بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 فبراير 2013

مفتاح السلام الاوروبي

يستعد وسطاء السلام الاوروبيون للتوافد على المنطقة بمبادرة جديدة بهدف كسر حالة الجمود والضبابية التي تخيم على المناخ السياسي ،واذا عدنا عشر سنوات الى الوراء عندما صرح وزير الخارجية الالماني "يوشكا فيشر" بان باب السلام موصد وضاع مفتاحه،وانه يتوجب علينا  البحث عن مفتاح بديل يوائم الباب لنتمكن من الولوج الى طاولة المفاوضات ،التي طال انتظارها لفض النزاع واعطاء كل ذي حق حقه ،اما وزير الخارجية البر يطاني آنذاك والذي سبق زميله الالماني الى المنطقة فقد كان اشد حذرا واكثر كياسة ،حين غازل مضيفيه الاسرائيليين قائلا :يجب ضمان امن اسرائيل بوقف الارهاب القادم من االاراضي المحتلة ،
ولا اظن ان هذه العبارة جاءت زلة لسان ،لانها محبوكة جيدا وذات مضامين خطيرة فيها قلب للحقائق والمسلمات .لقد كان من الاجدى به ان يقول :ضمان امن اسرائيل يكمن في انهاء احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية ".وبذلك يكون قد وفر على السيد فشر عناء البحث عن المفتاح المفقود ، بتجربتنا مع الاوروبيين ومبادراتهم اثبتت انها لا تخرج عن اطار العلاقات العامة وما نريد الوصول اليه هو ان هناك سرا وربما لغزا في العلاقة الاوروبية الاسرائيلية ،لم نتمكن على مدار العقود الماضية لا نحن ولا العرب من فك طلاسمه ،وهذا ليس ناتجا عن خضوع القارة العجوز للهيمنة الامريكية كما يعتقد البعض ،وحتى لا نفرط بالتفاؤل فان الاوروبيين ليسوا باحسن حالا من العرب ولن يخرج دورهم عن اطار التصريحات النارية التي تسمع هنا وهناك ،ومع ذلك نلح على اوروبا لتقوم بدورها في حل الصراع ليس منة ولكن كجزء من مسؤوليتها الاخلاقية لدورها في صنع مأساتنا ،فعلم الانتداب البريطاني انزل عن السا رية ليحل محله العلم الاسرائيلي .والا اذا كان فيشر يبحث عن المفتاح قبل عشر سنوات فان الاوروبيين اليوم قد يضطروا للبحث عن الباب . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق