بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 3 مايو 2013

عندما تصبح استقالة المسؤول .....أمنية -عبدالحكيم صلاح



كثيرا ما نسمع عن اسقالة مسؤول لخطأ بسيط قد لا يكون له علاقة به , كحادث سير  او اضرار ناجمة عن فيضان .هذا يدعونا الى التوقف امام هكذا خطوة  لما تحمله  من مؤشرات ثقافية تدفع المسؤول مهما علا شأنه أو دنا إلى تحمل مسؤولية أخطائه الوظيفية مهما كان حجمها .  لم يكن هذا المسؤول ليقدم على الإستقالة لو لم يعتد على رؤية أعضاء الإدارة  من وزراء وقادة عسكريين وأمنيين يمثلون تحت قبة البرلمان أمام لجان المساءلة والتحقيق وكذلك رؤساء بلاده وهم يقفون بتواضع أمام المحققين لتهم وجهت إليهم ابان حكمهم .
وزير مالية فرنسي سابق سارع إلى تقديم استقالته بعد أن سربت الصحف خبرا عن قيامه بتأجير شقة يملكها إلى الحكومة , وزير داخلية  بريطاني تخلى عن منصبه بعد اتهامه من قبل الصحافة بمساعدة الخادمة الفلبينية التي تعمل  لديه في الحصول على الإقامة  وزير مواصلات ياباني استقال بسبب حادث قطار. رؤساء الدولة العبرية ووزراءها ترددوا مرامرا على مراكز الشرطة للإدلاء بأقوالهم حول شبهات دارت حولهم مثل رابين وزوجته التي اتهمت لمجرد فتحها حسابا مصرفيا خارج البلاد ونتنياهو الذي راجع مركز الشرطة لترميمه منزله على حساب الحكومة . على الضفة الأخرى من العالم أوطان تستباح ومناصب ينكل بها ومسؤولون منزهون , اخطاؤهم بل جرائمهم فضائل وزلاتهم قيم وان اي نقد لمسلكيتهم يدخل في سياق القدح والذم وأحيانا المس بالوطن كما حصل في سوريا وليبيا واليمن , الأمر الذي يدفعه إلى الالتصاق بالمنصب حفاظا على سمعته ومستقبله السياسي المعصوم عن الاستقالة او الاقالة او حتى التقاعد . ان النظام والقاانون الذي وضعته هذه الدول فوق رأسها جعل منهم سادة على انفسهم وعلى من داسوه بأقدامهم . مقارنة بسيطة ما بين فهم العالم  للمنصب سواء أكان رسمياً أم تنظيميا وفهمنا له يظهر أننا فعلا بحاجة الى عقود من العناء والشقاء حتى نتمكن من تعميم ثقافة الديمقراطية التي غاايتها سيادة القانون الذي به فقط تصحح نظرة المسؤول الى المنصب وعلاقته بالمجتمع الذي كلفه به وهذا هو سرنجاح  هذه الدول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق