بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 يوليو 2018

هندسة الشعوب



تتصاعد حملات الدعاية المنظمة للمشاريع السياسية الامريكية و"الاسرائيلية" ، التي تمارسها جماعات الضغط الرسمية والخاصة، بهدف التأثير واحداث تغيير في افكار ومواقف الافراد والمجتمع من الصراع .مستخدمين كافة الوسائل بما فيها غير الاخلاقية . وسائل الاعلام شرعت منذ عام على تضخيم صورة "اسرائيل" واظهارها وكأنها حريصة على تحقيق السلام من خلال التصريحات الكثيفة للمسؤولين الامريكان المؤيدة لسياساتها التوسعية.وقد نجحوا في التأثير في الرأي العام واخضاعه لتقبّل فكرة حتمية نقل السفارة الاميركية الى القدس وان التأجيل لم يكن سوى اجرأ اداري من الرئيس الامريكي .نفس جماعات الضغط هذه عملت على التحريض ضد القيادة الفلسطينية الى درجة اعتبارها غير ذات صلة بالعملية السياسية و"فبركة" دعاية كاذبة محرضة، تستهدف سلوكها وسمعتها لاستثارة الجمهور وتحريضه واخافته من مستقبل قاتم ،اذا ما استمرت هذه الزعامة بادارة شؤونه. بالتوازي تنشط الدعاية على استمالة الناس الى نموذج غزة وما ينتظرها من رفاه . هذا يذكرنا بالدعاية التي رافقت توقيع اتفاق اوسلو الذي وعد بتحول الاراضي الفلسطينية الى سنغافورا.الواضح ان حكومة الظل التي تديرها قوى الضغط في اميركا واسرائيل تسعى الى هندسة الرأي العام الفلسطيني، ومعه العربي وتسيجه لضمان خضوعه الى الافكار والاهداف السياسية التي تخدم التطلعات "الاسرائيلية" المتمثلة في استكمال مشروع تهويد الضفة الغربية.وهذا على الارجح مضمون ما يسمى بصفقة القرن ، التي سيتواصل تأجيلها الى ان يتحقق هذا الهدف.ابو مازن الزعيم العربي الوحيد الذي قال بصوت عال لا للاميركان لانه يعلم ما لا نعلم من تفاصيل تستهدف القضية او لنقل المنطقة. قد ينجح الخصوم في تنصيب زعامة تتساوق مع تطلعاتهم في اي بلد، لكن في مثل حالتنا الامر مختلف . فلن تنجح هذه القوى الخفية في تحقيق ما اعجز الصهيونية على مدار سِنيّ الصراع، عن سحب عدالة القضية التي هي سر كينونتها وديمومتها المغروسة في الوجدان الفلسطيني والعربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق