بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 16 مارس 2013

فتح وحماس والربيع العربي .. أزمة فكر -عبدالجكيم صلاح



بات من الواضح ان اشكالية المصالحة الفلسطينية بين حركة فتح وحركة حماس وبقية الاتجاهات السياسية الفلسطينية , لاعلاقة لها بالقضايا الوطنية اوالمصلحة العليا كما تدعي التصريحات عقب الخلاف في كل جولة حوار . الازمة الحقيقية تكمن في الفكر  الابوي الذي عبّر عنه المفكر الفلسطيني د. هشام شرابي والمغربي محمد عابد الجابري في تحليلهما لفشل العقل العربي في اللحاق بركب التقدم والتطور السياسي والاجتماعي  ومفهوم الديمقراطية والدولة الوطنية والهوية.وارجعا ذلك الى سيادة الروح السلطوية الشمولية التي تمتلك الحقيقة الواحدة التي ترفض النقد ولا تقبل الحوار الا عندما تريد فرض سيطرتها و تأكيد انتصارها على كل وجهات النظر الأخرى .
لذا فان الذهنية الابوية علمانية ام دينية لا تستطيع تغيير موقفها لانها لا تريد ان تعرف حقيقتها ولا تريد الا فرضها على الاخر بالعنف والجبر ان لزم الامر .اذا شمولية التفكير واحتكار الحقيقة وادعاء امتلاك المعرفة والخبرة والحرص غلى الوطن والامة واقصاء الاخر, هي محرك التنظيمان في حواراتهما وسبب فشل تحقق المصالحة والفشل في بناء نظام تعددي حتى في مناطق تفوذهما . هذه الاشكالية تواجه ايضا حركة التغيير في دول الربيع العربي , ولن يكون من السهل تجاوزها في المدى المنظور لاننا نتحدث عن المخزون الفكري و تركيبة الشخصية العربية التي تؤمن بالهيمنة والسطوة والتفرد والاخضاع  ومرد ذلك النظام الاجتماعي القائم على القبيلة والفهم الخاطىء للدين كمنظومة سياسية اجتماعية.           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق