بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 8 مايو 2018

عين صحافي


استقل استاذنا وسام هاشم السيارة من مطار اللد الى رام الله .انطلقت تلتهم الطريق ففي السرعة مصلحة مشتركة لسائق يطمح بزبون آخر ومسافر متعب ينشد قسطا من الراحة . يتأمل جانبي الطريق، يسأل السائق بين الفينة والاخرى اذا ما اقترب الوصول ، وعن اسماء و اشياء كعادة المسافرين الداخلين في فضاء غريب. 
انعطفت السيارة فجأة عند دوّار بيت ايل لتقتحم حاجزها العسكري .
لم يخطر بباله ان الاشوريين عسكروا يوما بهذا المكان، ليجد نفسه في قلب الحدث ، شبان ملثمون ودخان اسود يتصاعد يخالطه دخان ابيض يُدمع العيون.
يا الاهي اين انا ماذا حدث ؟!! ماالذي يمنع ان اكون هدفا للمقاليع والزجاجات الحارقة .
هدأ السائق من روعه ملقيا بكوفية خلف الزجاج الامامي .
اطمأن صاحبنا، تفحص المكان في عجالة ، التقط لحظة شموخ جيل لطالما شاهدها وسمع عنها .
سجل المشهد بتفاصيله ، كنز من الصور في كل جزئية منه قصة ، قتلتها عبثية المشهد .
لا يعنيني ذلك ، هنا تتجسد ارادة شعب قرر منذ سبعين عاما مواجهة المستعمر وها انا اليوم انحني لوابل حجارة مقاليعه المنطلقة من فوقي على الغزاة ، وشاهد على غصن جيل جديد تتفتح براعمه وتزهر اغصانه.
يا لمفارقة الاقدار، بيت ايل حيث نام يعقوب وحلم بسُلّم نهايته في السماء، حبكت على درجاته خرافة التوراة وخزعبلات الاحبار ووعد الرب.
بيت ايل، هنا صنع داوود مقلاعه وهزم القوم بحجر ، وهنا يصنع الفلسطيني مقلاعة ويلتقط حجره .
بيت ايل البداية... بيت ايل النهاية.

*عبدالحكيم صلاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق