بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 6 أغسطس 2015

الشرف


[ الشرف – ياولدي – ليس في الجسد فقط ، كما يظن بعض الناس ...
الشرف في الكلمات ، والوعد ، والعمل ، والحب ...
لا تكن شريفاً في أمرٍ ما ، وأقل شرفاً في أمرٍ آخر...
كن شريفاً في كل أمور حياتك ! ] .
نعم ، فالشرف كُلٌ لايتجزأ ، فإذا آذيتَ الناس الأبرياء بلسانك ، أو كتبتَ عنهم ببذاءة ، أو كنتَ سليطاً لا تصون حُرمتهم ولا تضع إعتباراً لكرامتهم ... فتلك علامة على قِلة الشرف !.. إذا إتهمتَ شخصاً نظيفاً ، في نزاهتهِ ، زوراً ، لأنه لم ينخرط في الفساد ... إذا إفتريتَ على إمرأةٍ عفيفةٍ ، لأنها لم تخضع للإغراءات والتهديدات .. فأن ذلك يمّثِل عدم الشرف !.
نعم يا ولدي ، لاتخلف الوَعد ، فإذا وَعدتَ ، فعليكَ ان تلتزم .. فوَعدُ الحُرِ دَيْن . عليكَ ان تُفّكِر مَلِياً ، قبل ان تُوعد . فالإنسان الشريف يُربَط بالوعود التي يقطعها على نفسهِ .. فالذي لايفي بالعهود والوعود ، تَقلُ كرامته تدريجياً حتى تضمَحِل ، ويفقد إحترام الآخرينَ له . ولو لم تلاحِظ مئات الأمثلة العملية على ذلك في حياتنا اليومية .. فمن المؤكَد ، انك رأيتَ ما حصلَ للرؤساء الذين خانوا وعودهم لشعوبهم ، والى أي مدى اُهينوا ومُرِغَتْ كرامتهم في التراب .. مثل صدام وبن علي ومبارك ، والكثير غيرهم على نفس الطريق !. يا ولدي .. منذ كنتَ طفلاً وها انتَ اليوم شاب ، والقادة والزعماء ، عندنا ، يطلقون الوعود .. ولا ينفذونها ، ولا يلتزمون بها .
نعم ياولدي ، فالعملُ شرف ، والعملُ إيمان والعملُ عِبادة .. فالإخلاصُ في العمل واجب ، وإحترام الوقت والمواعيد مطلوب .. والإلتزام بالقانون فَرض . فعلى الدولةِ ان تُوّفِر فُرَص العمل سواء في القطاع العام او الخاص .. وعليكَ ان تعمل ، ان تنتج .. فالبطالةُ مصدر كثيرٍ من الأمراض الاجتماعية والنفسية ، وبؤرة للإنحراف . وأول ما يتطلبه العمل ، هو النزاهة والأمانة .. أياكَ ان تتهربَ من عملكَ ، او ان تتقاعس او تتعاجز او تتمارض .. لا تَمُدَ يدك الى المال العام ولا الى المال الخاص .. طالِبْ بحقوقك المشروعة ولا تتنازل عنها ، ولكن صُنْ حقوق الآخرين ولا تتجاوز عليها . الذي لايُقّدِر القيمة الحقيقية للعَمَل ، لايستطيع ان يفهم معنى الشرَف . 
يا ولدي ، الحياة لامَغزى لها ، بدون الحُب . فالحُب يُحّول الصحراء القاحلة المُجدبة ، الى واحةٍ خضراء ، وجُنينة جميلة . فبدون ان أحبك ، لاينفع ان أكون قدوةً لك ، وبدونه لاتقبل انتَ ان أكون كذلك ! . إذا لم تحب وطنك حُباً أصيلاً .. لن تعرف معنى المُواطنة او الإنتماء او الإيثار .. عامِل التي تحبها ، بِرُقي وإنسانية .. كُنْ وَفِياً مُخلِصاً ، لكي تستطيع مُطالبتها ان تكون وفيةً مُخلِصة .. فهي لا تقلُ عنكَ في أي شئ . 
يا ولدي ... لكي تكون شريفاً ، لايكفي ان تصومَ وتُصّلي وتَحج .. ثُم تكذب في نفس الوقت ، او توعد وتخلف ، او لاتحسن العَمَل او تخون الأمانة . لا يكفي ان تحصل على شهادةٍ عليا او ان تقرأ كثيراً او تحضر الندوات وتتحدث بطلاقة .. في حين تكون إنتهازياً ، مُتقلباً ، مُنافقاً طُفيلياً . لايكفي ان تملك قصراً منيفاً او سيارة فاخرة ، ولا ان تُسافر كُل شهرين الى الخارج وتصرف ببذخٍ .. في الوقت الذي تحوم الشُبُهات حول مَصدَر أموالك ! .
عموماً ياولدي .. أعتقدُ ان عشرات التصرفات الصغيرة والأفعال الثانوية ، لها علاقة ب " الشرف " .. فرَمي النفايات في الحدائق والشوارع ، وتكسير المنشآت والمنافع العامة ، والتبذير في صرف الماء بدون مُبرِر ، والتجاوز على الاراضي والممتلكات العامة ، والتحايل والغش في المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والأدوية ، والجشع وغلاء الاسعار غير المعقول ، وإستغلال المنصب والوظيفة لمصالح شخصية ، والكذب والرياء ، والسرقة والإختلاس والرشوة ، والتحّرُش وقلة الحياء... الخ . ان إكتساب بعض هذه الصفات القبيحة والمُستهجَنة ، يُحدِث ثلماً في الشرف ، وكُلما إجتمعتْ هذه الخصال في شخصِ ، تكون النتيجة أسوأ .
ا* مين يونس كاتب كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق