بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 10 يناير 2016

فَسادُ قَومٍ .. عندَ قَومٍ إستثماراتٌ

فأما الفَساد ، فأعني بهِ النهب والسرقة والإحتيال والإستيلاء على المال العام والإخلالُ بالقَسَمِ والخيانة ... وأما القَوم الفاسدون ، فَهُم حُكامنا في طول العراق وعرضه جنوبه وشماله .
وأما الإستثمارات ، فقصدي هو ، إستخدام أموال هائلة ، في شِراء العقارات والمحلات التجارية وأسهُم الشركات الكبرى . وأما القَوم المستفيدون ، فَهُم الأردن وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمغرب وألمانيا وفرنسا ... الخ . حيث ان القوم الأول أي حُكامنا الفاسدون وبطاناتهم العفِنة ، يستثمرون في البلدان أعلاه وغيرها أيضاً . أي بإختصار ، ان الذين إئتَمَناهُم على ميزانيتنا وأموالنا وثرواتنا ومصيرنا ... سَرقونا ببساطة . وثقنا بهم ، لطيبتنا وسذاجتنا ، وإنتخبناهُم ، فلم يكونوا بِمستوى المسؤولية . ولكن عندما أعدنا إنتخباهُم مرةً ثانية وثالثة ، فلقد أثْبَتْنا غباءنا وعَدَم قُدرَتنا على فَهم وإستيعاب الديمقراطية الصحيحة . 
* سوق العقارات في الأردن عموماً والعاصمة عمان خصوصاً ، إزدهرَتْ منذ 2003 ، وبصورةٍ تصاعدية ولحد اليوم . وذلك بِفَضل الأموال العراقية التي خرجتْ من العراق وإستقرتْ في الأردن . الأموال الطائلة التي حُوِلَتْ بواسطة البنوك ، وكذلك التي جُلِبَتْ مِنْ قِبَل أشخاصٍ عديدين مُباشرةً بالطرق البرية والجوية ، ويمتدُ طيفهم ، من بطانة عُدي وقُصي ، هؤلاء الذين كانوا يُديرون أموال المافيا الصدامية وبقيت تلك الاموال تحت أياديهم بعد زوال النظام السابِق ، مروراً بالعديد من رؤساء العشائر والوجهاء المحسوبين على البعث ، وصولاً إلى الطبقة الجديدة التي صعدتْ بعد 2003 بسرعة الصاروخ . 
هؤلاء باتوا يشكلون طبقة ثرية في الأردن .. ولهم إمتدادات في الداخل العراقي ، ويُؤثرون على مُجريات الأمور بصورةٍ كبيرة .. وكُل ذلك ليسَ بعيداً عن رعاية المُخابرات الأردنية بالطبع .
هنالكَ فِئة من عراقيي عمان ، يلعبون بالفلوس لِعب ، حيث ان الأردنيين يستغلون الوضع ، ويدركون بأن هؤلاء " المستثمرين " لم يتعبوا إطلاقاً في جمع أموالهم ، ولهذا يبيعونهم العقارات بأسعار مُضاعفة ! . 
في الوقت الذين يرزح فيه مئات الآلاف من العراقيين من شظف العيش والفاقة والعَوَز .
..............
مُعادَلة بسيطة قديمة جديدة : الأردن ليس في مصلحته ، ان يكون العراق مُستقراً ومُزدَهراً . فالملك حسين شاركَ صدام في إطلاق قذيفةٍ مدفعية على إيران في بداية الحرب العراقية الإيرانية ، في إستعراضٍ رمزي ، وساهَمَ في توريط العراق . وطالما حصلتْ الأردن على النفط العراقي ، بأسعارٍ تفضيلية ، ليس في عهد صدام فقط ، بل حتى بعد 2003 . في الوقت الذي سهلتْ المخابرات الأردنية ، دخول الإرهابيين الى العراق والسيارات المفخخة والأسلحة وأغمضتْ عينيها عن المُجرم " الزرقاوي " ، بل سمحتْ بإقامة سرادق التعازي بِمُناسبة [ إستشهادهِ !! ] في أماكن عديدة من المملكة الأردنية .
الأردن يعتاش تقليدياً ، على إدامة أزمات العراق . ويفقد " الإستثمارات والإمتيازات " حين يكون العراق مُستِقراً مُعافى .
* قبلَ أسابيع قليلة ، شُوهِدَ مسؤولٌ كردستاني سابِق ، وهو يلعب القمار في إحدى كازينوهات برلين ، وخسرَ خلال ساعةٍ واحدة أكثر من ثلاثين ألف يورو . شوهِدَ وهو يخرج من الكازينو يُمازِح مرافقه وكأن شيئاً لم يكُن ، يُقال أنهُ يمتلك عدة شقق فاخرة في برلين ، عدا عن ممتلكاته في أماكنَ أخرى . حضرتهُ " يستثمر " ثروته الكبيرة ، التي نهبها من ميزانيتنا . وينطبق عليهِ أيضاً : فسادُ قَومٍ عندُ قومٍ إستثماراتٌ ! .
مئة وثلاثون يوماً مّرتْ ، دون أن يستلم الموظفون والمعلمون والمتقاعدون ، رواتبهم في الأقليم ، وهنالك من يستهتِر ببعثرة الأموال ، و " يستثمرها " في صالات القمار .
* امين يونس - كاتب كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق