بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 9 مايو 2016

ﻛﯿﻒ ﺿﺤﻰ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮه اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ﻟﺘﻮﺣﯿﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ؟

نتيجة بحث الصور عن صورة هنري الرابع ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ .. وﻓﻲ اﻻﻃﺎر ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻠﻘﺎت ﻃﻮﯾﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻼﻻت اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺮش ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﺘﻰ اﻧﺪﻻع اﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ وﺳﻘﻮط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻠﻜﻲ وﺑﺪاﯾﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري،
اﻟﺬي ﻻ ﯾﺰال ﻣﺴﺘﻤﺮًا ﺣﺘﻰ اﻵن. وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ذﻟﻚ ﻋﺎم 1789 ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻣﻌﻠﻮم. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻋﻤﺮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﻤﮭﻮري اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻦ اﻟﻤﺎﺋﺘﻲ ﺳﻨﺔ، ھﺬا
ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻤﻠﻮك ﯾﺰﯾﺪ ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻒ ﺳﻨﺔ. وھﻨﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﺪﻋﻮه ﺑﺎﻟﻤﻠﻮك اﻟﻜﺒﺎر، أي ﻓﺮﻧﺴﻮا اﻷول، وھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ،
وﻟﻮﯾﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺸﻤﺲ، وھﻮ اﻟﺬي ﺑﻨﻰ ﻗﺼﺮ ﻓﺮﺳﺎي اﻟﺸﮭﯿﺮ اﻟﺬي ﯾُﻌﺪ ﻣﻦ أروع ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺴﯿﺎﺣﯿﺔ إن ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أروﻋﮭﺎ
وأﻓﺨﻤﮭﺎ. وھﻮ ﺣﻔﯿﺪ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﯾﻠﻘﺒﮫ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﻮن ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ اﻟﻄﯿﺐ. وﻟﻜﻨﮫ ﻛﺎن ﻣﻀﺎدًا ﻟﮫ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ أو اﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى
ﻻﺣﻘًﺎ.
وﻓﯿﻤﺎ ﯾﺨﺺ ھﺬا اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺸﮭﯿﺮ اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ وﻣﺎت ﻣﻘﺘﻮﻻ ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﯾﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: ﻟﻘﺪ ﺗﺤﻮل ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ
إﻟﻰ أﺳﻄﻮرة ﺑﻌﺪ اﻏﺘﯿﺎﻟﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﻌﺼﺐ ﻛﺎﺛﻮﻟﯿﻜﻲ ﻋﺎم 1610. وﻣﻌﻠﻮم أن ھﺬا اﻟﻤﻠﻚ ﻛﺎن ﻗﺪ وﻟﺪ ﻋﺎم 1553، أي أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻌﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ
وﺧﻤﺴﯿﻦ ﻋﺎﻣًﺎ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﺮك ﺑﺼﻤﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﺎرﯾﺦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺼﻔﺘﮫ واﺣﺪًا ﻣﻦ أﻋﻈﻢ اﻟﻤﻠﻮك وأﻛﺜﺮھﻢ ﻧﻔﻌﺎ ﻟﺸﻌﺒﮫ. ﻟﻤﺎذا؟ ﻷﻧﮫ ھﻮ اﻟﺬي
ﺻﺎﻟﺢ ﺑﯿﻦ ﺷﻘّﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻤﺘﺼﺎرﻋﯿﻦ، أي اﻟﺸﻖ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﻲ واﻟﺸﻖ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ. وﻣﻌﻠﻮم أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻘﺴﻤﺔ آﻧﺬاك اﻧﻘﺴﺎﻣًﺎ ﺧﻄﯿﺮًا إﻟﻰ ﻣﺬھﺒﯿﻦ
أﺳﺎﺳﯿﯿﻦ ﯾﺘﺼﺎرﻋﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ. ﻓﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﯾﺪﻋﻲ أﻧﮫ ﯾﻤﺜﻞ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ أو اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻷرﺛﻮذﻛﺴﯿﺔ اﻟﻘﻮﯾﻤﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ

ﺗﺸﻮﺑﮭﺎ ﺷﺎﺋﺒﺔ. وﻛﺎن ﯾﺘﮭﻢ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﻀﻼل واﻻﻧﺤﺮاف ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﻤﺴﯿﺤﻲ اﻟﺼﺤﯿﺢ. وھﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺨﺒﻂ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﺣﺎﻟﯿﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﻞ ﺣﺮوﺑﮫ اﻟﻤﺬھﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺸﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ.
ﯾﻘﻮل ﻟﻚ اﻟﻤﺆرﺧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﻮن اﻟﻜﺒﺎر ﻣﺎ ﻣﻌﻨﺎه: ﻟﻘﺪ دارت اﻟﻤﻌﺎرك اﻟﻀﺎرﯾﺔ واﻟﺤﺮوب ﺑﯿﻦ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﯿﻦ واﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺳﻨﺔ. ﺑﻞ
وﺳﺎﻟﺖ اﻟﺪﻣﺎء أﻧﮭﺎرًا ﺣﺘﻰ ﺟﺎء ھﺬا اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻄﯿﺐ وأوﻗﻒ ﻧﺰف اﻟﺪم ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﺗﺸﺒﮫ اﻟﻤﻌﺠﺰة. ﻓﺎﻷﺣﻘﺎد ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﯿﺮة ﺟﺪا ﺑﯿﻦ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ، وﻣﺎ ﻛﺎن أﺣﺪ ﯾﺘﻮﻗﻊ
أن ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أي ﺷﺨﺺ ﻣﮭﻤﺎ ﻋﻼ ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﻄﻔﺊ ﻧﺎر اﻟﻌﺼﺒﯿﺎت اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ. وﻟﻜﻨﮫ اﺳﺘﻄﺎع ﺗﺤﻘﯿﻖ ذﻟﻚ ﺑﺬﻛﺎﺋﮫ وﺣﻜﻤﺘﮫ وﻋﻤﻖ ﺗﻔﻜﯿﺮه. وﻣﻌﻠﻮم أﻧﮫ
ﻛﺎن ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻣﻦ أﺗﺒﺎع اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ، أي ﻣﺬھﺐ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﻤﻀﻄﮭﺪة ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﻟﻢ ﯾﺼﺒﺢ ﻣﻠﻜﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺬھﺒﮫ اﻷﺻﻠﻲ واﻋﺘﻨﻖ
ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﺔ. وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻗﺒﯿﻞ دﺧﻮﻟﮫ ﺑﺎرﯾﺲ ﺑﻠﺤﻈﺎت ﺣﯿﺚ ﻟﻔﻆ ﻋﺒﺎرﺗﮫ اﻟﺸﮭﯿﺮة: ﺑﺎرﯾﺲ ﺗﺴﺘﺄھﻞ ﻗﺪاﺳًﺎ ﻛﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿًﺎ! ﻓﺬھﺒَﺖْ ﻣﺜﻼً. وﻛﺎن ﯾﻘﺼﺪ
ﺑﺬﻟﻚ أن ﻣﻦ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺤﻜﻢ ﺑﺎرﯾﺲ وﯾﺼﺒﺢ ﺳﯿﺪھﺎ وﻗﺎﺋﺪھﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﯾﻌﺘﻨﻖ ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ، وأن ﺣﻜﻤﮭﺎ ﯾﺴﺘﺄھﻞ أن ﯾﻐﯿﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺬھﺒﮫ وﻃﺎﺋﻔﺘﮫ ﻣﻦأﺟﻠﮭﺎ. ﻓﮭﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ اﻟﻤﺪاﺋﻦ وﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﻌﻮاﺻﻢ. ﻟﻜﻲ ﻧﺸﺮح ﻣﺪى ﻋﻈﻤﺔ ھﺬا اﻟﻤﻠﻚ وأھﻤﯿﺘﮫ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ أن ﻧﻘﻮل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﮭﻞ ﻋﻠﯿﮫ أن ﯾﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺬھﺒﮫ اﻷﻗﻠﻮي وﯾﻌﺘﻨﻖ ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ذﻟﻚ أﺻﻌﺐ ﻋﻠﯿﮫ ﻣﻦ ﺗﺠﺮع اﻟﺴﻢ اﻟﺰﻋﺎف. وﻟﻜﻨﮫ ﺗﺠﺮع اﻟﺴﻢ وﺿﺤﻰ
ﺑﻤﺸﺎﻋﺮه اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ ﺑﻐﯿﺔ ﺗﻮﺣﯿﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ووﺿﻊ ﺣﺪًا ﻟﻠﺪم اﻟﻨﺎزف ﻣﺪرارًا. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ھﺬا ھﻮ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﺬي ﯾﻨﺒﻐﻲ دﻓﻌﮫ ﻟﻜﻲ ﯾﻘﯿﻢ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﯿﻦ واﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﯿﻦ. وﻟﻜﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ھﻲ أن ﻛﻼ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻛﺎن ﻣﺼﺮًا ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﮫ. ﻓﺎﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﯿﻦ ھﺮاﻃﻘﺔ ﺑﻞ
وﻛﻔﺎرًا ﯾﻨﺒﻐﻲ اﺳﺘﺌﺼﺎﻟﮭﻢ ﻛﻠﯿًﺎ وﺗﻄﮭﯿﺮ أراﺿﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﻄﺎھﺮة ﻣﻨﮭﻢ. وأﻣﺎ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺒﺮ
اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﯿﻦ اﻟﺒﺎﺑﻮﯾﯿﻦ رﺟﺴﺎ ﯾﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻮﺛﻨﯿﺔ. واﻟﺒﺎﺑﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﮭﺎ ھﻮ اﻟﺸﯿﻄﺎن ﺑﻌﯿﻨﮫ. ﺣﻠﱠﮭﺎ ﺑﻘﻰ!
وھﻜﺬا وﺟﺪ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ ﻧﻔﺴﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾُﺤﺴﺪ ﻋﻠﯿﮭﺎ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ اﻋﺘﻨﻖ ﺑﻌﺪ ﺗﺮدد ﺷﺪﯾﺪ ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ ﻟﻜﻲ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻋﺘﻼء اﻟﻌﺮش أﻏﻀﺐ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ
ﯾﻨﺘﻤﻲ إﻟﯿﮭﺎ ﻗﻠﺒﺎ وﻗﺎﻟﺒﺎ. ﺑﻞ واﻋﺘﺒﺮﺗﮫ ﺧﺎﺋﻨًﺎ ﻷﻧﮫ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﺬھﺐ آﺑﺎﺋﮫ وأﺟﺪاده واﻋﺘﻨﻖ ﻣﺬھﺐ اﻷﻋﺪاء اﻷﻟﺪاء. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﮫ، ﻛﺎن اﻟﻤﺘﻌﺼﺒﻮن ﻣﻦ أﺑﻨﺎء
اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﻲ ﻏﯿﺮ واﺛﻘﯿﻦ ﻣﻦ إﯾﻤﺎن اﻟﻤﻠﻚ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ، أو ﻣﻦ ﺻﺪق ﺗﺤﻮﻟﮫ إﻟﻰ ﻣﺬھﺒﮭﻢ. ﻛﺎﻧﻮا ﯾﻌﺘﺒﺮون ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻐﺶ واﻟﺨﺪاع ﻟﻜﻲ ﯾﺤﻜﻢ
ﻓﺮﻧﺴﺎ. وﻛﺎﻧﻮا ﯾﻘﻮﻟﻮن: إﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻐﯿﺮ ﻣﺬھﺒﮫ إﻻ ﻇﺎھﺮﯾﺎ وإﻧﮫ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﮫ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﯿﺪة اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺑﻞ واﻟﻜﺎﻓﺮة. ھﻜﺬا ﺗﻼﺣﻈﻮن أن
اﻟﺮﺟﻞ أﺻﺒﺢ ﻣﺸﺒﻮھﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﻌﺼﺒﻲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺠﮭﺘﯿﻦ. واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺘﻌﺼﺐ ﺣﻠﯿﻒ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻤﻀﺎد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﯿﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ وﯾﺸﺪ ﻣﻦ أزره.
ورﺑﻤﺎ ﻟﮭﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻓﺈن اﻷﺻﻮﻟﯿﯿﻦ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﯿﻦ ﻗﺮروا اﻏﺘﯿﺎل ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﺬي ﺳﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺮش ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﻲ، ﺑﺤﺴﺐ زﻋﻤﮭﻢ. ﻓﮭﻮ
ھﺮﻃﯿﻖ زﻧﺪﯾﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ إﻋﻼﻧﺎﺗﮫ اﻟﻈﺎھﺮﯾﺔ ﺑﺄﻧﮫ اﻋﺘﻨﻖ ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺼﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﯿﺴﺔ
اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﺔ ﻻ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﺑﺪ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﺔ، ﻓﺈﻧﮭﻢ ﻟﻢ ﯾﺼﺪﻗﻮه.
وﻟﮭﺬا اﻟﺴﺒﺐ أﻃﻠﻖ اﻟﻜﮭﻨﺔ اﻟﻜﺒﺎر ﻓﺘﻮى ﺗﺒﯿﺢ اﻏﺘﯿﺎﻟﮫ. وﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﺤﺮوﺳﺎ ﺟﯿﺪا ﻓﺈن ﻣﺤﺎوﻻت اﻻﻏﺘﯿﺎل ﻛﻠﮭﺎ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ. وأﺧﯿﺮا ﻧﺠﺤﺖ إﺣﺪاھﺎ
ﻋﻠﻰ ﯾﺪ ﻣﺘﻌﺼﺐ ﺷﮭﯿﺮ ﯾﺪﻋﻰ: ﻓﺮﻧﺴﻮا راﻓﺎﯾﺎك اﻟﺬي دﺧﻞ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻣﻦ أﺳﻮأ أﺑﻮاﺑﮫ. وﻗﺪ أﺻﺒﺢ اﺳﻤﮫ ﻣﺸﮭﻮرا ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺮﻧﺴﺎ. وﻻ ﯾﺰال اﻟﺸﻌﺐ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﯾﻠﻌﻨﮫ ﺣﺘﻰ اﻵن وﯾﺮى ﻓﯿﮫ رﻣﺰ اﻟﺸﺮ واﻟﺘﻌﺼﺐ اﻷﻋﻤﻰ ﻛﻠﻤﺎ ذُﻛﺮ اﺳﻤﮫ. وﻛﺎن رﺟﻼ ﺷﺎﺑﺎ ﻗﻮي اﻟﺒﻨﯿﺔ ﺟﺪا. وﻗﺪ ﺳﻠﺤﻮه ﺑﺨﻨﺠﺮ ﻣﺴﻤﻮم ﺷﺪﯾﺪ
اﻟﻔﺘﻚ. واﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﻌﺘﺮض ﻋﺮﺑﺔ اﻟﺨﯿﻮل اﻟﺘﻲ ﯾﺮﻛﺒﮭﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﻋﺪﯾﮫ. ﻓﻘﺪ اﺿﻄﺮت اﻟﻌﺮﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺷﺎرع «رﯾﻔﻮﻟﻲ» اﻟﺸﮭﯿﺮ وﺳﻂ
اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﺣﺎم، وﻋﻨﺪﺋﺬ اﻗﺘﺮب راﻓﺎﯾﺎك ووﺟّﮫ اﻟﻄﻌﻨﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻒ، ﺛﻢ أﺗﺒﻌﮭﺎ ﺑﻌﺪة ﻃﻌﻨﺎت أﺧﺮى ﻗﺎﺗﻠﺔ. وھﻜﺬا ﺳﻘﻂ
واﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﯿﺮة رﺟﺎﻻت ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺤﺖ ﺿﺮﺑﺎت اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺬي ﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﮫ أو وَﺿْﻊ ﺣﺪ ﻟﮫ ﻟﻜﻲ ﯾﻌﯿﺶ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺄﻣﺎن وﺳﻼم ﺑﻜﻞ
ﻃﻮاﺋﻔﮫ وﻣﺬاھﺒﮫ. وﻟﻢ ﺗﺘﺨﻠﺺ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ إﻻ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﻧﯿﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن، وﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﺜﻮرة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ
اﻟﻜﺒﺮى. ھﻜﺬا ﺗﻼﺣﻈﻮن ﯾﺎ ﺳﺎدة ﯾﺎ ﻛﺮام أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺰﺣﺔ، وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻘﺼﻮرة ﻋﻠﻰ دﯾﻦ واﺣﺪ دون ﺳﻮاه. إﻧﮭﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻛﻞ
اﻷدﯾﺎن. وﻟﮭﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻜﺮت ﯾﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﺷﯿﻦ ﻋﻠﻢ ﺟﺪﯾﺪ ﯾﺪﻋﻰ: ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮﻟﯿﺎت اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ.
واﻵن ﻣﺎذا ﻋﻦ ﻣﻠﻚ آﺧﺮ ﻻ ﯾﻘﻞ ﺷﮭﺮة وأھﻤﯿﺔ إن ﻟﻢ ﯾﺰد ھﻮ: ﻟﻮﯾﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ. وھﻮ اﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑﻠﻮﯾﺲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺸﺮوع ﻗﺼﺮ ﻓﺮﺳﺎي اﻟﻌﻈﯿﻢ،
اﻟﺬي ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺰﯾﺎرة ﻓﺮﻧﺴﺎ إن ﻟﻢ ﺗﺮه. إﻧﮫ أھﻢ ﻣﻦ ﺑﺮج إﯾﻔﻞ ﺑﺄﻟﻒ ﻣﺮة. ﻛﻤﺎ أﻧﮫ ﻣﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ اﻟﺸﻤﺲ ﻧﻈﺮًا ﻟﺴﻄﻮﺗﮫ وھﯿﺒﺘﮫ وإﺷﻌﺎﻋﮫ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺮﻧﺴﺎ.
وﻗﺪ ﺣﻜﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺳﺘﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ. وھﻮ أﻃﻮل اﻟﻌﮭﻮد ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺒﻼد. وﻟﻜﻨﮫ ﻓﻌﻞ ﻋﻜﺲ ﺟﺪه اﻟﻜﺒﯿﺮ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ. ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ أن ﯾﺼﺎﻟﺢ ﺷﻘﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻊ
ﺑﻌﻀﮭﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ راح ﯾﺴﺘﺄﺻﻞ اﻟﺸﻖ اﻵﺧﺮ، أي اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﺔ، ﻟﻜﯿﻼ ﯾﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد إﻻ ﻣﺬھﺐ واﺣﺪ ھﻮ: ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﺔ. ﻓﮭﻮ ﻛﺎن
ﻛﺎﺛﻮﻟﯿﻜﯿﺎ ﺑﺎﺑﻮﯾﺎ ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ (ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺟﺪه) اﻟﺬي ﻧﺸﺄ وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ. وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻃﺮح اﻟﺸﻌﺎر اﻟﺸﮭﯿﺮ: ﻣﺬھﺐ واﺣﺪ، ﻣﻠﻚ واﺣﺪ،
ﻗﺎﻧﻮن واﺣﺪ. وﺑﺪءا ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﺗﺒﻊ ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻌﺼﺎ اﻟﻐﻠﯿﻈﺔ ﺗﺠﺎه «اﻟﮭﺮاﻃﻘﺔ» اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﯿﻦ. وﺧﯿّﺮھﻢ ﺑﯿﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﺬھﺒﮭﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮدي وﺟﻤﺎﻋﻲ
واﻋﺘﻨﺎق اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺼﺤﯿﺢ ﻓﻲ رأﯾﮫ، أي اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﯿﻜﻲ اﻟﺒﺎﺑﻮي اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ، أو اﻟﺮﺣﯿﻞ ﻋﻦ اﻟﺒﻼد.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ أن اﺳﺘﺴﻠﻢ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﯿﻦ ﻟﮫ، وأﻋﻠﻨﻮا ﺗﺨﻠﯿﮭﻢ ﻋﻦ ﻣﺬھﺒﮭﻢ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻛﺒﺮ رﻓﺾ ذﻟﻚ. وﻋﻨﺪﺋﺬ أرﺳﻞ اﻟﻤﻠﻚ ﺟﻨﻮده وﻣﺨﺎﺑﺮاﺗﮫ
ﻹﺟﺒﺎرھﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮة ﻋﻠﻰ اﻋﺘﻨﺎق ﻣﺬھﺐ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ. واﺳﺘﺒﺎح ﻣﺪﻧﮭﻢ وﻗﺮاھﻢ وﻗﺘﻞ ﻣﻨﮭﻢ أﻋﺪادًا ﻛﺒﯿﺮة. وﻣﻦ ﻟﻢ ﯾﻘﺘﻠﮫ ﻓﺮّ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد إﻟﻰ اﻟﺪول اﻷوروﺑﯿﺔ
اﻟﻤﺠﺎورة، وﺧﺼﻮﺻًﺎ ذات اﻟﻤﺬھﺐ اﻟﺒﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﻲ ﻣﺜﻠﮭﻢ ﻛﺈﻧﺠﻠﺘﺮا، وھﻮﻟﻨﺪا، وأﻟﻤﺎﻧﯿﺎ.. وھﻜﺬا ھﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘﻞ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻋﺎﺋﻠﺔ
ﺑﺮوﺗﺴﺘﺎﻧﺘﯿﺔ ﺑﺴﺒﺐ ھﺬا اﻻﺿﻄﮭﺎد اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ﯾﺸﮭﺪ ﻟﮫ اﻟﺘﺎرﯾﺦ ﻣﺜﯿﻼً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﻻ ﺗﺰال ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺴﻮداء ﻣﻦ ﺗﺎرﯾﺨﮭﺎ. وﻣﻊ
ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻟﻮﯾﺲ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﯾُﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻣﻠﻮﻛﮭﺎ ﻷن ﻓﺮﻧﺴﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻋﮭﺪه أﻗﻮى دوﻟﺔ أوروﺑﯿﺔ. وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻠﻜﺎ ﺟﺒﺎرا ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻌﺎرك وﺣﺮوب
ﻻ ﺗﻨﺘﮭﻲ إﻻ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ. وﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﯾﻘﺪﺳﻮﻧﮫ أو ﯾﻌﺒﺪوﻧﮫ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎ وﻛﺄﻧﮫ ﻇﻞ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
وﻛﺎن ﯾﻘﻮل: اﻟﺪوﻟﺔ ھﻲ أﻧﺎ وأﻧﺎ اﻟﺪوﻟﺔ. أﻧﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ ھﻲ أﻧﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ اﻗﺘﺮب أﺟﻠﮫ ﻟﻢ ﯾﺼﺪق اﻟﻨﺎس أﻧﮫ ﺳﯿﻤﻮت ﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻣﺎ ﺣﻜﻤﮭﻢ وﻣﻦ ﻛﺜﺮة ﻗﻮﺗﮫ
وﺟﺒﺮوﺗﮫ. وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﺎل ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﮫ: ھﻞ ﻇﻨﻨﺘﻢ أﻧﻲ ﻛﺎﺋﻦ ﻣﺨﻠﺪ؟ أﻧﺎ أﯾﻀًﺎ إﻧﺴﺎن وﺳﻮف أﻣﻮت ﻛﺒﻘﯿﺔ اﻟﺒﺸﺮ. وﺣﺪه اﷲ ﺑﺎقٍ. ﺛﻢ ﻟﻔﻆ أﻧﻔﺎﺳﮫ اﻷﺧﯿﺮة ﻋﺎم

1715. وﺑﻌﺪﺋﺬ ﻓﺘﺤﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﺮﻧﺴﺎ. وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻮد ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ اﻟﺘﻨﻮﯾﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻓﺎﻟﺜﻮرة اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺴﻤﺖ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ

وأﻋﻄﺖ اﻷﻗﻠﯿﺔ اﻟﻤﻀﻄﮭﺪة ﺣﻘﻮﻗﮭﺎ، وﺳﺎوت ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎء اﻷﻗﻠﯿﺔ وأﺑﻨﺎء اﻷﻛﺜﺮﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن. وﻟﻢ ﯾﻌﺪ أﺣﺪ ﯾُﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن

وﻻدﺗﮫ وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺰاﺗﮫ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وأﻓﻌﺎﻟﮫ. وھﻜﺬا ﺗﺤﻘﻖ ﺣﻠﻢ ھﻨﺮي اﻟﺮاﺑﻊ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ ﻣﻊ ذاﺗﮭﺎ، وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻏﺘﯿﺎﻟﮫ.

* ھﺎﺷﻢ ﺻﺎﻟﺢ -الشرق الاوسط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق