بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 8 فبراير 2013

كتبنا وما كتبنا



تعتبر حرية الصحافة من المكتسبات التي نعتز بها ويجب ان ينوه اليها دائما حيث 

سجلت الصحافة الفلسطينية سابقة في المنطقة العربية,ةهذا مؤشر على ان الحالة 

الفلسطينية بمجملها ستكون مختلفة ومميزة في شتى المجالات .

العالم من حولنا وتحديدا في الولايات المتحدة واروربا ومعهم الكيان الاسرائيلي , يولي  

وسائل الاعلام  المكتوبة وما ينشر من مقالات وتحليلات اهمية كبيرة تؤخذ في 

الحسبان في رسم السياسات واتخاذ القرارات . ولا يجد المسؤولون في تلك البلاد من 

حرج في  استشارة الكتاب الذين يميلون اليهم بقضايا مصيرية . طبعا هذا من افرازات 

المجتمع القارئ الذي وجد من يوجهه للمطالعة بدأً من المدرسة بحيث اصبحت جزءا 

من ثقافته وبالتالي من سلوكه العالم .

قد يقول قائل ان هذه مسالة شرطها الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي هو اساس 

الاستقرار الاجتماعي. الا ان هذا الطرح غير صحيح بالمطلق , فرواد الحركة الوطنية 

الفلسطينية و القوميةالعربية او التيار الاسلامي اكتسبوا ثقافتهم في ظل النكبة ومن ثم 

النكسة ومن خلال التوعية التنظيمية والحزبية بحيث اصبحت المطالعة جزء من 

شخصيتهم . فالمعادلة هي كيف توجه ابنك وابن تنظيمك  وبالتالي مؤسستك .

قطاع الاعلام الذي اصابه الترهل والفساد , يتحمل مسؤولية كبرى كونه صاحب 

السلطة الرابعة التي اخفقت في تحمل مسؤوليتها , خاصة ان القائمين على هذا القطاع 

من اشد الناس تنطحا للفساد واصلاح المؤسسة ولكن يبدو ان ذلك على قاعدة الاصلاح 

الذي يطال الاخرين  واذا جاء مسؤول طامح للتغيير سرعان ما تتحرك ضده التكتلات 

في مسعى لاقشاله  ولاثبات ان الذي سبقه كان منقطع النظير.  لذلك اصبح المنصب 

الرسمي نوعا من المخترة لا يجوز المساس به ولا احد على استعداد لترويض نفسه 

لمرحلة التغيير القادمة لا محال  لان مجتمعنا قد تجاوز النظرية التي تقول ان المؤسسة 

حاكورة مرهونة بيد نواطيرها .

انه لمن المحزن حقا ان توزع سبعة الاف نسخة  من الصحف اليومية في غزة حسب 

آخر احصائية قبل الانقلاب . وعندما نقول غزة نعني مليون ونصف انسان والاشد اسفا 

ان غالبية الرقم  كان يوزع على المؤسسات الرسمية حتى ان مسؤولي هذه المؤسسات 

لا يكلفون انفسهم تصفح الجريدة بل اذا جاء موسم الاجراءات التقشفية تراهم يبدؤون 

برقِف شراء الصحف.

المسؤولون يدركون ان القراءة في بلادنا تدخل في اطار الكماليات فلا غرابة اذا من ان 

الاف المقالات التي نشرت في الصحف والكفيلة باصلاح امبراطورية لم ولن تجد لها 

صدى  يذكر, الا ما كان منها ذا طابع شخصي لينطبق على كتابها القول المأثور "على 

بال مين يلي بترقص بالعتمة" امام كل ما جرى ويجري وسيجري ليس امام كتابنا 

الاعزاء الا ان ينشدوا مع فيروز بصوت خافت ومبحوح ويا خسارة ما كتبنا ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق