراضي السورية. دفع هذا الاعتراف بالأسد إلى الحديث عن «سورية المفيدة» التي سيضطر جيشه إلى جمع ما بقي من قواته للدفاع عنها ومحاولة الاحتفاظ بها، والتي تشمل العاصمة والمناطق المحيطة بها ومناطق الساحل السوري التي تشكل القاعدة المذهبية لحماية النظام.

دوافع العدوان الروسي على سوريا وتداعياته

 إن قيام روسيا بدخول الحرب الدائرة على الأراضي العربية، بين الشعوب العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين انظمة الاستبداد المتحالفة مع أعداء الأمة، لإجهاض ثورات الربيع العربي، وتشويه الإسلام دين التسامح والعدالة والمساواة، يعلن عن بدء مرحلة جديدة، في هذه الحرب، التى أصبحت، حرباً دولية بإمتياز، من حيث أطرافها واهدافها، 

«عجائب الآثار...» للجبرتي: بعيداً من «عواطف الغوغاء»

«.. فهو قد عاش إذاً، واحداً وسبعين عاماً عاصر خلالها حكم الترك والمماليك، ثم عصر الحملة الفرنسية على مصر، ثم عصر محمد علي. وكان له موقف معروف من كل عصر من هذه العصور. أما تنديده بعصر الترك والمماليك فتفيض به كل صفحة من صفحات تاريخه «عجائب الآثار»، وأما رأيه في الحكم الفرنسي وفي الحضارة الفرنسية، فقد اختلط فيه السلب والإيجاب بسبب موضوعيته واستقلاله في الرأي عن عواطف الغوغاء وعن ترهيب الحكام وترغيبهم، حتى وصفه الفرنسيون بأنه شيخ

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

◘ المواجهة الآتية في المغرب

إرجاء التئام الهيئات التقريرية لحزبي الاستقلال والإتحاد الاشتراكي المعارضين في المغرب، إلى ما بعد منتصف الشهر القادم، يحيل على توقعات قد يفصح عنها خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى افتتاحه السنة الاشتراعية الجديدة. كونه الأول لما بعد انتخابات البلديات والجهات التي ميّزها اختراق كبير لحزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه رئيس الحكومة عبدالإله بن كيران، مقابل تقهقر الحزبين المعارضين، واستثناء «الأصالة والمعاصرة» الذي يبدو أنه وجد كي «ينتصر».

الأحد، 20 سبتمبر 2015

◘ هل ينقذ الفلسطينيون الربيع العربي؟

أميل إلى التوصيف أن الهزيمة الفلسطينية هي سبب أساسي في تراجع الحالة الثورية العربية، وأميل إلى التوصيف أن الأرض الفلسطينية وعلاقتها بالصراع المباشر مع إسرائيل، هي قادرة على إعادة دفع الربيع العربي باتجاهه الصحيح، وقد يُرى في الكلام مجرد تحميل الفلسطينيين ما لا يحتملون، ولكنه هو هذا الواقع، فالرابط بين الفلسطينيين والشارع العربي، هو استمرار تلك الحالة الفاعلة في فلسطين، وهي

فـــلافـــل...

بالشارع الرئيسي لحينا الذي أسكنه بمدينة ليون, والذي أصبح من أهم الأحياء التجارية بالمنطقة الثامنة.. أغلق محل كان يتعاطى بيع نوع من السندويش والكعك الأمريكي.. بعد سنة من افتتاحه.. ولما رأيت أشغال إعادة افتتاح لتجارة أخرى.. وقرأت الدعاية لما سيئول إليه المكان.. وقرأت بالفرنسية وبخط عريض جدا كلمة FALAFEL فــلافــل... امتلأ قلبي غبطة.. ها هو أول محل شرقي بحينا

أحزابٌ سياسية أم شَرِكات ؟


في الآونةِ الأخيرة ، رأيتُ وسمعتُ العديد من مُواطني أقليم كردستان ، المُستائين من الوضع المُتردي ، يَصِفون الأحزاب السياسية الرئيسية ، من خلال شاشات التلفزيون ، بأنها [ شركات ] وليست أحزاب . 
رُبما قبلَ سنواتٍ ، لم يَكُن المواطنون ، يستخدمون هذه العبارات في توصيف الأحزاب الحاكمة ، خوفاً من بطشها ، أو كانوا مازالوا يأملونَ خيراً فيها .. لكن اليوم ، تغيرتْ الأحوال وتراكمتْ السلبيات وإشتدتْ الأزمات .. وبقِيَتْ الفئة الطُفيلية

الخميس، 17 سبتمبر 2015

◘ أوباما يودّع سورية... وبوتين يتلقفها

يجلس الرئيس الأميركي باراك اوباما على مقعده في القطار الذي يتهيأ لمغادرة محطة الشرق الأوسط خلال لحظات، وهو ينظر عبر زجاج النافذة إلى الرصيف حيث بدأ مودعوه في تناتش الحقائب التي لم يستطع أن يحملها معه، من دون أن ينتظروا انطلاق قطاره حتى. وعلى رغم أنه يهز رأسه أسفاً ويحرك يديه مستنكراً، إلا أن هؤلاء يعرفون أن أبواب القطار أقفلت ولم يعد ممكناً نزوله منه، ولا بد من انتزاع حصصهم من التركة.

«موت فيله» لبيار لوتي: بكاء محزن على الأطلال

في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1908، بعث الكاتب الفرنسي بيار لوتي الى صديقته المناضلة الاشتراكية والمهتمة في فرنسا وأوروبا بالقضية المصرية، رسالة جاء فيها: «لقد أنجزت لتوّي كتابي الذي كنت اشتغل عليه عن مصر. وكنت خلال الصيف المنصرم كتبت إهداء طويلاً الى صديقنا المسكين مصطفى، أتحدث فيه عن نزهاتنا في القاهرة، وما شابه ذلك. اليوم أتساءل عما إذا كانت الكلمات القليلة التي أرفقها إليك هنا، مكتفياً بها الآن

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

◘الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلسفة الدينية



من يتابع الواقع الاجتماعي و الثقافي في كوردستان، و يريد ان يقرا جانبا مهما من مسيرة جهات معينة في هذا العصر، لابد ان يركز على فحوى الادعائات الحقيقية لهم من حيث المنهج و الفكر و الفلسفة . و ان نختصر الحال من قرائتنا لجانب منه من منظور باحث هاوي محاولا التجرد من اية خلفية او فكر او فلسفة، فاننا نجد ان الجماعات

تونس: سحر الشموع و رياح الردّة

تشهد الساحة السياسيّة في تونس هذه الفترة عدّة تحرّكات اجتماعية وسياسية ونقابية بما يُـنبِئ بخريف أشدّ حرارة من الفصل الذي سبقه. ومن أهمّ أسباب هذا الغليان السياسي قانون المُصالحة الاقتصادية الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي وهو قانون على وشك المرور إلى المجلس النيابي قصد مناقشته والتصويت ضده أو لفائدته، مناقشة نتمنى أن تختلف عن مناقشات العهد السابق عندما كان الهدف من

لِمَ تَوَجّب قتل أييندي - غابرييل غارسيا ماركيز


فريق «ما العمل؟» 
مرّ إثنان وأربعون عامًا منذ مات الرئيس التشيليّ سالفادور أييندي في قصر الرئاسة «لا مونيدا» في مدينة سانتياغو، محاولًا الدفاع عن نفسه باستخدام «كلاشينكوف» أهداه له فيديل كاسترو. هنا في هذه المقالة التي نُشرت في «ذا نيو ستيتسمان» شهر مارس 1974، يستطلع الروائي – الحائز على جائزة نوبل – غابرييل غارسيا ماركيز سجلَّ أييندي في تشيلي، وعلاقاتِ منافسيه مع الولايات المتّحدة وصعود خَلَفِه: الجنرال أوغوستو بينوتشيه.
Allendeأييندي محروسًا بعدد من الجنود أثناء مغادرته قصر لا مونيدا أثناء الانقلاب.

السبت، 12 سبتمبر 2015

باسم الدين سرقونا الحرامية، ابرز شعارات العراقيين المتظاهرين وطموحاتهم في التغير

"باسم الدين سرقونا الحرامية" و"كلهم حرامية" و" يا مواطن يا مسكين ضحكوا عليك باسم الدين" و" تكول اصلي ..تكول اصوم ..تكول ما عوفن قيامي.. بس سؤال بروح ابوك..ليش تزعل من يسبون الحرامي..؟ نسخه الى الأحزاب الإسلامية" و" من سياستكم الطائفية.. فقدت حبيبتي .. ذنبنا انا شيعي وهي سنيه " و" لا سكوت بعد اليوم " و " اسم العراق القديم ما بين نهرين.. واسم العراق اليوم ما بين الخونه والمفسدين" و" اوقفوا

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

◘ اليمين المتطرّف وظاهرة -راجح-


يعيش اليمين المتطرّف في إسرائيل في دوّامة الخوف، وكأنّه يعيش مسرحيّة "بيّاع الخواتم" للأخوَين رحباني على الدوام. يخترع المثيرات المنتِجة للخوف؛ كي يصبح اليهوديّ مواطنًا مفزوعًا ومرعوبًا ومشمئزّا ... والعربيّ رعيّة مشكوكًا فيها، وشخصيّة حذرة ومتردّدة تبحث عن والٍ ليرعى مصالحها وأمورها ... وتدفع حكومة اليمين إلى استثارة سلوك الهجوم في المواطن اليهوديّ وإلى استثارة سلوك الهروب والهجرة و... في "الرعيّة" العربيّ.
في مسرحيّة "بيّاع الخواتم"، يخترع مختار الضيعة شخصيّة "راجح" المعادي للضيعة ليؤثّر فيهم وليظهر جلَده؛ فيصارع المختار راجح ليدافع عن أهل الضيعة ويمنع الأذى عنهم، وينتهي الصراع دائما بانتصار المختار ... استغلّ يافعان منحرفا السلوك وعنيفان قصّة راجح، ونفذّا مآربهما الإجراميّة في الضيعة ونسباها إلى راجح ... 
يتّبع اليمين سياسة وسلوكيّات التخويف إعلاميّا، بأساليب الحكم العسكريّ وأجهزة المخابرات الأمنيّة... نتيجة للانحراف النفسيّ والعشوائيّة في إدارة شؤون الدولة، ويبرّر سياسته بهمجيّة وعدوانيّة الشعوب المجاورة ... على أمل كسب تأييد المواطنين (اليهود)، وأن يحذر/يخاف "الرعايا" (العرب) من اعتراض سياسة الوالي وبطش السلطان، ويخضعوا بالتالي للسيادة، ويشاركوا في اللعبة الديمقراطيّة كمقموعين ومستغَلّين.
فلليمين الإسرائيليّ شخصيّات عديدة كراجح ... الفلسطينيّ المدافع والمقاوم راجح، والإيرانيّ الذي يبحث عن الطاقة النوويّة راجح، والمصريّ الذي يبحث عن الغاز راجح، والروسيّ الذي يدعم السوريّ في حربه على الإرهاب راجح، ومردخاي فعنونو راجح و....
تعكس ظاهرة "راجح" في إسرائيل تدهور إدارة/قيادة الدولة السياسيّة؛ التي ترفض سياسة التنافس الحضاريّ العقلانيّ الشريف، وتتمسّك بحالة الصراع السياسيّ المثيرة للمشاعر، لذا عليها أن تختلق المثيرات العاطفيّة للخوف دائما؛ كي تبقي الناس تعيش مرحلة الردّ العاطفيّ (الردّ العاطفيّ في السياسة الرسميّة مشروع إلى حدّ ما)؛ ولتمنعهم من الانتقال إلى مرحلة الردّ العقلانيّ/المنطقيّ. فنراها توجّه السلوك الجماعيّ نحو الخوف، لتوهم طرفًا واحدًا بانتصارها على العدوّ، ولتجيّش وتحشد و"تحمّي" طرفًا ثانيًا، ولتبتزّ طرفًا ثالثًا و... ولتظهر إسرائيل بصورة دولة مسكينة مثيرة للشفقة والإحسان وبريئة من كلّ ذنب، و"فرفور ذنبه مغفور"... فهي تكرّس الاحتلال دفاعًا، وتصادر الأرض حمايةً، وتعتقل وتضطهد وتقمع وتذلّ ذودًا عن الديمقراطيّة، وتقصف المواقع العسكريّة السوريّة لتدفع بالحلّ السياسيّ، وتعالج الجرحى مِن الإرهابيّين والوحوش الآدميّة الذين يحاربون في سوريّة لتحمي الدروز والمسيحيّن هناك!
لا يمكن تغيير الحالة النفسيّة المرضيّة للقيادة اليمينيّة الإسرائيليّة، لا يمكن للقيادة اليمينيّة أن ترفع من المستوى المعنويّ والروحيّ لمواطني دولة إسرائيل (من اليهود والعرب) مهما ملكت مِن حقول غاز، ومهما أظهرت قيادات "المعسكر الصهيونيّ" وبعض القيادات العربيّة من حسن سلوك وخضوع، لذلك يجب إسقاط هذه القيادة اليمينيّة، والعمل على إيجاد بديل لها في السلطة.
في الأونة الأخيرة، أخذنا نسمع أصواتًا ونقرأ أفكارًا يهوديّة عقلانيّة (لا بأس بعددها وتأثيرها) تنادي بالتسامح وتنبذ سياسة التهديد والتخويف، وتؤيّد العدل الاجتماعيّ والاقتصاديّ والسلام والديمقراطيّة. 
لذا، أرى من واجب قيادتَي "القائمة العربيّة المشتركة" و"ميرتس" أن تعملا معًا على تأطير قوى مجتمعيّة بديلة تنهض بالمجتمع المدنيّ من الحضيض السياسيّ الذي وصله ويعيشه اليوم، قوى إنسانيّة قادرة على تقبّل الآخر والتعايش معه بدون شروط مسبقة، قوى تقدّر أهميّة إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقّ تقرير المصير للشعب الفلسطينيّ، قوى قادرة أن تجعل الوضع السياسيّ مستقرّا وواضح المعالم تسوده الثقة ولغة التسامح والإصغاء والحوار والتعاون وبدون اختراع "راجح" المخيف.
* راضي كريني

جدلية أفول الأسلمة وبزوغ الوطنياتية في العراق

ماذا حققت الحركة الاحتجاجية السلمية حتى الآن؟ 

وما مساراتها القادمة المحتملة؟
ما يحدث في بغداد ووسط البلاد وجنوبها منذ منتصف شهر تموز 2015 وحتى اليوم من انضباط سلوكي وجمالية تعبيرية أبداها العراقيون في احتجاجاتهم السلمية ضد فساد السلطة

الاثنين، 7 سبتمبر 2015

◘ الحرس الحديدي، نازيون يحكمون مصر...


(1)
وفقاً لحكايات إعلام الدولة الرسمي فهو من مواليد حي "منيل الروضة" بالقاهرة عام 1922 وإنه بمجرد حصوله على شهادة الثقافة العامة باجتيازه للصف الرابع الإعدادي دفعه حبه للوطن إلى الالتحاق بالكلية الحربية, التي تخرج منها ليبدأ مشواره العسكري أثناء اشتعال الحرب العالمية الثانية (1939- 1944) بين معسكرين من الدول الكبرى, هما معسكر المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا واليابان ومعسكر الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة

◘ إبداعٌ في التحايُل


منذ بدأ الأزمة المالية في أقليم كردستان وإعلان خلو المصارف الحكومية من السيولة ، قبل أكثر من سنة ونصف .. ظهرتْ تجارة عجيبة وغريبة .. وهي تجارة ( الشيكات او الصكوك المصرفية ) . حيث ان الدوائر الحكومية ، قامتْ بتقديم شيكات بمبالِغ للمُقاولين والتجار ، مُقابِل الأعمال المُنفَذَة والسلَع المُجّهَزَة ، وأخبَرَتْهم بأنهُ لاتوجد سيولة نقدية في البنوك .. وعليهم الصبر والإنتظار ، بضعة أسابيع لحين حَل الأزمة .

لماذا يكرهون هذا الرجل؟


وقف رجلٌ ذاتَ نهار يحملُ في يده مصباحًا، لكي يُنير الطريقَ لمَن ضلّوا، وفي اليد الأخرى يحملُ مرآةً هائلة. راح يُوجّه صفحةَ المرآة العاكسة صوب وجوه الأدعياء المُضلّين الذين يخدعون الناسَ. كان يعرف أن المرآة سوف تعكس قبحَ أرواحهم، فإن شاهدوا دمامتَهم، انفجروا، أو اِرعووا عن غِيّهم. هذا الرجل موجودٌ في كل عصرٍ،

لبنان على موقد. .. الشرق الأوسط الجديد...إإإإ


لقد تأخر لبنان كثيرا عن الركب وها هو يلتحق أخيرا بسوريا والعراق وليبيا وتونس ومصر واليمن فبدونه لا يكتمل الحريق العربي. فماذا يريدون من دولة لا تعرف كيف تتعامل مع نفاياتها ، دولة لا تستطيع انتخاب رئيسها وهي منذ شهور بدون رئيس دولة مالم يوافق السعوديون والفرنسيون والأمريكيون على ترشيح ذلك الرئيس الذي يصغي جيدا ويلتزم بما يوجه له. الاحتجاجات التي انطلقت منذ أسابيع بنيات سليمة من أجل تحسين الخدمات البلدية والقضاء على الفساد ، تعمل قوى خارجية

الخميس، 3 سبتمبر 2015

◘ العريف بنيامين


* ليلة أمس الأثنين 31/8/2015 ، تعاركتْ عائلتان ، إثرَ خِلافٍ على أراضٍ ومصالح مالية ، في منطقة كويسنجق ، وسقطَ أربعة قتلى من الجانبَين وعددٍ من الجرحى . علماً ان العائلتَين أولاد عمومة وأخوال بعض . العائلة المُهاجمة أولاً ، قتلتْ إثنَين من الطرف الآخَر ، وجُرِح منها إثنَين ... عائلة القتيلَين ، نصبَتْ كميناً في الطريق العام ، لأنها توقعتْ بأن

العالم العربي نموذجاً: الدولة حين تأكل المجتمع

فرقٌ شاسع بين سلطة سياسية تعمل على توظيف آليات اشتغالها ومؤسساتها وموارد الدخل والثروة الوطنية لتمكين بنية الدولة وتأمين تطورها الارتقائي، وبين سلطة تفترس الدولة والمجتمع وتحوّلهما إلى أدوات لتمكين سطوتها القهرية. وتتموضع بين النمطين أشكال من الدول المتعددة. ففي نموذجنا العربي، تتموضع أجهزة الدولة ومؤسساتها في

قنديل امّ هاشم

«قنديل أمّ هاشم»، ليحيى حقي معْلمٌ بارز في الأدب العربي. قصّةٌ آسرة. من آيات سحرها أنها تُرْجمت إلى لغاتٍ مختلفة.
غرابتها أنها تتجدّد مع كلّ قراءة. كأنّها كُتِبت البارحة. 
القصّة العربية الحديثة تجاوزتها فنّياً، مع ذلك ما تزال تتجدّد بعنفوان. بالإضافة إلى ذلك ثمّة ثغرات بنائية، لا يمكن إساغتها في أية قصّة أخرى، إلاّ أنّها من عناصر قوّتها.
تبدأ القصّة أوّلا بزيارة القرية إلى المدينة. يظهر تباينهما على أشُدّه، بممارسة طقس ديني تؤدّيه القرية، وتتعالى عليه المدينة.
القرية تتمثّل بالشيخ رجب عبد الله يومَ كان صبيّاً. يزور مع رجال الأسرة، ونسائها مسجد السيدة زينب، و«يهوي على عتبته الرخاميّة بالقبلات»، مما يثير حفيظة رجال الدين، فيستعيذون «بالله من البدَع والشرك»، أما أغلبية الشعب فتبتسم لسذاجة هؤلاء القرويين».
بهذه المقدّمة التي تبدو عادية، صوّر يحيى حقي بفطنة، شرخاً حضاريّاً بين بيئتين بشريّتين، رغم أنهما يشتركان في بلدٍ جغرافي واحد. هل سيتوسّع هذا الشرخ؟ هل سيلتئم؟
بهذه الحيلة الفنّية أثارالمؤلّف فضول القارئ، وتحرّقّه.
نظراً لهذه النزعة الدينية، فإن الشيخ رجب عبد الله، حين هاجر إلى المدينة (القاهرة) طلباً للرزق، فإنّه اختار سَكَنَهُ بالقرب من المسجد. وحين نجح في متجره عزا ذلك إلى السيّدة زينب.
دخل إسماعيل المدارس الأميرية. ولأنّ تربيته دينية، وينحدر من أصلٍ قروي، فقد تفوّق على أقرانه أولاد «الأفندية» «المبتلين بالعجمة وعجز البيان». أمّا البيت فإنّه إنْ جلس للمذاكرة يرين فيه خشوع كامل. «حتى فاطمة النبويّة ـ بنت عمّه، اليتيمة أباً وأمّاً ـ تعلّمت كيف تكفّ عن ثرثرتها وتسكن أمامه في جلستها صامتة كأنها أمَةٌ وهو سيّدها. تعوّدت أن تسهر معه كأنّ الدرسَ درسُها، تتطلّع إليه بعيْنيْها المريضتيْن المحمرّتيْ الأجفان...».
بذر يحيى حقّي حتى هذا الحدّ بذرتيْن مهمّتين، وكأنّهما سقطتا من بين أصابعه عفواً. الأولى بذرة التباين والاختلاف بين القرية والمدينة، والثانية: فاطمة النبوية، وقد منحها المؤلف صفاتٍ تقرّبها إلى النفس. هي أوّلاً بنت عمّه. يتيمة الأب والأم. تسهر معه. عيناها محمرّتا الأجفان. ما الذي ستكون عليه هذه العلاقة البريئة الحميمة؟ وهل سيكون جفناها المريضتان إحدى حبكات القصّة؟
أكبر الظنّ انّ الكتّاب الموهوبين يجعلون الحوادث والأفكار كالبذور، تسقط من بين أصابعهم عفواً. ثمّ بعد سنوات تواجهها وقد أصبحت أشجاراً ملتفّة.
هكذا نشأ «إسماعيل في حراسة الله ثمّ أمّ هاشم (السيّدة زينب)».
كان إسماعيل يقطع المسافة المحدودة بين الحيّ والميدان بسرعة، ولكنّها تطول إذا سار إلى جانب النهر أو إذا وقف على الجسر. وبعد انفضاض الغرباء والزوار لا يُسمع في هذه الحارّة، سوى «تنفّس خفيّ عميق، يجوب الميدان، لعلّه سيدي العتريس: بوّاب الستّ زينب».
حينما تلتفت إلى مصدر ذلك الشهيق والزفيرومصدره سيدي العتريس، ترى قبّة. هي: «لألاء من نور يطوف بها. يضعف ويقوى كومضات مصباح يلاعبه الهواء. هذا هو قنديل أمّ هاشم المعلّق فوق المقام».
بعد كلّ تلك الآحتفالية النهارية، والأجواء القدسيّة التي ترين على الحيّ والبيت، يظهر قنديل أمّ هاشم وكأنّه روح حانية مشعّة، بعد أن يخلو الحيّ من الغرباء والزوّار. لا يخلو تماماً، إذ سرعان ما يمتلئ ببشر جعلتهم الفاقة أشباحاً صفراً.
من هذا الجوّ المشبع بالذبول والإنهاك والصمت تصعد أصوات الباعة. وعلى الرغم مما في هذه الحومة من روح قدسية، إلاّ أنها لا تخلو من «أن يكون الكيل مدلّساً والميزان مغشوشاً. كلّه بالبركة». ثُمّ بعد ذلك يشتدّ نداء الشحّاذين. «شابّة تنبت فجأة وسط الحارة عاريةً أو شبه عارية: ـ يا للي تكسي الولية يا مسلم، ربّنا ما يفضح لك ولية». «وهذا بائع الدقّة الأعمى الذي لا يبيعك إلاّ إذا بدأته بالسلام وأقرأك وراءه الصيغة الشرعية للبيع والشراء». ثمّ تأتي بعد ذلك أصوات السكارى وهم يتعرّضون للمارّة بتعليقات لا تخلو من ظرف.
تعوّد إسماعيل على هذه المشاهد فلم تعُدْ تثير آهتمامه.
في المرحلة الثانية، نتعرّف على اسماعيل مراهقاً، بعد أن تعرّفنا على أهمّ الترسّبات الدينية والثقافية في خلفيته الأولى. يمكن القول إنّ المرحلة الأولى تمثّل الإعداد الذهني والنفسي كمنهج لحياته في المستقبل. أمّا المرحلة الثانية فتمثّل الجسد في أعلى درجات غليانه، لا سيّما إذا كان تفجّره الطبيعي محرّماً. يقول راوية القصّة: «هو فريسة ممزّقة

الاثنين، 31 أغسطس 2015

◘ في موضع النّديّة مع الغرب

تُعدّ فكرة النّظر في جاذبيّة الفنون الإفريقيّة، إذا ما قبلنا بالاصطلاح في حيّز المعالجة الثّقافيّة أو السوسيوثقافيّة والجماليّة الحديثة والمعاصرة، فكرة إيجابيّة قادرة على رفع النّظرة الانبهاريّة ذات الأصول الاستشراقيّة أو الوله بالغرائبي والعجائبي، الّذي مضى فيه العالم الغربي في تعامله مع المنتجات

سقوط نظرية الامن القومي


حكام العالم يستغلون شعوبهم بحجة حماية الامن القومي للبلاد ، هذه النظرية سقطت بجدارة بعد ظهور شبكة الانترنت التى أوصلت البشر كلهم على وجه البسيطة ، والاقمار الصناعية التى تدور حول الارض على مدار الساعة دون توقف ، العالم ليس فى حاجة الى جواسيس فى الوقت الراهن ، اجهزة المخابرات كفيلة بمعرفة اى معلومات عن اى بلد فى اى لحظة بدون الاستعانة بالعامل البشري .

الخوف من نقد المقدسات الدينية


في محراب الكلمة والمعرفة والفلسفة والعلم، تكون التاريخ الانساني ليحمل الحضارات والفكر والمعرفة الي البشرية جمعاء دون تفرقة أو تمييز في الدين والجنس والعرق. فمنذ آلاف السنين خلقت الأديان وتكونت المشاريع النهضوية للشعوب والدول، منها ما نجح في التقدم، ومنها ما فشل واندثر، وبعضها مازال يصارع لتكوين هوية ومشروع حضاري ينطلق بها الي المستقبل.

الأحد، 30 أغسطس 2015

◘ في"المتلاعبون بالعقول"، هربرت شيلر و نقد صناعة استطلاع الرأي

يعتبر كتاب "المتلاعبون بالعقول" لمؤلفه هربرت شيلر و الصادر سنة 1974 ( الإصدار الأول للترجمة العربية في 1986، و نشرها عبد السلام رضوان في سلسلة عالم المعرفة) من النصوص الأساسية التي لا غنى عنها في تتبع سيرورة نقد وسائط الاتصال الجماهيرية. و يرجع له الفضل في إثارة انتباه الباحثين و المهتمين بالإعلام إلى أنواع التضليل و الاستمالة و توجيه العقول و صناعة الرأي العام و تعزيز الوضع

الخميس، 27 أغسطس 2015

«صمت مقلق» لأندريه برنك: جذور التمييز العنصري

تتنهّد السيدة العجوز وتقول: «هنيئاً للشعوب التي لا يتحدث عنها أحد في نشرات الأخبار». وفي أيامنا هذه، ثمة شعب لم تعد الأخبار السياسية تقترب منه كثيراً، لكنه كان طوال النصف الثاني من القرن العشرين، مدار كل الأحاديث وصانع الأخبار، سلباً وإيجاباً، هذا الشعب هو شعب جنوب أفريقيا، الدولة التي نقلتها حكمة رجل أسود، وتواطؤ رجل أبيض، من عالم يضجّ بالخلافات والصراعات، الى بلد يحاول على رغم

الأحد، 23 أغسطس 2015

◘ أضعف الإيمان في ذكرى غياب سميح القاسم

يعيش الفلسطينيون هذه الأيام على هامش الأخبار. وكرس هذا التهميش، طغيان الخلافات الفلسطينية و صراع «الأبوات». ومن يقرأ بعض روايات الأدباء الفلسطينيين، يدرك ان «المناضلين» انشغلوا بالتنافس على مناصب الدولة ومكاسبها قبل ولادتها. وإذا استمرت حال السياسيين الفلسطينيين فسوف تتحول القضية الفلسطينية الى حكاية يطويها النسيان.

عن الصهيونية والله

«انا اسكن هنا وأنت تسكن في رعوت فقط بفعل الوعد الالهي بأن هذه الأرض أعطيت للشعب الاسرائيلي فقط». لخص المحادثة بيننا هذا الاسبوع مستوطن في هار حرشة (بؤرة استيطانية بجانب طلمون). كان هذا ادعاء متوقعا في جدال حول قانونية البؤرة، وطرح في ظل غياب اعتبارات اخرى مقنعة. الجانب الحقائقي والقانوني ليس الساحة البيتية للمستوطن القومي المتطرف المسيحاني وفرص الحسم فيه ضعيفة.

الأحد، 16 أغسطس 2015

في أننا نعيش عصر الإنحطاط

من مقدمة إبن خلدون هذا النص: «في أن الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الخراب، والسبب في ذلك، والله أعلم، ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرُها عليها وصارت بالإستعباد آلة لسواها وعالة عليهم فيقصر الأمل ويضعف التناسل. والإعتمار إنما هو عن جِدّ ِالأمل وما يحدث عنه من النشاط في القوى الحيوانية. فإذا ذهب الأمل بالتكاسل وذهب ما يدعو إليه من الأحوال وكانت العصبية ذاهبة بالغَلْبِ

الأحد، 9 أغسطس 2015

◘ حبر وملح (الطبقة الرثَّة)

بلغ الاهتراء اللبناني مداه، لم يعرف اللبنانيون هذا المقدار من البؤس حتى في أسوأ سنوات الحرب بفصولها المتعددة المتعاقبة، يومها كان ثمة أمل معقود على رجاءِ خلاصٍ موعود بانتهاءِ الحرب مهما طالت، وقيام الدولة من تحت ركام المعارك، وعودة الحياة إلى سياق طبيعي محكوم بالقانون وبمبدأ الثواب والعقاب. لكن الحرب انتهت، أو شُبِّه لنا أنها فعلت، وبقي لبنان معلقاً على خشبة انتظار إقليمية دولية لم تأذن بعد بإنزاله عن

«عراق الألف صدام» بين اعترافات أوباما والعبادي

في اعترافات تاريخية، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما امس «أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتحل بالحكمة فى حربها على العراق في العام 2003، وإن ظهور تنظيم القاعدة فى العراق وتعزيز قوة إيران وبرنامجها النووى ليس سوى نتيجة لتلك الحرب التى انفقنا عليها أكثر من 3 تريليون دولار.. هذا هو واقع التاريخ». 

الخميس، 6 أغسطس 2015

الشرف


[ الشرف – ياولدي – ليس في الجسد فقط ، كما يظن بعض الناس ...
الشرف في الكلمات ، والوعد ، والعمل ، والحب ...
لا تكن شريفاً في أمرٍ ما ، وأقل شرفاً في أمرٍ آخر...
كن شريفاً في كل أمور حياتك ! ] .

الأحد، 2 أغسطس 2015

لماذا التعنّت الأوروبي في الأزمة اليونانيَّة؟

عندما نجح في كانون الثاني (يناير) الماضي، للمرة الأولى في التاريخ الأوروبي الحديث، حزب يساري راديكالي في الانتخابات اليونانية بزعامة شاب ماركسي متحمّس، لم تتلقَّ أوروبا ذلك النجاح بارتياح. ولا يعود ذلك فقط إلى تصريحات تسيبراس النارية، التي وعد اليونانيين فيها حينها بالتخلّي عن إجراءات التقشّف

حرامي العالم

هل تأخرت الولايات المتحدة الأميركية في تقديم عمل فني يمجد دورها في محاربة «داعش»؟ أم أن الأعمال المقترحة – إن وجدت - ما زالت قيد الدراسة؟ أم أن تقديم أعمال كهذه الآن ليس في مصلحتها الأمنية أو القومية أو الهوليوودية؟ أم ربما لا تجد أكبر صناعة سينما في العالم في الواقع الداعشي ما يمكن هزيمته بخيال هوليوودي بعدما

إيران تخطىء لكن العدو هو إسرائيل

أتكلم عن نفسي فقط وأقول إنني كمواطن عربي أرفض إطلاقاً القول أن إيران عدو لنا كإسرائيل، أو أنها العدو قبل إسرائيل. العدو هو إسرائيل وإيران ترتكب الخطأ بعد الخطأ إلا أنها لا تحتل بلداً عربياً بكامله ولا تقتل أهله بالجملة، أكثر من ألفين الصيف الماضي بينهم مئات الأطفال، وبالمفرق، فقبل أيام قتل الإسرائيليون فلاح أبو ماريا، وهو والد 11 طفلاً، بعد أن جرح جنود الاحتلال أحد أبنائه فرماهم بإناء صغير للزرع. وقبله قتِل شاب

رحّالة الصيف: الفيلسوف المترحِّل

كان الدكتور عبد الرحمن بدوي أحد أشهر أساتذة الفلسفة في القرن الماضي. درَّس المادة في بلدان كثيرة: مصر ولبنان وإيران وليبيا، وحاضر في بلدان أخرى. وهاجم كل بلد عمل فيه. واتهم زملاءه في كل مكان بالتآمر عليه. وقال إن رئيس الجامعة اللبنانية، الدكتور فؤاد إفرام البستاني، كان يسافر إلى باريس خصيصًا للدس عليه وعلى أدائه في الجامعة الفرنسية للآداب في بيروت.

الأحد، 26 يوليو 2015

◘ حبر وملح (عنفُ اللغة أيضاً)

ثمة عنفٌ غير مسبوق تعيشه أوطاننا المنكوبة بالويلات والمحن، وثمة توحّش لا نعرف ما إذا كان قد بلغ مداه الأقصى أم لا يزال هناك مزيد من المفاجآت المرعبة، فالأعين والأبصار والنفوس بدأت تعتاد على مرأى الجثث المحروقة والرؤوس المقطوعة والأشلاء المتناثرة، كأنها مشهد طبيعي من مشاهد يومياتنا المعطوبة. ولئن كانت بعض وسائل الإعلام، وهي نادرة جداً، تحفظ حرمة الموت وكرامة الموتى بامتناعها عن

علماء روس لإيران و«روسيات» للعرب

أي مراقب لوسائط التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي يمكنه أن يلحظ ببساطة وصلات «السخرية المرة»عند المواطن العربي الذي أصيب بحالة «فصام» تتراوح به ما بين الخوف من سياسات إيران «الطائفية» بعد وقبل اتفاقها النووي وما بين اعترافه بأن المؤسسة الإيرانية بصرف النظر عن كل ما تفعله بالشعوب العربية وتثيره من هواجس حققت «إنجازا» للشعب الايراني دفعه للرقص في الشوارع.

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

◘ أدب غوانتانامو و «داعش»

في الكتاب الجماعي «كتّاب في السجن»، الذي أشرف عليه نادي الكتّاب العالميين (بان كلوب)، لا يمثل سوى روائي أميركي واحد هو داشيال هاميت، أحد رواد الرواية البوليسية العالمية. وهو لم يسجن سوى بضعة أسابيع خلال الحملة «الماكارثية» الشهيرة في مطلع الخمسينات

الانهيار الفادح للوطنية العراقية

في مشهد غريب، يعكس حجم الغرائب التي يشهدهاعراق ما بعد الغزو والاحتلال، وقف رئيس الحكومة العراقية السابق ونائب رئيس الجمهوري الحالي، نوري المالكي، محاضراً حول تاريخ الإسلام المبكر، حول صحابة رسول الله، وكتاب الله المنزل على نبيه ورسوله. عرف المالكي

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

سميراميدي» لروسيني: كيد النساء في بلاد الرافدين

إسمها لدى البعض سميراميس، لكنها لدى البعض الآخر سميراميدي، بل ثمة من سمّاها أيضا سميراما... لكنها في الأحوال كلها هي نفسها، ملكة بابل التي عاشت أحلى أيامها بين الجنائن المعلقة، لتشتهر لاحقاً بأنها صاحبة الحكايات التاريخية/ الأسطورية الشهيرة. لقد كانت تلك المرأة التي فتنت الفنانين والمبدعين فاستلهموا شخصيتها واستعادوا حكاياتها، حقيقية أو مخترعة أو حتى مستعارة من حكايات سيدات أخريات.

هل الطائفية حقاً قدر العراق؟

كثيرون درسوا الطائفية وتأثيراتها السلبية على بناء الدولة، وقد شغل هذا الموضوع باحثين ومفكرين كثيرين في العراق ولبنان الدولتين اللتين ابتليتا بهذه المشكلة المتأصلة في مجتمعاتنا على رغم أنها تستفحل عبر تغذية قوى خارجية لها لأسباب تتعلق بمصالحها وعلاقاتها الدولية. آخر تلك الدراسات كانت الدراسة القيمة للدكتور خليل فضل عثمان التي نشرت مؤخراً في كتاب صدر في اللغة الإنكليزية عن دار راوتليج البريطانية.

«الطريق إلى القدس»!؟

لم يكن الأمين العامّ لـ «حزب الله» موفّقاً حين تحدّث قبل أيّام عن «الطريق إلى القدس». فهذا التعبير عرف طورين لا يسمح أيّ منهما باسترجاعه في موضع الجدّ، ناهيك عن التأثير والاستقطاب.
أمّا الطور الأوّل، وهو مأسويّ، فموضوعه الخوف الذي أشاعه القائد الفتحاويّ صلاح

الأربعاء، 8 يوليو 2015

«الوجود والزمان» لمارتن هايدغر: بعيداً من صخب السجالات

حين توفي الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر عام 1976، لم يكن يخطر في بال أحد - أو على الأقل في بال جمهور قرائه الذي لم يكن كبيراً بالطبع خارج دوائر الاهتمامات الفلسفية، أن رئاسته للجامعة الألمانية (جامعة فرايبورغ) عام 1933 ستستخدم سلاحاً ضده من قبل كثر من أعدائه في يوم من الأيام، ولا سيما اعتباراً من أواخر سنوات

الأحد، 5 يوليو 2015

◘ حبر وملح (صُنَّاع البيان)

كلما غاب شاعر نقص منسوب الجمال في العالم، هذا ما يردده الأدباء والنقاد رثاءً لراحل هنا ومغادر هناك، لكن السؤال المعلّق دائماً هو كيفية المحافظة على شعر الشعراء بعد غيابهم، وما السبل المثلى لِصَوْنِ إرثهم الإبداعي من النسيان والضياع، وهل يكفي البكاء على أطلال شاعر لِنفِيه بعض ما يستحق، ومتى (أقلّه) نقتدي بسوانا من أمم تحرص على مبدعيها في الحياة والممات.

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية

على رغم خطابهم الباذخ في عواطفه القومية إلا أن القوميين العرب تميزوا بشيء لافت، وهو أن لديهم مشكلة مزمنة مع الجزيرة العربية وتاريخها وأهلها. يجهلون تاريخ الجزيرة العربية، بحيث أن معرفة من يعنى منهم بهذا التاريخ تتوقف عند الصدر الأول للإسلام. وعلى رغم ذلك، بل نتيجة له، فإن رؤيتهم للجزيرة العربية وأهلها وتاريخها أنها لم ولن تعرف إلا البداوة والتخلف، بغض النظر عن مرور الزمن، وتغيّر الأجيال وحقب التاريخ. لا مكان للتاريخ في هذه الرؤية. كان أهل هذه الجزيرة، بحسب القوميين، ولا يزالون أسرى حال بداوة منذ ما قبل الإسلام، وحتى يوم الناس هذا. والأغرب في أمر القوميين أن رؤيتهم هذه ليست رؤية بحثية، أو فرضية علمية، وإنما هي موقف إثنولوجي عنصري نهائي، غير قابل للتغيير، يستخدمونه عادة في هجاء أهل الجزيرة متى ما برز معهم خلاف، أو فرض الموقف اللجوء إليه. رأينا في مقالة الأسبوع الماضي كيف وصف الكاتب المصري فهمي هويدي أهل الخليج، وتحديداً السعودية بـ «الأقزام» الذين «يتطاولون في البناء»، كناية عن صفتهم البدوية. الغريب أن هويدي يعتبر أن تطاول هؤلاء في البنيان من أسباب تراجع مصر. وهذا ليس صحيحاً. الأستاذ هويدي

الثلاثاء، 30 يونيو 2015

◘ «مراثي» محمود درويش

تستحق مراثي محمود درويش التي عكف على كتابتها، نثراً وشعراً، طوال أعوام، أن تُجمع في كتاب يتيح قراءتها متواليةً وفق تواترها الزمني. هذه المراثي التي تبعثرت هنا وهناك، في الدواوين والكتب وظل بعضها وقفاً على مجلات وصحف، تؤلف مجتمعة كتاباً لم يخطر في بال صاحبها أن يصدره يوماً. وقد تكون نصوص هذا الكتاب من أجمل النصوص التي كتبها الشاعر في لحظات تامة العفوية، يشوبها الحزن والألم والسخرية

لتعلن بغداد استقلال كردستان

كأن سياسيي العراق، أو ساسة الكتل الأكثر نفوذاً فيه، يعيشون في كوكب آخر: خطب وتصريحات تتحدّث عن الوحدة الوطنية وتحذيرات لمن يريد المسّ بوحدة العراق، واقتطاف رأي نُشر في هذه الصحيفة الأميركية أو تلك لإقناع جمهور انحطّ وعيه بأن تقسيم العراق موقف حكومي أميركي يكشف عن مؤامرة. هي الآلية البعثية نفسها التي

الأربعاء، 24 يونيو 2015

◘ الغرب: نظام واحد بوجوه متعددة


الغرب عوالم ثلاثة: سياسي وانساني وبشري. والمقصود بالصنف الثالث المواطنون عامة المشغولون بحياتهم اليومية ولا يهمهم ما يجري في العالم الآخر، وكل ما يشغل بالهم تفصيلات الحياة اليومية من ضرائب وتكاليف معيشة وانباء الفنانين والفضائح المجتمعية. وبرغم الصورة التي ترتسم لدى الزائر لبعض العواصم الغربية في العقود الماضية حين يرى سائق التاكسي او السيارة عاكفا على تصفح الجريدة عند اشارات المرور، فانها لا تعني عمقا ثقافيا لدى هؤلاء،

«أهل الصحافة» لغوستاف فريتاغ: الفساد والجنرال المتقاعد

لسبب قد لا يكون من السهل إدراكه اليوم، بالنسبة إلى من يقرأ مسرحية «أهل الصحافة» للكاتب الألماني غوستاف فريتاغ، أو يشاهدها على خشبة المسرح، اعتُبرت هذه المسرحية أفضل عمل كُتب للخشبة في ألمانيا طوال القرن التاسع عشر، فيما نظر إليها البعض على أنها واحدة من أفضل المسرحيات الأوروبية في ذلك الحين. لكن اليوم إذ نقرأ هذه المسرحية أو نشاهدها، ستبدو لنا أقرب إلى العادية ويبدو موضوعها مألوفاً من النوع الذي تكرر في أعمال كثيرة. بل إن الأخلاقية التي تهيمن عليها، يمكن أن نعثر

الأحد، 21 يونيو 2015

◘ مثقفون أميركيون يناقشون مفهوم البطولة

في الشهر الماضي، عقدت مؤسسة «أبطال كارنغي» مهرجانها السنوي لتقديم جوائز لناس غامروا، وواجهوا الموت، لإنقاذ آخرين. هذه واحدة من مؤسسات الملياردير اندرو كارنغي الذي أسس (قبل مائة عام تقريبا) مؤسسات خيرية، منها: جامعة كارنغي (ولاية بنسلفانيا)، ومركز كارنغي (واشنطن العاصمة)، وقاعة كارنغي للموسيقى (نيويورك).

الأربعاء، 17 يونيو 2015

◘ فطرية الفعل والحراك الثقافيين

إن مهمة الفعل الثقافي تتمثل في عملية صناعة الحراك الديوجينسي ـ نسبة إلى الفيلسوف ديوجينس ـ والزوربوي ـ نسبة إلى بطل رواية نيكوس كزانتزاكي التي تحمل الاسم نفسه ـ الغاضبين، والقدر نفسه من (تشاؤميتهما) الهادمة والفاعلة، وليس وفق تسلطية الأكاديميات الخاملة والكابحة، بسبب روح (النظام/الاقتصادي) الذي أسست على مفهومه وأودع فيها… أو في روعها، إن توخينا الدقة.

أمريكا تخطط للعودة العسكرية للعراق

ثمة سؤال يتكرر طرحه بين الحين والآخر: ما هي الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط؟ هذا التكرار يفترض ان هذه الاستراتيجية تتغير بتغير الظروف والمستجدات. ولذلك من الضروري التمييز بين الاستراتيجية الامريكية التي تتسم بالثبات»، والتكتيكات والتحالفات التي تتغير مع الظروف. 

الأحد، 14 يونيو 2015

◘ الصورة الذهنية عن الوزارات والمسؤولين

الصورة الذهنية أو ما يسمى Stereotype، هي صورة تتطبع عادة عن الشخص أو المكان أو أي شيء آخر نتيجة موقف شخصي، أو بسبب تناقل الناس للأخبار والقصص والحوادث عن شخص معين أو مكان معين أو حدث معين، وسرعان ما تتداعى هذه الصورة المختزلة في العقل الباطن للإنسان مباشرة عند ذكر هذا الشخص أو المكان أو الحدث المعين.

حبر وملح (يُلقي عصاه)

(إلى طلال حيدر لمناسبة تكريمه)
الكتابة عنه مربكة وشائكة، شاعرٌ متعدد الوجوه والأبعاد، نستطيع القول أنه شاعرٌ كثير الأبواب، يمكننا دخول عالمه من عتبات كثيرة: بعلبك بسحرها وموروثها وذاكرة أهلها وناسها، السهل الممتنع على غزاة وطغاة في البقاع اللبناني المسلس عشقه لشاعر مجنون، بوادي الشام وحمص وحماة برحابتها وإرث بداوتها المزركش بحكايات الحُبّ

أقلّ من مواطنين في كيانات هي أقلّ من دول!

يُكثر قادة إسرائيليون ومن بينهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو من الحديث عن ثقتهم بانفراج قريب وبوجود احتمال جدي لتفاهمات إقليمية. حتى صقور حزبه الليكود أدلوا بدلوهم في هذا الاتجاه. كذلك منظرون أمنيون يلمحون إلى حلحلة إقليمية ممكنة.
يُمكن أن نعزو الأمر إلى ضائقة إسرائيل بسبب من تزايد حمى المقاطعة ونزعة أوروبية

الثقافة العميقة لا الدولة العميقة

قياساً على مفهوم الدولة العميقة الذي راج في بداية «الربيع العربي» يمكن أن نطلق على هذه البداية أيضاً اسم «الثقافة العميقة». الدولة العميقة تعني البيروقراطية المتجذرة التي لا يتغير فيها الموظفون مع تغيير الحكومات، ويشكلون عبئاً على أي حركة لتجديد الأجهزة والمؤسسات الرسمية، خصوصاً عندما يرتبط القائمون عليها بالفساد والترهل وعدم الإنتاجية، فأي تغيير يطاول مصالحهم المرتبطة بشبكة معقدة بدءاً من أعلى الهرم إلى قاعدته العريضة، وهم في العادة محميون من الطبقة السياسية.

المصير الصعب لدروز سورية

الدروز في سورية اليوم، مثلهم مثل باقي الطوائف، منقسمون بين موالاة النظام خوفاً من بطشه، وموالاة المعارضة تحسباً للمستقبل وما يحمله من احتمال انهيار حكم بشار الاسد وسيطرة الاكثرية السنّية في سورية على الحكم.
يشذ عن هذا التعميم وضع الطائفة العلوية. هذه الطائفة التي تحمي النظام وتحتمي به في

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

◘ روائيات إيرانيات ... في المواجهة

رصدت صحيفة نيويورك تايمز قبل بضعة أعوام في تقرير لها من طهران صعود ظاهرة الكتابة النسائية وطغيانها على مشهد النشر في إيران، وأحصت نحو 370 كاتبة برزن في العقد الماضي، وكدن يزاحمن الكتّاب لا سيما في حقل الرواية. وبدا تزايدهن لافتاً جداً، فعددهن ازداد ثلاثة عشر ضعفاً خلال هذا العقد. في كتابها الصادر بالفرنسية عن دار لارماتان في باريس وعنوانه «الكلمات والتحديات» تتناول الناقدة الإيرانية

الاثنين، 8 يونيو 2015

مشاريع استئصال الإسلاميين

في تسعينيات القرن الماضي، ساد بين أنظمة العالم العربي تيار ديدنه الإصرار على استئصال الحركات الإسلامية، وليس الاكتفاء فقط بقمعها وملاحقتها. ويعود هـذا إلى شعور هذه الأنظمة الاستبدادية بأن الإسلاميين يشـكـلـون المعارضة الأكثر فعالية لسلطانها بعد أن دجـنـت أو قـضـت على بقـيـة المعـارضين. ودعـمـت قوى معارضة شكلياً، مثل قوى أقصى اليسار في تونس ومصـر، هذه السـياسة، بل ضـغطت لتبنيها. وقد بلغ الاجتهاد في تطبيق هذه السياسات الغاية في عديد هذه البلدان، حتى بلغ حد القتل

الأحد، 31 مايو 2015

◘ المسلسلات المدبلجة وسياسة الاغتراب!

يمكن مقاربة موضوع المسلسلات المدبلجة، المُشَكِّلِ، منذ مدة، موضوعا للنقاش العمومي في المغرب، انطلاقا من ثلاثة مداخل متضافرة، وهي اعتماد العامية لغة للدبلجة، وثانيا خلفية انتقاء المسلسلات الأجنبية، وثالثا علاقة الصورة بالصوت:

1ـ يصعب الآن انتقاد أنصار استعمال الدارجة، وذلك لاعتبارين أساسين يتمثل الأول في كون التخطيط لهذه اللحظة قد تم منذ فجر الاستقلال، حيث اتخذ قرار نقل

غـــربــة

الغربة هي حين لا تجد شخصا تعانقه حين تكون وحيدا… يبدو لي هذا التعريف كافيا لنعرف مدى اغترابنا ونحن بين أهلنا وأقاربنا ومعارفنا.
الغربة ليست أن تسافر من بلد إلى بلد، وتجد في هذا الأخير الحضن الدافئ الذي لم تجده في وطنك. فقد تكون سوداني الهوية ولكن بلدك الحقيقي كندا، قد تكون مغربيا وبلدك الحقيقي أمريكا، قد تكون عراقيا وبلدك الحقيقي السويد…لا خيانة حين نجد الوطن غير الذي لفظنا، مثلما تلفظ الأرحام أطفالا تحتويهم الشوارع والسجون.

عن الفرس والصفويين والمجوس ومصائب أخرى

1) منذ عقود، والخطاب السياسي العربي يشهد انحطاطاً متزايداً على وقع الدعاية الشعبوية لأنظمة وجماعات سياسية بدأت برفع شعارات التحرر وكرامة الشعوب والنهضة، قبل أن تنتكس أسفل سافلين. فقد دفعت الانهيارات المتلاحقة، والذعر الذي ضرب الأنظمة البعض إلى تبني خطاب غلبت عليه الشوفينية، إن لم نقل العنصرية، وساده التنابز بالألقاب، والترامي بالكبائر من خيانة وعمالة، وما إليها.

السبت، 30 مايو 2015

◘ محلة اليهود بين الموصل وذاكرتي

كنت يومها طفلة ذات أربعة أعوام يوم زرت محلة اليهود في الموصل حيث كانت تسكن عمتي وكان أول مكان نزوره بعد وصولنا من المغرب الشقيق مروراً بباريس.
كان الزقاق ضيق ويتوسطه مجرى لمياه تسكبها البيوت فتنبعث رائحة لا تنسى ابدا ، وللبيوت أبواب خشبية اندرس نصفها تحت الارض ،مزينة بمسامير صفراء براقة , ولكل باب مقبض نحاسي باشكال عديدة منها رأس أسد او كف انسان يكفي دقه

اهتزاز قلعة «الفيفا»

زلزال «الفيفا» ليس حدثاً يقع في كل حين، إنه أشبه ببركان لا تشرئب الأعناق والجهود لإطفائه والابتعاد عن لهيبه ما أمكن، بل لمعرفة المزيد عن خلفياته وأسراره، كونه ضرب القلعة الحصينة لنادي كبار المتنفذين في عالم المنافسات الرياضية، بعد أن أصبح الاتحاد الدولي لكرة القدم قوة تتحكم بشرايين اللعبة الساحرة التي وحدت شعوب الكون، أغنياء وفقراء، دولاً متقدمة وصاعدة وأخرى لم تغادر براثن التخلف.

الخميس، 28 مايو 2015

◘ ماردين... متحف في الهواء الطلق!

لا يرد اسم مدينة ماردين الصغيرة، الواقعة جنوب شرقي تركيا، في نشرات الأخبار، إلا وتحظى المدينة العتيقة بسمعة تتناسب مع مكانتها التاريخية التي تجلت في الفيلم التسجيلي الذي حمل اسمها، وأخرجه الصحافي والشاعر السوري عبدالله الحامدي، وعرضته أخيراً «الجزيرة الوثائقية».
ماردين، الغافية على تلة، تتلألأ أضواؤها كـ «عقد ألماس»، من مدينة عامودا السورية الحدودية، تعد مثالاً نموذجياً لتعايش الأعراق والقوميات والأديان والثقافات، فهي تكاد تكون «تركيا مصغرة»، بل هي مثال للتنوع الذي تحفل به منطقة «ميزوبوتاميا» أو بلاد ما بين النهرين، حيث يعيش المسلمون والمسيحيون، الأكراد والعرب، الأرمن والسريان، اليزيديون والكلدان وسواها من الأديان والقوميات التي امتزجت عبر التاريخ بروح هذه المدينة، فشكلت تراكماً ثقافياً هائلاً يمنح ماردين خصوصية فريدة.

الاقتصاد العربي وتحديات الأمن

لم يعد غياب الأمن السياسي وانتشار مظاهر العنف والإرهاب في الكثير من البلدان العربية، هاجساً سياسياً فقط بل بات تحدياً اقتصادياً. فكيف يمكن للإدارات السياسية أن تخطط وتنفذ برامج التنمية والمشاريع الحيوية، عندما يكون الهم الأساس الذي تواجهه هو غياب الاستقرار وتنامي مظاهر التطرف وتوسّع دائرة الإرهاب؟

استحضار كربلاء لن يجدي

تصرّ إيران على العيش في الماضي على رغم نشاطها النووي الدؤوب. والماضي هنا سياسي وديني، يعتاش عليه نظامها ويحاول جاهداً تعميمه على الجوار العربي خصوصاً، فيتعمد الدفع في اتجاه تجييش طائفي يفيده في تبرير استمراره، بعدما أخفق بفداحة في الاقتصاد، وأخلّ بوعوده في جعل الإيرانيين يعيشون حياة أفضل، وأوقعهم في عزلة شبه تامة، على رغم مرور 36 عاماً على استيلاء آيات الله على الحكم.

الثلاثاء، 26 مايو 2015

◘ «تذكر أن تتذكر» لهنري ميلر: ها هي المواهب مرمية في الطريق!

«نحن نتمسّك بالذاكرة من أجل الحفاظ على هوية، آه لو كان في إمكاننا أن ندرك، أننا لا نستطيع أصلاً فقدانها أبداً. وحين نكتشف هذه الحقيقة، التي هي فعل الذاكرة نفسه، نجدنا وقد نسينا كل شيء آخر». هذه العبارات يوردها الكاتب الأميركي هنري ميلر، في مطلع مقال له طويل عنوانه «ذكرى ذكريات». وهذا المقال هو الذي أعار اسمه إلى واحدة من

على بعد ساعة من بغداد والغوطة

احتلت «داعش»، على طريقتها، مدينة الرمادي وبهاء تدمر. وفي شرح ذلك، بلغتها، أنها أصبحت على بعد ساعة من بغداد، وأخرى من الغوطة. ومن الآن إلى أن «يدرس» باراك أوباما استراتيجيّته الجديدة، فإن خريطة المنطقة قد تغيرت ولم تعد فقط قيد التغيير. وكردستان التي كانت تُتهم بالإعداد للانفصال، أصبحت مأوى لمئات الآلاف من

السبت، 23 مايو 2015

◘ من الرمادي إلى تدمر: حصاد الرعاية الأمريكية لأنظمة الاستبداد

«قسماً قسماً لنهدمن الساتر ولنردمن الخندق ولنزيلن الأسلاك ولتمسحن الحدود من الخارطة ولتزالن من القلوب»، قال التعليق على الصورة التي وزعتها «داعش»، في مثل هذه الأيام قبل سنة، وفيها يظهر بلدوزر يقوده «أسود الدولة»، يقتحم الحدود العراقية ـ السورية، ويعلن تقويض سايكس ـ بيكو؛ والقول، بالطبع، منسوب إلى «أبو محمد العدناني حفظه الله». 

«نكتة» الإجماع الغربي حول حرية ازدراء الأديان

أفضى الهجوم المسلح على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وما أعقبه من مظاهرات عارمة أوائل هذا العام، إلى تجديد حالة إجماعية لدى مختلف المجتمعات الغربية حول قدسية حرية التعبير وإطلاقيتها في جميع الأحوال، وحول سرمدية الحق الإنساني في «حرية التجديف» العابرة للمجتمعات والثقافات والأديان. حالة إجماعية الجوهر، تضامنية المظهر، اسمها «أنا شارلي» أو «كلنا شارلي». حالة إجماعية إسمنتية مسلحة مؤداها أن حق الاستهزاء والاستفزاز يعلو ولا يعلى عليه، وأن كل شيء في سبيل «النكتة» يهون. 

الأربعاء، 20 مايو 2015

◘ الهوية المتأزمة

أزعم أن الميل العميق للتمثل بالتاريخ، لا سيما عند مسلمي الشرق الأوسط، يمثل انعكاسا لهوية متأزمة. تقديس رجالات التاريخ واعتبار مجرياته معيارا يقاس عليه الحاضر، يؤدي بالضرورة إلى إنكار الحاضر واعتباره نكسة. رغم أن التحليل الواقعي يؤكد عكس هذا تماما. صحيح أن المسلمين لم يعودوا سادة العالم، لكن انتشار الإسلام اليوم، وما يملكه أتباعه من علم وثروة وقوة يفوق كثيرا ما كان لديهم في ذروة مجدهم الغابر. اعتبار الماضي نموذجا، يصدق في شيء واحد فقط، هو تفوقنا السابق على غيرنا.

آليات التفكير عند النظم الثورية

كل يوم يتأكد لديّ أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون مزودا بكل ما يلزمه من قوانين. وعلى مدى آلاف السنين انشغل الإنسان باكتشاف هذه القوانين في كل شأن وكل مجال. ومع كل كشف يصل إليه كان يستغل هذا الكشف لتحسين حياته وذلك باحترام هذا القانون الذي وصل إليه، وهو الاحترام الذي يحتم عليه أن يعيش - وفقا لهذه القوانين - في مودة وسلام. فبغير ذلك، يجد نفسه في حالة حرب مع هذه القوانين تنتهي حتما بهزيمته. نعم،

الثلاثاء، 19 مايو 2015

على قمة جبل الريح

كان بترارك (القرن الرابع عشر) شاعر روما وشاعر فرنسا. طلب العلم في معاهدهما حيثما قطن. ووزع المعرفة والمشورة أنى طُلب إليه. ولما وجد أنه لا يملك من الوقت ما يكفي للكتابة، ذهب خارج المدينة واعتزل. لقد شعر دوما أنه أضاع الكثير من الوقت الثمين في شبابه. ولم تعوِّض عليه معرفته بأن الشباب، في كل مكان وزمان، يهدرون ذهبًا يدعى الوقت.

المسكوت عنه في قصة الإقالات الأمنية في الأردن

مدهش إلى حد كبير التوقف عن سياسة «إنكار» المشكلات في الأردن وإيجابي للغاية وطنيا أن يتعلم المسؤولون أنهم بصدد «دفع الثمن» الأدبي على الأقل عندما تحصل أخطاء فادحة في المؤسسات التي يتولونها.

أقول ذلك وانا كمواطن أردني احاول فهم إستنتاجات التغيير الأخير الذي اطاح بقرار واحد يدلل على الثقة بالنفس بثلاثة رؤوس كبيرة في المؤسسات الأمنية.

الحلف الخليجي الأمريكي: تبعية أم ضرورة؟

يشعر الخليجيون أنهم أُخذوا على حين غرة. فالواقع هو الذي تغير. انقلبت موازين القوى رأساً على عقب. ليست هي الأقوال أو الآراء التي يمكنها أن تطلق هنا وهناك قادرةً حقاً على تغطية وقائع الأمور على الأرض. فقد اكتشف الناس فجأة أنهم أمسوا يتعاملون مع الفراغ. ما حدث في السياسة أخيراً هو الذي أعاد طرح مسألة الوجود أو عدمه من الأساس ـ وكل شيء آخر غير هذه السياسة الراهنة لن يحدث فارقاً حقيقياً في شيء.

الاثنين، 18 مايو 2015

◘ «البرج» لوليام بطلر ييتس: رغبات القلب ومطالب العقل

«... ولم يكد عام 1928 يحل حتى أصدر وليام بطلر ييتس ديوانه «البرج»، الذي بلغ فيه الذروة في فنه واحتلّ به مكانه الممتاز، ليس بين شعراء إنكلترا فحسب، بل بين أئمة الشعراء الأوروبيين. والديوان غني بالبيان، مملوء بالنغمات المتنوعة، متعدد النواحي، يتميز بسلاسة اللفظ وانطلاق التعبير، عالج فيه ييتس قصائده ومواضيعه بروح درامية

الثلاثاء، 12 مايو 2015

القومية في مواجهة البلقنة وملوك الطوائف - عبدالحكيم صلاح

لطالما حذر الزعيم الراحل ياسر عرفات قي سبعينيات القرن الماضي من البلقنة وكذلك من عودة ملوك الطوائف (عندما قام امراء الاندلس ببناء دويلات منفصلة وتأسيس اسر حاكمة من اهلهم وذويهم بعد سقوط الدولة الاموية بلغ عددها اثنين وعشرين امارة متناحرة وصل بها الحد الى  دفع الجزبة للملك الفنسو السادس ملك قشتالة وتستعين به في معاركها ضد بعضها) . منذ أن بدأ هذا النزاع في المنطقة وتحديد في العراق وبعد ذلك في دول الربيع العربي وما رافقه من عنف ودمار ، بدأت تتضح الرؤى والتوجهات لحلول

◘ الحكي من فوق الحافة الحرجة

حافة إنسانية حرجة تلعب على وترها المجموعة القصصية «همس» للكاتب خالد عاشور، والصادرة حديثا عن الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة، حيث يطل المأزق الإنساني في أقسى لحظاته تهميشا وقمعا، سواء على مستوى الداخل جسدا وروحا، أو على مستوى الواقع بكل ضغوطه القاهرة

فن المراوغة في زمن الفوضى السياسية

كأني بالشاعر العربي القديم يزور العرب في محنتهم بالزمن الإيراني الصعب، مواسيا لهم. ومخففا عنهم بقوله: «يعطيك من طرف اللسان حلاوة / ويروغ منك كما يروغ الثعلب». والمراوغة، في أبسط تعريف لها، هي التغطية بالكلام أو الممارسة، على النيات غير الطيبة التي تنطوي عليها النفس البشرية.

الباب السابع - فجر يعقوب

ان كان الأمر برمته يستدعي انجاز ستة أجزاء من مسلسل «باب الحارة» حتى يكتشف بعض القائمين عليه أن ثمة انتقاصاً من حقيقة الحياة الشامية ونوعيتها التي كانت سائدة فيها، (أقله في الأجزاء المعنية)، يستدعي مواجهته في الجزء السابع عن طريق تقويم السيرة والسرد المحكيين فيه، فإن في الأمر إحالة الى نوع من محاكمات تطاول القشرة وليس اللب، بعدما تسيدت تلك الصورة النمطية عن حارات الشام من دون أن يعني ذلك أنها قاربت «الأقانيم» التي قامت عليها تلك الحياة في تلك الفترة.

السبت، 9 مايو 2015

◘ ذكرى النكبة 67 والتراجيديا… المنفى التسلسلي

هُنا الآن، في منتصفِ شهر أيّار/مايو، أتذكّرُ بعضاً من حكايا اللجوء الأوّل الذي رواها لنا جدّي وكتبها في ما بعد والدي عن قريتِنا التي أصبحت أرضاً مزنرةً ومسجونةً بالأسلاكِ الشائكةِ، كتب عليها بالعبرية «ممنوع الاقتراب» قريتي الغابسية، التي تقع في شمال شرق مدينة عكّا، أرض الأسوارِ والبحرِ، في كُلِّ عامٍ تدورُ الحكاية في رأسي تعجُّ بالأحداث، يمرُّ الزمان من المكانِ والذاكرة ويبقى العامُ يراوحُ في العامِ الذي مضى وما يزالُ الجرحُ

بريطانيا: انتخابات ما بعد نهاية صلاحية النظام!

في زلة لسان فرويدية الأبعاد، قال ديفيد كاميرون اثناء الحملة الانتخابية ان هذه الانتخابات «سوف تحدد المستقبل…». المستقبل الوطني؟ لا يا طيب القلب، بل «المستقبل المهني»..! 
زلة مزلزلة. الا ان مرشح حزب المحافظين، الذي فاز بانتخابات الخميس، كان من حدة الذكاء وحضور البديهة بحيث تدارك الامر فورا، مصححا بأنها انتخابات «سوف تحدد مصير البلاد». صحح كاميرون مقالته مسترسلا بكل ما أوتي من ثقة نفس وفصاحة قول

الانتقادات للسيسي… ماذا يحدث في كواليس الاعلام؟

شهد بعض وسائل الاعلام المصرية مؤخرا حملة انتقادات غير مسبوقة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وصلت الى حد مطالبته بالرحيل او اجراء انتخابات رئاسية مبكرة على خلفية ان حكمه اقترب من نهاية عامه الاول «دون انجاز ملموس».
وذهب كتاب الى استنكار انه لم يتقدم حتى الان بـ «اقرار الذمة االمالية»، وهو شرط دستوري ملزم لكافة المرشحين لرئاسة الجمهورية، والتذكير بأن «مصر السيسي لا تختلف كثيرا عن مصر مرسي او مصر مبارك، من حيث تفاقم المعاناة من المشاكل الاقتصادية وغيرها».

الثلاثاء، 5 مايو 2015

◘ الإصطفاف الثقافي

ما الذي تغير في وطننا العربي؟ كانت المعارضة، في المغرب مثلا، تستغل أي موعد زمني، أو حدث سياسي أو اجتماعي للدعوة إلى التجمهر، وتستحث الجموع للخروج إلى الشارع للتعبير عن الرأي الآخر، والاحتجاج. 
مناسبة أول مايو/أيار يتم الإعداد لها خلال مدة طويلة، وحين كانت إسرائيل ترتكب إحدى فظائعها في حق الشعب الفلسطيني أو اللبناني، تكون المظاهرات والمسيرات في مختلف

الإسلام والسلطان والحركة

ابتدرنا هذه التأملات بحديث عن حركة الإخوان المسلمين في الأردن، وانقلاب النظام عليها بعد طول تحالف في إطار تحول بين الأنظمة الملكية العربية ضد حركات استغنت عنها بعد أن صارت عبئاً بعد أن كانت سنداً. ويلقي الخلاف القائم بين السلطة والحركات في الأردن وغيره ضوءاً كاشفاً على طبيعة السلطة في الدولة الحديثة من جهة، وعلى طبيعة ومنهج ومصدر سلطة الحركات من جهة أخرى.

الأحد، 3 مايو 2015

◘ «إقرأ يا نائل» ... تاريخ قرية ووطن


بعد سيرتين متتاليتين، تناول فيالجزء الأول منها، «درب وسنابل»، حياته طفلاً ويافعاً ثمّ تلميذاً فدبلوماسياً وسفيراً في عواصم العالم، وانتقل في جزئها الثاني، «مذكراتي وزيراً للخارجية والمغتربين»، إلى الشقّ السياسي من حياته كوزير في حكومة تشكّلت في أصعب الظروف اللبنانية وأخطرها، يُقدّم فوزي صلّوخ كتابه الجديد بعنوان «إقرأ يا نائل» (دار المنهل اللبناني). وفيه يتوجّه صلّوخ إلى حفيده نائل، المُراد به الأجيال

المجازفة والقرار

ارتكبت إيران في اليمن مجازفة صعبة. توهّمت أن السعودية لا تملك غير خيار التعايش مع ترسانة صاروخية في عهدة عبد الملك الحوثي. اعتبرت أن تطويق السعودية سيدفعها إلى القبول بنظام إقليمي جديد، تكون إيران اللاعب المهيمن فيه. لم تتوقع أن تستنهض السعودية اللاعب العربي في الإقليم وبغض النظر عن الموقف الأميركي. والحقيقة هي أن إيران تطالب السعودية منذ سنوات بالاعتراف بما تسميه الحقائق الجديدة في الإقليم، أي ثمار الانقلاب الكبير الذي أطلقته إيران، خصوصاً غداة إسقاط نظام صدام حسين.

انزال القوات البرية في عدن بدأ - عبد الباري عطوان

اجمعت معظم وكالات الانباء العالمية والقنوات العربية والخليجية، مثل “العربية” و”الجزيرة” و”سكاي نيوز عربية” على انزال عدد “محدود” من جنود “التحالف العربي” على الارض في مدينة عدن جنوب اليمن، لدعم قوات “اللجان الشعبية” التي تقاتل التحالف الحوثي الصالحي، لكن العميد ركن احمد عسيري المتحدث باسم“عاصفة الحزم” اكد في تصريحات لقناة “الاخبارية” السعودية عدم صحة هذه الانباء.

الأربعاء، 15 أبريل 2015

◘ هديّة «لجنة إعدام الكتب» إلى الرئيس المصري

هذا مشهد عربيّ ينبغي تخليده: 10 مسؤولين تربويين يرفعون أعلام مصر داخل حرم مدرسة ويحرقون كومة من الكتب بدعوى أنها ليس مصرّحا بها «كما أنها تحضّ على الإرهاب».

بحسب وكالات الأنباء فإن العملية جرت، «بعد جرد للمكتبات في المدارس الخاصة التي كان يمتلكها عدد من

المفوضية الأوروبية تبدأ خطوات عملية لكبح جماح «غوغل»

بدأت المفوضية الاوروبية امس تحركاتها العملية ضد شركة «غوغل» بتهمة استغلال موقعها المهيمن. وهكذا تعتمد المفوضية استراتيجية هجومية حيال الشركة العملاقة الامريكية بعد ان حاولت المصالحة طوال سنوات.
كما فتحت المفوضية تحقيقا لتحديد ما ان كانت غوغل قد خالفت قواعد المنافسة الاوروبية بنظامها لتشغيل الهواتف

إدواردو غاليانو… الرياضة في نصوص أدبية تاريخية

في الوقت الذي كانت فيه لعبة كرة القدم، مرفوضة من بعض الأدباء العالميين، أمثال بورخيس الذي وصفها بأنها أفدح جرائم انكلترا، واضعا مواعيد محاضراته في أوقات مباريات المنتخب الأرجنتيني في مونديال 1978، كان الأديب الأروغواني إدواردو غاليانو، الراحل عن عالمنا يوم أمس الاثنين، يبحث عن توثيق تاريخي للعبة الأكثر شعبية في العالم، وهو ما فعله في كتابه الشهير «كرة القدم بين الشمس والظل»، الذي وثق فيه أحداث اللعبة منذ بدايتها.

الكتابة بالأنف… قراءة في «عطر الخيانة» لعماد الورداني

عرف العالم تحولات كثيرة، أسهمت في زعزعة قناعات المثقف وثوابته، فبعد أن كان التقدم العلمي والحضاري رهانا على المستقبل، أصبح كابوسا ولعنة، وبعد أن كان التقدم المادي مطلبا ملحا، أصبح آلة بغيضة تطحن أرواح البشر، لذا غابت الحميمية والعواطف الدافئة، وغلبت المصالح والأنانية، فاغترب الإنسان، وانسحقت روحه، ودخل في دوامة القلق البغيض، ينتظر ما لا يجيء كما فعل صامويل بيكيت في En attendant Godo التي تجسد معاناة إنسان العصر، الذي تأزم وتشظى، وأحس

شعراء عراقيون يلقون قصائدهم للألغام احتجاجاً على الموت اليومي

 يتساقط المطر على فحم الجرة القديمة لصورة اللغم النائم
تحت الغرق
أو تحت الغيمة الراعشة في سطور اللغة
تحت ما اسميه الهروب من حبل الغسيل
خيوط الانبهار بنمو عشبة الحياة من تأكسد الحديد على شفاه التذكر
قيلولة الموت
عند غفلة الحقل
معلق بدبوس ناعم
فيما تفتح عين الله مهابة الخراب

غونتر غراس… من الحرب إلى نوبل للآداب إلى مساندة الفلسطينيين

«قد يحدث لك الشيء نفسه: تتدفق الطلبات من جميع الجهات راجية أن أحتفي، بكلمات أو بنص طويل، تلك التواريخ التي شهدت منذ خمسين سنة كيف انتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام لا مشروط لألمانيا أولاً ولليابان ثانياً. وبما أنني لا أحب أن تكون ردود فعلي تلبية لطلبات متعلقة بأحداث الساعة، فقد ارتأيت أن أكتب إليك، لأنك مثلي: فأنت من الجيل الذي عاش الحرب في سن الطفولة والمراهقة، ودمغتنا منذ أبكر سني الصبا.

الاثنين، 13 أبريل 2015

◘ بداية حرب... لا نهايتها - عبده وازن

دخلت الحرب اللبنانية عامها الأربعين. هذا الرقم لا يمكن تجاهله لما يحمل من رموز ومعان مبهمة في الذاكرة الشعبية الميثولوجية، فهو الرقم الذي تَغلِب عليه ذكرى الموت أو الرحيل في حسبان شعوب كثيرة ونحن منها. الحرب التي اندلعت ربيع عام 1975 أصبح عمرها أربعين. لا يتذكر اللبنانيون عام انتهاء هذه الحرب المصادف عام 1990 الذي عُرِف بعام اتفاق «الطائف». هم لم يحتفلوا مرة بذكرى انتهاء حربهم، ولم يُدرِجوا

«مهنة العيش» لتشيزار بافيزي: قبل لحظات الفراغ القاتل - ابراهيم العريس

«في السابع والعشرين من آب (أغسطس) 1950، وفي غرفة بفندق يدعى «اوتيل روما» في مدينة تورينو الإيطالية، انتحر الكاتب الإيطالي تشيزار بافيزي بابتلاع عشرين حبة منوّم». بالنسبة الى كثر من الذين عرفوا بافيزي في ذلك الحين وتابعوا قصة حياته ثم حكاية انتحاره، كانت الصورة المعبرة عن ذلك الانتحار موجودة في الفقرة الختامية لواحدة من اجمل رواياته «بين النساء». وهي رواية كان كتبها قبل عامين

الأحد، 12 أبريل 2015

◘ الكرسي للمواطن ومن أجله - جاسر الجاسر

قبل فترة كتبتُ مقالة «لكل وزير أجل» استئناساً بتوجه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. هذا المجلس الذي اعتصر كل المجالس واللجان في ورشة عمل مستمرة حدد خطه في التعامل مع الوزراء على مستويين: الأول، على كل وزير أن يقدم خطته إلى المجلس فإن اقتنع بها وفّر له كل التسهيلات اللازمة، وإن لم يرتضها انتهت علاقة الوزير بالكرسي وإن قصر عمرها. الثاني، كل وزير يخفق في تنفيذ خطته وفق الجدول

قلق من حرب اليمن وتجربة عصرين مختلفين ومسارين متعارضين محمد عبد الحكم دياب

«عاصفة الحزم» تقلق كثير من المصريين، وهو قلق مشروع؛ يقر بتغير العصور والأزمان، فستينات القرن العشرين غير العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين.. وبينهما مساحة زمنية تتجاوز نصف القرن، بدأتها مصر بعصر كان عنوانه «التحرر والاشتراكية والتنمية المستقلة وتحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية»، وكان على من يريد التعامل معها أن يذهب إلى ذلك العنوان، وحين ثار اليمنيون في 1962 لم يخطئوه، فقد كان معروفا لمن ينشد الانعتاق والتحرر والتقدم، وحملتت اللافتة الدالة عليه اسم «الجمهورية العربية المتحدة».. وقتها كانت الجزائر تستعد لجني ثمار تضحياتها وكفاحها الطويل، وعلى بعد لحظات من توقيع اتفاقية «إيفيان» لتحصل على صك

الخميس، 9 أبريل 2015

◘ طرق صيد الثعالب! - جاسر الجاسر

أكثرها احتفالية وبهرجة هي الطريقة البريطانية، إذ يتداعى الأصدقاء على صهوات جيادهم مستخدمين الكلاب لملاحقة الثعلب لكشف مكان اختبائه ثم الانقضاض عليه، أما أكثرها قوة وعنفواناً وسطوة فهي لدى كازاخستان التي يستعين صيادوها بالعقاب لينقض من الجو كطائرة نفاثة دقيقة فينشب مخالبه في رقبة الثعلب غارزاً منقاره خنجراً حاداً. في بعض دول الخليج كانوا يقدمون له طعاماً مخلوطاً بقطع الزجاج، وهي طريقة قد لا تقضي عليه لكنها تبعد أذيته عن حيواناتهم.

استفزاز «نعامة» - زهير قصيباتي

ليس أكيداً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حلّ ضيفاً في طهران لساعات معدودة، واستقبلته صحيفة إيرانية بعنوان «دونكيشوت العثماني»، استطاع أن يحقق إنجازاً واحداً بإقناع المرشد علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني، بأن دعوتهما الى الحوار لتسوية نزاعات أو إخماد حرائق في الشرق الأوسط، وعلى عتبة باب المندب، وصفة يرفضها حلفاء إيران... بل يمقتونها.

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

◘ ثقافة القطيع! - فجر يعقوب

يـــضفي مالك قــناة «الفــراعيـن» تـوفيــق عكاشة مسحة كوميدية على برنامجه. لا يختلف اثنان على ذلك. يمكن الادعاء أن طريقته في تقديم وصلاته المسلية صارت تميزه عن كثيرين من أصحاب البرامج المتجهّمة وتدفع الى متابعته وإن في شكل متقطع. لا يتوقف عكاشة عن التهريج البيّن حتى في المسائل الجادة. يمكنه بالطبع أن يتنقّل بين فقراته بسهولة لا تصدق. لا يحتاج الى مبررات أو ذرائع. لا يتطلب الأمر منه سوى أن يرفع صوته منادياً عامل الاستوديو ليساعده في اعادة تركيب الميكروفون على سترته

◘ بوابة القمر وباب الشمس - سمير عطا الله

من أحمد شوقي إلى أمين نخلة، الذي ادّعى أنه ولاَّه من بعده على إمارة الشعر، كان الشعراء يتقبّلون الربيع بالقصائد. تقول العرب «حل» الشتاء، وتقول «أطل» الربيع، فتى الفصول. وكانت الحضارات القديمة تحتفل به تحت أسماء مختلفة، جميعها يرمز إليه. خطر لي أن أكتب في الموضوع لأن الربيع صار يتيمًا بين يتامى العرب. يطل ولا تنتبه إليه. وكيف لنا أن نلمحه؟ لقد صرنا نخجل به وكأنه عتم الشتاء. ومن لم يعِش في القرى

النــــأي ليس حياداً ! - خالد الأشهب

قبل أيام قليلة .. وحين خرج الرئيس باراك أوباما ليعلن للأميركيين التوصل إلى صيغة أولية لاتفاق نووي مع إيران , قدم الرجل مرافعة قانونية وواقعية جادة وخالية من التبجح والتواضع معاً ,
ورغم كل ما أراه في إدارة أوباما وغيرها من الإدارات الأميركية المتعاقبة من انحياز واضح لإسرائيل وعداء متواصل للعرب , إلا أنني رأيت في الرجل ذلك اليوم صوت