بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 مارس 2015

◘ دعم الحراك الأحوازي مسؤولية قومية - داود البصري

منذ تسعة عقود دموية رهيبة والشعب العربي الأحوازي يخوض أروع صفحات الصراع والتحدي والثبات والحفاظ على الهوية الوطنية والقومية في وجه أشرس احتلال استيطاني إقصائي ممنهج كان كفيلا بمحو أمة بكاملها فيما لو استسلم الشعب الأحوازي لقدره ورضي بالقسمة والنصيب, ولكنه ظل لأجيال يقاوم بصمت, ويربي الأجيال الشابة على مبدأ الارتباط بالأرض والثقافة واللغة رغم وعورة الطريق وانعدام الناصر والمعين, ولكن الشعوب الحرة تأبى الاندثار وترفض الموت وتصر على المقاومة والاستجابة للتحديات مهما كانت عاصفة ومكلفة.


لقد أثبت الشباب العربي الأحوازي اليوم نقاء سريرة وزخما نضاليا وإيمانا لا ينقطع بالارتباط المصيري بالمحيط العربي, وهذا الجيل الذي نشأ وتعلم في مدارس الحكومات الايرانية المتعاقبة منذ أيام الشاه وحتى اليوم بمناهجها العنصرية المعروفة تمرد على كل القوالب والأطر وانطلق محلقا في سماء المعرفة عارفا بذاته ومعتزا بأصله ومدافعا عن وجوده, فعواصم العالم اليوم تحتضن الحراك العربي الأحوازي وفي الداخل الأحوازي أعلنت الجماهير بصراحة وتلقائية ودون وجل رغم أشباح المشانق والتهديدات السلطوية بأنها تستحق حياة أفضل وتدعو لاستثمار ثروات الأحواز المنهوبة لصالح الانسان الأحوازي وليس لتمويل العصابات الايرانية في الخارج مثل عصابة حسن نصر الله في لبنان, أو عصابات العراق الطائفية البائسة أو التبشير السلطوي في مجاهل أفريقيا. في تاريخ العالم المعاصر لا يوجد شعب صبر على الأذى وتحمل ما تحمل من المهانة, وهاجر من بلده الغني يبحث عن الرزق في بلدان الجوار الخليجي أكثر من الشعب العربي الأحوازي الذي تعرض للطعن والغدر من الأقربين قبل الأبعدين, فهذا هو نظام البعث السوري وقد تنكر لعقيدته القومية الدعائية وانطلق لقمع الشباب الأحوازي الحر وتسليمهم لمقصلة نظام الملالي, وهاهو العالم العربي لايعرف شيئا عن النضال التحرري الأحوازي, ومع كل الظروف الصعبة والاحباطات الميدانية لم يفقد الشباب العربي الأحوازي العزيمة الكفاحية ولم يضيع بوصلته بل تواصل مع معاناة شعبه الحر مبشرا بالفجر القادم الجديد. في الحراك الأحوازي السلمي الجميل حالة حضارية جميلة هي انبثاق لربيع تحرري حقيقي يعتمد أولا وأخيرا على تفجير طاقات الشعب الكامنة, ولا يطلب العون إلا من رب العزة والجلال, وفي ظل الأوضاع الطائفية المريضة السائدة في الشرق القديم فإن الحراك الأحوازي يقفز بالكامل على تلك المعادلة ويتميز بنقائه الفكري والسلوكي وابتعاده التام عن صيغ الحقد والفاشية, وللعرب في دعم الحراك العربي الأحوازي مصلحة ستراتيجية عليا تخدم القضايا العربية بشكل مركزي, فقيام دولة الأحواز العربية سيغير كل مجريات الصراع الإقليمي وستكون دولة الأحواز إضافة حقيقية للأمن القومي العربي, وتحولا ستراتيجيا فائق الأهمية, وهو أقوى رد على التيارات العنصرية التي تزعم اليوم بأن العراق العربي قد عاد لتصنيفه القديم باعتباره عاصمة للإمبراطورية الفارسية المندثرة كما أعلن الملا علي يونسي مستشار الولي الفقيه لشؤون الأقليات ووزير الاستخبارات السابق في تصريحاته الغريبة والمستهجنة والتي هي بمثابة تهديد حقيقي لدول المنطقة وشعوبها وحكوماتها.
رايات الأحواز العربية الحرة ترفرف اليوم في سماء العواصم الغربية من خلال التظاهرات الشعبية للنخب الأحوازية التي تنوي رسم خارطة طريق تحررية جديدة بالكامل في الشرق القديم, وبما يحقق مصالح الشعوب المظلومة ويؤسس للعدالة الإنسانية, فبارك الله في حراك الأحوازيين التحرري, فالشرق مقبل على تطورات ستفاجئ العالم وستمثل الرد الحضاري على كل محاولات تمزيق الشعوب وتغيير الخرائط, فانتفاضة الشعب العربي الأحوازي تاريخية في مضامينها وفاعلة في توجهاتها الوحدوية ومباشرة في رؤيتها الحضارية والسلمية. لقد استرد الشعب العربي الأحوازي زمام المبادرة وهو اليوم يصنع تاريخه الجديد بتضحيات الشباب وعزيمتهم الفولاذية, والله ناصر من ينصره, ولا عزاء للطغاة والعنصريين, ففجر الحرية الأحوازي قد انبلج.. إن موعدهم الصبح.
كاتب عراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق