بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 فبراير 2013

ديمقراطية وفقر لا يلتقيان


حرصت الانظمة العربية على تعزيز سيطرتها وهيمنتها على مواطنيها بالعوز والفقر ، لادراكها ان المواطن اذا ما استقر اقتصاديا ستنكشف له مثالب نظامه السياسي ،ليبدأ بالتململ والتحرك للعمل على التغيير ، حتى ان الانظمة الاقل تسلطا" تستخدم عامل الضغط الاقتصادي من اجل تسهيل تمرير سياسات لا تستطيع ان تمررها في حال استقرار مواطنها، من هنا كان المشهد العربي الذي تخيم عليه
نزعة الصدام بحيث لا يمكن ان ينعم بحياة ديموقراطية قبل تخطي حاجز الفقر وتحقيق الحد الادنى من الاستقرار الاقتصادي . من هنا فإن دول الربيع العربي تحديدا لن يكتب لها الاستقرار وستبقى الاشكال الديموقراطية التي انجزتها من انتخابات ودستور بلا قيمة ،ولن تغير من الواقع شيئا الا يتخطى عتبة الفقر الى نوع من الاستقرار الاقتصادي النسبي ، وهذا يتطلب جهدا جماعيا من الاحزاب الحاكمة والمعارضة ،والا فان الجماهير ستكتشف ان ثورتها انتجت انظمة بقوالب ديمقراطية شكلية  اكثر سوءا" وضررا" من الانظمة التي انقلبت عليها  قد تجنح الى مزيد من العنف كردة فعل لا ارادية لعجزها وشعورها بالرفض  من الاخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق