بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

◘ حلفاء أميركا يغرقون بفوضى محاولات إفشال موسكو

حتى قبل أن تحضر روسيا إلى ميدان المعركة الدائرة ضد الإرهاب الدولي المُنظم، لم تُخف واشنطن ومجموعة الحلفاء والأدوات عزمها على القيام بكل ما من شأنه إفشال مسعى موسكو لإيجاد حلول سياسية تحبط مخططات استهداف سورية،
ومع حضورها بثقل عسكري لا يقل أهمية عن الثقل السياسي النوعي الذي مارسته طيلة السنوات الأربع الماضية، تصاعدت حدة المواجهة بين جبهة العدوان على سورية وكل من روسيا وإيران كحليفين لسورية، وصار العمل المُعلن ضد سورية وحلفائها أكثر وقاحة، لكنه يتكشف كل يوم عن تفاصيل تُوقع جوقة العدوان في مزيد من الفوضى التي ترتد خيبات عليها فُرادى ومجتمعين، تُعمق من أزماتهم، وتُشتت شملهم، وتُفشل عروض مسرحيتهم، وتفضح عملية توزيع الأدوار فيما بينهم.‏
من المؤكد أن روسيا القطب الدولي الصاعد لتسلّم دوره الدولي قد أخذت علماً بنيات أميركا (القطب الدولي النازل عن أحاديتها العابثة)، وبمحاولتها الاستماتة في سبيل عدم التخلي عن الموقع، ولا بد أن روسيا أخذت علماً أيضاً بأن واشنطن ربما لن تترك طريقاً أو أداة أو حليفاً إلا وستستخدمه بقذارة غير مسبوقة لكسر سورية ومحور المقاومة لتصل في نهاية المطاف إلى تخومها وتُهددها في عقر دارها سياسياً وأمنياً واقتصادياً.‏
ولأن موسكو أخذت علماً بكل ذلك، ولأنها كانت تحسب خطواتها وخطوات الخصوم بدقة، فقد تمكنت حتى الآن من انتزاع المبادرة، ومن تحقيق نجاحات مهمة في مساري مكافحة الإرهاب والحل السياسي، وعلى الرغم من كل محاولات الإفشال، فقد أغرقت بنجاحاتها الخصوم بفوضى أعمالهم الاستعراضية التي تنتهي في كل مرة إلى الإخفاق، فضلاً عن إغراقهم ومرتزقتهم بفوضى الطروحات التي لا هدف لها سوى البحث عن سبل توفير الحماية للمرتزقة الإرهابيين ومحاولة توحيد صفوفهم.‏
اجتماع باريس اليوم الذي يستبعد روسيا وإيران هو انعكاس مباشر للفشل المتكرر، وهو تعبير صريح عن العجز، وهو لقاء عقيم لن تخرج ملفاته من مجلس الأمن - إذا وصلت إليه - إلا بخيبة جديدة، وعلى أطرافه الموتورة أن تستوعب أن اجتماع فيينا المقبل ذاته لن ينجح ما لم تنضم له أطراف إقليمية أخرى مؤثرة، ولن يتقدم ما لم تتعرف بعض أطرافه إلى حجومها الحقيقية.‏
ليس لدى سورية أشياء رخيصة لتتنازل عنها فضلاً عن أن التنازل مفردة لا مكان لها في القاموس الوطني السوري، وليس لدى إيران والمقاومة غير إرادة القتال مع سورية حتى النصر، ولدى روسيا كل الأسباب التي تجعلها تتقدم، والحال كذلك، فما الذي تبحث عنه أميركا وجوقتها غير الانكسار ما لم تتراجع عن كل ما بدأت به؟!.‏
*علي نصر الله - دمشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق