بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 مارس 2015

◘ فضل التائب - ندى الأزهري

سمع البعض أكثر بالمغني السابق بعد مواقفه السياسية ثم بعد فترة اختفاء وغموض سبقتها فترة انشغال، ليس بأعماله الفنية الأخيرة بل بأعماله «الجهادية». وعلى ما بدا، عاد من جديد ليشغل الواجهة الإعلامية المستعدة لكل انشغال.

تلفزيون «أل بي سي» اللبناني أجرى سبقاً صحافياً، فهو التقى فضل شاكر المغني السابق والمنشد الديني اللاحق والتائب الحالي في لقاء قصير جداً لم يتعد أربع دقائق إلا بثوان.
أثار اللقاء وما أدلى به خلاله من تصريحات تعليقات لا حصر لها على مواقع التواصل وفي بعض المحطات التلفزيونية التي نقلت الخبر واغتنمتها فرصة لسرد ما جرى وما لم يجر ولنقل حقائق وإشاعات.
ولمن لا يعرف (إن كان هؤلاء موجودين)، فإن فضل شاكر كان مغنياً محبوباً كما قيل وله معجبوه، ثم قرر تكريس موهبته وصوته «ليفيد الدين ويقول أناشيد» بحسب تصريحه في اللقاء. إلى هنا والأمر عادي وهو حرّ في الطريقة التي يستخدم بها صوته. لكنّ ثمة تصريحات سابقة ومقاطع فيديو بثت في كل مكان تظهر المَغني بلحيته المتوسطة الطول وهو يعلن تأييده للشيخ أحمد الأسير في حربه أو جهاده (يتعلق الأمر بنوعية الناظر للأمر) ضد حزب الله والجيش اللبناني، حتى أن شاكر تحدث في إحداها واصفاً قتيلين من الجيش اللبناني بوصف مهين وأن عدد الجرحى من الجيش كان، وللمفاجأة السعيدة، أكثر مما سمع به.
ليس الهدف هنا الحكم على فضل شاكر وأفعاله ونفيه لمشاركته في القتال وتقبل توبته، بل الحديث عن تلك المواجهة التي لم تتم حقاً في اللقاء التلفزيوني.
المذيع كان «يشرح» مواقف المغني قبل سماعها منه، كان يكتفي بما يسمع ولا يطلب إيضاخات إضافية حول «علاقة شاكر المستمرة وتعاونه مع ضباط أمنيين» أو حول تأكيد المغني بأنه «لم يتورط في عمليات القتل». وحين كان التائب يختار الرد على بعض الأسئلة ويهمل بعضها الآخر كوصفه للجنديين القتيلين، لم يكن المذيع ينبهه إلى هذا النسيان أو التناسي. بدا وكأن مجرد ظهور المغني وإعلان رغبته بالعودة إلى «الحياة الطبيعية» هو هدف المحطة من دون محاولة إلقاء الضوء على وضعه القانوني، وكيف يجري حديثاً وهل هو مطلوب من العدالة أم لا... كل الهدف كان الإثارة وبعض التصريحات المشتتة التي لا تعطي موقفاً واضحاً ولا شرحاً أو تبريراً لمواقفه السابقة. ومع أن شاكر رفض الحديث عن عودته للفن «فمثل ما يريد الله وأتركها لوقتها» كما قال، فإن محاوره الذي شهد «تبدلاً في الصورة المتشددة لشكل شاكر وفي كلامه أيضاً» اكتفى من الشهادة بما رآه وسمعه ولم ينقل إلا جزءاً بسيطاً جداً من توبة هذه «الظاهرة الفنية التي ظلمت نفسها وجمهورها».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق