بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 14 يناير 2013

المصالحة شعار وممارسة



لو افترضنا جدلا ان قادة التنظيمات والاحزاب وكبار المسؤولين الرسميين فكروا بالتنكر والتخفي والنزول الى الشارع في مسعى منهم لاستمزاج راي الجماهير ونظرتها الى اداء احزابهم ومؤسستهم المدنية والعسكرية ودورها في رفد الحركة الوطنية عامة لخلصوا الى نتائج مذهلة تخالف في غالبها ما يتجمع لديهم من معلومات حول حركة الشارع وتوجهاته , مفادها ان الانسان العادي مل من الكلام وخاصة الفصيح منه ولم يعد اسير الشعارات الكبيرة وغير قابل للنفخ وانه ياخد الامور بمجملها ويحللها ببراءة وبساطة اقرب الى الواقعية  , بحيث بات من المستحيل اللعب معه على حبل العواطف والمشاعر ، فهو قد يجامل ولكن عند المحك لا يحرك ساكنا
، ولو سألت احدهم عن راية بمفهوم المصالحة السائد اليوم  لاجاب بانه شعار جميل يترجمه البعض على انه لا يحق لاحد ان يمنعه من الغناء على ليلاه والا فالوحدة في خطر ، واذا كانت الوحدة الوطنية صمام الامان كما يدعي البعض فما الحاجة الى لقاءات ما وراء الحدود وما يسبقها من وساطات لتقريب وجهات النظر. هل ما نتعرض له من عدوان متواصل وحصار غير كاف لتقريب هذه الوجهات ؟ ام ان ذلك يدخل في اطار الحسابات الضيقة لمكاسب سياسية دعائية انية  تنتهي مع الحدث ؟ وهذا يقودنا الى خلل كبير اساسه المسلكية الثورية التي اصبحت موضة قديمة وشعار يثير السخرية خاصة في اوساط الشباب التي يتوجب على كل اطار ان يعززها لدى اتباعه ومريديه من اجل خلق عضو صالح هدفه خدمة القضية الوطنية والقضايا العامة ، فلا غرابة اذا من تجيير التنظيم وامكانياته لخدمة العشيرة او للدفاع  عن اعضائه ظالمين  او مظلومين ، من هنا فلا بد من اعادة احياء مفهوم المسلكية لينسجم الخطاب والفعل بين القيادات بشتى الوانها وبين القاعدة التنظيمة لينعكس على الجماهير التي هي مادة وهدف هذه التيارات والا  فإنه  سيصعب التمييز ما بين التنظيم الوطني او الاسلامي او الاممي ان شئنا وبين العصابة كما هو الحال في كولومبيا والصومال او نظام الباشاوات الذي  كان سائدا في مصر.اننا في وضع لا يسمح لنا بالاستمرار بهذا الانحدار وعلينا ان نصارح انفسنا ونتصالح معها اولا وهذا لا يعيب والا نتمادى في تعليق فشلنا وعجزنا على شماعة المرحلة ومن غير المقبول ان نبقى في وادٍ والاسرائيليون في  واد حيث القتل والتدمير والخنق الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والاستباحة المطلقة لحياتنا . المطلوب من الجميع ان يسموا قليلا بدءا من التصريح الصحفي الى الخطاب والخطبة واعادة النظر ببرامج التعبئة الجماهيرية والحزبية  فما هو قائم الان لايختلف عن نظام المخاتير وما نرغب برؤيته ولمسه هو اعادة بناء الكوادر فالجماهير التي حملت مشعل الحرية لما يزيد عن خمسين عاما تدرك وتميز وهي التي ستكافئ وتحاسب ولكن كل شيء بأوانه . ان المقصود بالمصالحة الوطنية يتجاوز فتح وحماس  ليشمل الحالة الفلسطينية بكل الوانها  كغاية ووسيلة لاختزال المرحلة و شرط  الخروج من عنق الزجاجة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق