أﺛﻨﺎء إﻗﺎﻣﺘﻲ ﻓﻲ (ﻧﯿﻮﯾﻮرك) ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام، اﺳﺘﮭﻮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﯾﺎم اﻟﻜﺌﯿﺒﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ وﻣﺸﺎھﺪة
ﻗﻨﺎة ﺗﻠﻔﺰﯾﻮﻧﯿﺔ ﺻﯿﻨﯿﺔ ﻣﻮﺟﮭﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻷھﻞ ﻧﯿﻮﯾﻮرك، اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ أن أﻋﺮف
ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻼد ﻣﺎ ﻟﻢ أﻋﺮﻓﮫ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻗﺮأﺗﮭﺎ ﻋﻨﮭﺎ، ﻓﮭﻲ ﻗﻨﺎة ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﺗﻤﺨﺮ
أرض وﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺼﯿﻦ
- ﺣﻠﻮة ﻛﻠﻤﺔ (ﺗﻤﺨﺮ) ھﺬه - وﻻ أدري ﻣﻦ أﯾﻦ أﻧﺎ ﺟﺒﺘﮭﺎ؟! وﻟﻜﻨﮭﺎ أﺗﺖ
ھﻜﺬا ﺗﻠﻘﺎﺋﯿًﺎ، ﻓﺄرﺟﻮﻛﻢ اﻟﻤﻌﺬرة ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻤﺨﺮ.
اﻟﻤﮭﻢ أن ﻓﯿﮭﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﺖ ﻟﻠﺼﯿﻦ ﺑﺼﻠﺔ، ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن، إﻟﻰ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت، إﻟﻰ اﻷﻛﻞ، إﻟﻰ
اﻟﺮﯾﺎﺿﺔ، إﻟﻰ اﻟﺘﻘﺎﻟﯿﺪ، إﻟﻰ اﻵﺛﺎر، إﻟﻰ اﻷزﯾﺎء، إﻟﻰ ﺣﺘﻰ (ﻋﻠﺐ اﻟﻠﯿﻞ)، ﻓﮭﻲ ﻗﻨﺎة ﺻﺮﯾﺤﺔ
واﺿﺤﺔ ﺗﺘﺤﺪث ﺑﺎﻷرﻗﺎم ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺘﺤﺪث ﺳﺎﻋﺔ (ﻏﺮﯾﻨﺘﺶ).
وأﺧﺬت أﺳﺎﺋﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺒﻠﺖ اﻟﺼﯿﻦ ﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﯾﺴﻤﻰ (اﻟﺜﻮرة اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ)
اﻟﺘﻲ ورﻃﮭﺎ ﻓﯿﮭﺎ (ﻣﺎوﺗﺴﻲ ﺗﻮﻧﻎ)، ﻟﻮ أﻧﮭﺎ ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻨﮭﺎ، ﻓﻜﯿﻒ ﻛﺎن ﺳﯿﺼﺒﺢ ﺣﺎﻟﮭﺎ اﻵن؟!
وﻟﻜﻨﮭﺎ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﺠﻠﺲ ﺗﻨﺪب ﺣﻈﮭﺎ، ﻓﻤﺎ إن ذھﺐ (ﻣﺎو) إﻟﻰ ﺣﺎل ﺳﺒﯿﻠﮫ، ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻛﺖ
ﺻﻮره وﺗﻤﺎﺛﯿﻠﮫ ﻛﻤﺎ ھﻲ وﺷﻤﺮت ﻋﻦ أﻛﻤﺎﻣﮭﺎ وﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ.
وﻋﺮﻓﺖ أﻧﮭﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺎم ﯾﻮﻇﻔﻮن ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﻦ أﺣﺪ ﻋﺸﺮ ﻣﻠﯿﻮن ﻋﺎﻃﻞ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، وأﺻﺒﺢ
ﻟﺪﯾﮭﻢ اﻵن (535) أﻟﻒ (ﻣﻠﯿﻮﻧﯿﺮ) ﯾﻤﻠﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ (2.66) ﺗﺮﯾﻠﯿﻮن دوﻻر، وﻟﺪﯾﮭﻢ (115)
ﻣﻠﯿﺎردﯾﺮًا، إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﮫ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺚ اﺷﺘﺮى أﺣﺪھﻢ ﻛﻠﺒﺎ ﻣﻦ ﻧﻮع (ﺑﯿﻎ ﺳﯿﻼش) اﻟﺬي ﻻ
ﯾﻮﺟﺪ ﺑﻐﯿﺮ (اﻟﺘﺒﺖ) ﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﻠﯿﻮن وﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ دوﻻر، ﺑﺤﺠﺔ أن ذﻟﻚ اﻟﻜﻠﺐ ﻣﺘﻘﻤﺺ روح
أﺣﺪ اﻟﺮھﺒﺎن اﻟﺬي ﯾﺤﺒﮫ ذﻟﻚ اﻟﻤﻠﯿﺎردﯾﺮ.
اﻟﺼﯿﻦ اﻵن اﻗﺘﺼﺎدﯾًﺎ ھﻲ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ آﺳﯿﻮﯾًﺎ، واﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺎﻟﻤﯿًﺎ، وﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻷوﻟﻰ
ﻋﺎﻟﻤﯿًﺎ.
وﻟﻦ ﺗﻔﺮح ﻃﻮﯾﻼً دﺑﻲ أو ﺷﺮﻛﺔ (اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ) ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﺑﺮﺟﯿﮭﻤﺎ، ﻷن اﻟﺼﯿﻦ ﻋﺎزﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﺸﯿﺪ
ﻓﻲ (ﺷﻨﻐﮭﺎي) ﺑﺮﺟًﺎ ارﺗﻔﺎﻋﮫ ﻛﯿﻠﻮﻣﺘﺮ وﻧﺼﻒ، وﺳﻮف ﺗﺸﻖ ﻧﻔﻘًﺎ ﺗﺤﺖ اﻷرض ﻃﻮﻟﮫ (123)
ﻛﯿﻠﻮﻣﺘﺮًا، وھﻲ اﻵن ﺗﺠﺮي اﻟﺘﺠﺎرب ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎر ﺳﺮﻋﺘﮫ (602) ﻛﯿﻠﻮﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ - أي أﻧﮫ
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﯿﻞ اﻟﻤﺜﺎل ﯾﻘﻄﻊ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺋﻒ إﻟﻰ اﻟﺮﯾﺎض ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ وﻧﺼﻒ، وﻣﻦ ﺟﺪة إﻟﻰ
ﻣﻜﺔ ﻓﻲ ﻋﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ.
واﻵن ﺗﺬﻛﺮت أﻏﻨﯿﺔ (ھﯿﺎم ﯾﻮﻧﺲ) اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﮭﺎ ﻟﮭﺎ وﻣﻦ أﺟﻞ ﻋﯿﻨﯿﮭﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺮﺣﻮم (ﻃﺎھﺮ
زﻣﺨﺸﺮي) واﻟﺘﻲ ﯾﻘﻮل ﻓﯿﮭﺎ: (أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﺒﻮﯾﻨﻎ ﯾﺎ ﻻﺑﺲ اﻟﻄﺮﺣﺔ).
ﻓﻌﻼً ﻻ ﺧﯿﺎﻻً ﺳﻮف ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻷﯾﺎم أي ﻓﺘﺎة ﺗﻠﺒﺲ اﻟﻄﺮﺣﺔ أﺳﺮع ﻣﻦ اﻟﺒﻮﯾﻨﻎ، اﻟﻤﮭﻢ
أن ﺗﻨﺘﺒﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﮭﺎ وﺗﺮﺑﻂ اﻟﺤﺰام ﺟﯿﺪًا، ﻷﻧﮭﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﺳﻮف ﺗﻄﯿﺮ ھﻲ ﻣﻊ ﻃﺮﺣﺘﮭﺎ
ﺑﺎﻟﮭﻮاء، وﻟﻦ ﺗﺠﺪ ھﻨﺎك ﻣﺸﻌﻼً ﺳﻮف ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ﺑﯿﻦ ذراﻋﯿﮫ، ﺑﻞ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺳﻮف ﯾﺤﻮص وﯾﺮوغ
ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺜﻠﻤﺎ (ﯾﺮوغ اﻟﺜﻌﻠﺐ).
*ﻣﺸﻌﻞ اﻟﺴﺪﯾﺮي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق