بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 يونيو 2017

صناعة إعلام سياسي لخدمة الاستخبارات

بات الإعلام بمختلف وسائله السمعية والمرئية، أحد أهم الروافد الثقافية التي تساهم في خلق الروابط بين المجتمعات المختلفة وقناة مهمة للتواصل الاجتماعي بين الأمم. لقد دخل العالم مرحلة جديدة من التفاعلات نتيجة ثورة الاتصالات التي خلقت حالة من التداخل بين الأمم والشعوب، ونوعاً من ثقافة الاندماج.
لقد أصبح الواقع الإعلامي قضية زعامات تجاوزت كل الخطوط الحمر كي تخلق المواقف الخيالية والروايات الكاذبة من أجل الوصول إلى غايتها.
اليوم نحن أمام حقيقة مهمة جداً، هي حقيقة سطوة المال وتحكمه بكل خيوط اللعبة الإعلامية، بحيث نكون أمام حقائق صعبة وصادمة عندما نضع أيدينا على الأسرار والخفايا والمنهجية التي يستخدمها صناع هذا المجال، عندما استطاعت مؤسسات تجارية عالمية ودوائر صنع القرار السياسي في العالم أن تفرض سطوتها على قواعد اللعبة الإعلامية.
لقد تمكنت استخبارات بعض الدول العظمى تحويل قضية احتلالها البلدان بقوة السلاح إلى احتلال الشعوب عبر الوسائل الإعلامية (الميديا) وخير دليل على أن الإعلام أصبح يدور في فلك الأجهزة الاستخباراتية التقرير الخاص بالحرب على العراق عام 2003 والذي بثته قنوات فضائية.
يتحدث الإعلامي مارتن ويلر الذي يعمل في شركة «بيل بوتينغر» البريطانية، وهي الشركة الاستشارية الرائدة في شؤون التواصل والإعلام في منطقة الشرق الأوسط وتمتلك مكاتب في أبو ظبي، والبحرين، والدوحة، ودبي وبيروت. يقول الإعلامي مارتن ويلر في معرض حديثه أن وزارة الدفاع الأميركية دفعت بعد غزو العراق عام 2003 لشركة «بوتينغر» مبلغ 450 مليون دولار لصناعة أخبار كاذبة والترويج للاحتلال الأميركي في العراق. وقام ويلر بنفسه بالعمل على هذا الموضوع، ضمن ثلاثة انواع من الخطط الإعلامية:
1- النوع الأبيض. أعلانات تلفزيونية تظهر تنظيم «القاعدة» في شكل سلبي.
2- النوع الرمادي. نـــشر تقارير إخبارية وغير متحيزة مشابهة للنتاجات العربية، إذ ترسل الشركة فريقاً لتصوير القصف والتفجيرات (بجودة متدنية) ثم إجراء مونتاج وإضافة صوت عربي، ثم التوزيع على التلفزيونات في أنحاء مختلفة من العالم.
3- النوع الأسود. وهو الأكثر حساسية ويختص بصناعة فيديوات عن تنظيم «القاعدة» يمكن تعقبها، وتستنسخ على أقراص (سي دي) تنشرها الدوريات الأميركية أثناء المداهمات، حيث أن القوات الأميركية تقوم بنشر هذه الأقراص بصورة عشوائية.
الملاحظة المهمة والدقيقة التي يجب أن نقف عندها هي أن هذه النتاجات يجب أن يوافق عليها ديفيد بترايوس قائد قوات التحالف في العراق، وأحياناً يتم إرسالها إلى البيت الأبيض لأخذ الموافقة. ويقول ويلر انه عمل أكثر من 500 شريط تحتوي على فضائع لا يمكن أن نتخيل أن يقوم بارتكابها أحد بحق أي انسان. وهذا خير دليل على استخدام الإعلام شتى الوسائل من أجل تضليل المواطن والتلاعب بالعقول بغية فرض واقع فكري كامل على المتلقي.
وفي ما يخص واقع الإعلام في العراق، وبسبب كثرة انتشار الفضائيات التي يتحكم بها رجال الأعمال من جهة وسطوة الأحزاب والكتل السياسية من جهة أخرى بات الإعلام العراقي يتعبد في رحاب أموال السحت الحرام لرجال السياسة والبزنس.
في الحقيقة لقد خسر الإعلام العراقي أهم أركانه وهو الاحترام والصدقية، بعد أن شهدت الساحة الإعلامية، وبالتحديد شاشات التلفزة، معارك بين السياسيين اتسمت بالتراشق والسب والشتيمة الأمر الذي دمر سمعة العراق الإعلامية. وعلى رغم وجود بعض المساحة لإبداء الرأي والرأي الآخر لكن في النهاية تكون المادة الإعلامية في اتجاه الحكومات وتدور في فلك الحاكم.

هناك تعليق واحد:

  1. لاتصال للحصول على قرض سريع وسريع.

    أقدم قرض آمن وغير مضمون بنسبة 3٪.

    استعارة مبلغ القرض من 2000 إلى 5000،000jd.

    اختيار مدة القرض من سنة واحدة إلى عشر سنوات.
    saheedmohammed17@gmail.com

    ردحذف