بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 25 يناير 2013

حصان العرب الخاسر

عند كل أزمة تعصف بالقضية تعود الروح مجدداً إلى مصطلحات العرب والأمة بعد أن قبرت ونفضت منها الأيادي . قد تكون هذه العودة نفسية لدوافع معنوية آنية لعدم إغلاق الباب في وجه الفلسطينيين الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل على الصعيدين السياسي والاجتماعي ،إلا أننا ندرك جيداً أن هذا المستقبل لن يأتي من العرب الغارقين في أزمتهم والسائرين في الفلك الأمريكي الذي لن يجرؤ أحداً على الخروج منه أو شق 

عصا الطاعة من أجل عيون الفلسطينيين.عودة سريعة إلى الماضي يتجلى لنا بوضوح 

الدور العربي الرسمي في حشر الفلسطينيين وقضيتهم بالزاوية الأمريكية التي لم تفض 

إلاّ إلى المزيد من التراجع . التطورات الدراماتيكية للقضية الفلسطينية تدفعنا إلى 

البحث الجاد عن حل سريع قبل أن تتسارع  الإجراءات التصعيدية  الإسرائيلية ضد 

السلطة الوطنية وهذه المرة بحجة التوافق على تنفيذ المصالحة (التي للناس رأي فيها 

بأنها مطية لتحسين وضع المتخاصمين مع الأطراف الخارجية أو محاولة الدخول في 

منظمات دولية بعد الإعتراف بالدولة المؤقتة والتي لا تروق للإسرائيليين ) .الإجرأت 

الإسرائيلية والأمريكية من شأنها أن تحول السلطة إلى كيان هزيل عاجز عن تلبية 

إحتياجات المجتمع المحلي الأمر الذي يقود إلى زعزعة الوضع الداخلي لصالح 

جماعات ترى مصلحة لها في ذلك.العقوبات الإسرائيلية لا تتعدي كونها بدعة جديدة 

للتنصل والانسحاب من العملية السلمية ولفتح باب المماطلة  لإضاعة المزيد من الوقت 

والإمْعَانْ بتغذية أسباب الخلاف على الساحة الفلسطينية . منظمة التحرير وفتح 

والسلطة إعترفوا جميعاً بالكيان الإسرائيلي ودخلوا معه في هدنة دائمة قائمة على 

الإتفاقات الموقعة وكانت النتيجة مزيداً من التراجع السياسي والإقتصادي والحصار 

الذي طال حتى صانع السلام" أبوعمار" والآن يكرر السيناريو ذاته مع القيادة 

الحالية.إن هذه المرحلة العصيبة التي نعيشها والتي يبدو فيها أن الامريكان 
والإسرائيليين يبيتون نوايا عدائية تستوجب على الجميع الإستثمار الأفضل للورقة 
الفلسطينية التي من شأنها قلب المعادلة, دون خوف أو وجل و الكف عن الرهان على 
الأحصنة الخاسرة عربية , إسلامية  كانت أم أمريكية وتصحيح العلاقة مع الجماهير 
الفلسطينية والعربية وتحديدا دول الربيع لترميم العلاقة بالقضية التي تعرضت للتشويه 
بفعل الانظمة المخلوعة وفلولها, بالترفع عن الحسابات الحزبية والتنظيمية التي 
أوصلتنا إلى هذه الدرك أو تأجيلها على الأقل إلى ما بعد الخروج من مركز الإعصار 
الذي سيطيح بالجميع . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق