بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 مارس 2018

الكارثة والبطولة


مر قرن ونيف على الصراع الفلسطيني الصهيوني .الأجيال لم تعد تعرف الكثير عن تفاصيل جريمة العصر ،فقد كانت الوسيلة المتاحة القصص المحكية ممن عاصروا تلك الفترة وهؤلاء غيبهم الموت، سياسة المستعمر البريطاني ومن بعده الصهيوني و الانظمة العربية تعاملت مع التاريخ الوطني الفلسطيني بحذر ،رغبة منهم في كبح المد الوطني الفلسطيني ، والحد من انتقاله إلى الاجيال ، عل وعسى أن تطوى هذه الصفحة حسب رؤية غولدا مائير "الكبار يموتون والصغار ينسون ".
الصهاينة كعادتهم برعوا في تركيب الصور لقلب الحقائق وتزوير التاريخ ، ويعملون على العقل الجمعي للأجيال العربية بحكايات الكارثة التي حلت بهم في أوروبا وبطولتهم المزعومة على أنقاضنا وقد نجحوا إلى حد كبير حيث أصبحت مسألة وجودهم قابلة للنقاش.الكارثة الحقيقية حلت بشعبنا والبطولة بتصديه للمشروع الاستعماري الصهيوني البريطاني . المدن والقرى لم تستكن خاضت معارك ضارية مع قوات الانتداب والعصابات الصهيونية . 
بطولات فردية وجماعية سجلها المواطنون الفلسطينيون بإمكانات متواضعة مدفوعين بوطنيتهم طوال قرن من الكفاح من أجل دحر الفكرة الصهيونية وتثبيت الهوية الوطنية .منظمة التحرير الفلسطينية التي خرجت من رحم النكبة شكلت هوية جامعة وحاضنة للكفاح الوطني الذي أدى إلى قيام السلطة الوطنية على جزء من أرض فلسطين التاريخية ،وما تبعه من تأييد دولي لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة .
قرن ونيف أمضاه الفلسطينيون في طريق الآلام قلبوا فيه الصورة من لاجئين إلى أصحاب حق بإقامة كيانهم الوطني، ملحقين الهزيمة بالفكرة الصهيونية التوسعية وحلفائها . تفاصيل ورمزيات وصور الكارثة و البطولة الفلسطينية باعتبارها إرثاً وطنياً وإنسانياً عُمِّدَ بالمعاناة، بلا تسجيل ولا توثيق ولا احتفاء وتشهد قطعاً مع الاجيال !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق