بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 7 يونيو 2018

قداسة

يحكى ان حمارا ضالا ،كان يفترش الارض في زاوية السوق. بدا عليه الهُزال من قلة الاكل ،وادمت جنباته ركلات الباعة والصبية.استوقف المشهد احد الخبثاء البارعين في صناعة الراي العام وتشكيله ، تظاهر بأن قلبه رق وصاح باعلى صوته، من صاحب هذا الحمار ،فلم يلتفت اليه احد. قال :سأشتري هذا الحمار المسكين بمبلغ مجزٍ .
تجمع الناس حوله متسائلين ، وما حاجتك بحمار بائس ؟!.قال : بل انتم الضالين لو علمتم بحكاية هذه البهيمة لقبّلتم حوافرها ولبكيتم طلبا لصفحها.هذا من نسل حمار اهل الكهف . سأفديه بروحي ،واخذ يمسح على ظهره ورقبته ويُقبّل رأسه .بدأ الناس يتناقلون الخبر حتى وصل الى الامير، الذي سارع بالتوجه الى السوق برفقة حاشيته ، عاين الحمار بعد ان استمع الى موجز عن سيرته ، اصطحبه في موكب مهيب، وامر ببناء مزار في فناء القصر وعيّن صاحبنا واعظا، جعل الناس يتوافدون من كل فج للتبرُّكِ بالامير راعي حمار الصالحين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق