بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 19 مارس 2015

◘ وحدة العراق - ميعاد الطائي

وقوف الشعب العراقي وقتاله مع قواته الأمنية عبر تجربة الحشد الشعبي إضافة الى تطوع أبناء العشائر في المناطق المغتصبة هو رسالة لكل العالم بأن العراقيين قد اختاروا القتال موحدين ضد الإرهاب بعد ان نجحت تجربة الحشد الشعبي في استقطاب المتطوعين من مختلف مكونات الشعب ليكونوا الظهير القوي للقوات المسلحة، ولا شك ان ما جاء في رسالة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي وجهها للقوات الأمنية يعكس هذه الحقيقة حيث أشار الى ان "تجربة الحشد الشعبي ستكون الضمان لوحدة العراق".

إن هذه التجربة ستكون بالتأكيد عقبة كبيرة أمام أعداء العراق الذين يحملون مشاريع التقسيم الطائفي والقومي، فتوحد العراقيين بكل مكوناتهم قد أخرس الأصوات الطائفية التي أرادت تشويه تجربة الحشد من خلال إطلاق الأكاذيب والاتهامات الباطلة بحق هذه القوات البطلة التي شهد لها الجميع بالوطنية وبحملها للمفاهيم الإنسانية والالتزام بحقوق الإنسان وتقديم يد العون للمواطنين في كل المدن التي يتم تحريرها من قبضة "داعش"، والدليل على ذلك ترحيب الأهالي في تلك المدن للقوات الأمنية وأبطال الحشد وترحيب الحكومات المحلية والمسؤولين هناك وفرحتهم بتخليصهم من ظلم التنظيمات الإرهابية التي ظلت جاثمة على صدور أهلنا في تلك المدن. 
ولقد عبرت رسالة العبادي عن ثقة كبيرة بالقوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر حينما قال لهم بأن كل بقعة سيتوجهون اليها ستتحرر وان العدو سوف ينهزم أمام زحفهم، وهذا يمنح القوات العراقية المقاتلة المزيد من الثقة بالنفس كما يزيد من حالة الانكسار والإحباط لدى "داعش" التي أصبحت تعيش أسوأ كوابيسها وهي تتقهقر أمام ضربات العراقيين الأبطال.
الحقيقة التي نتفق عليها جميعا هي ان الأحداث الأمنية في العراق أصبحت تتجه صوب تحقيق الانتصارات العظيمة وطرد "داعش" من البلاد وتحقيق الأمن والاستقرار وكل هذا انطلق مع انطلاقة تجربة الحشد الشعبي التي دعت اليها المرجعية الدينية في النجف الأشرف وطالبت جميع العراقيين بمختلف الطوائف ان يسارعوا للتطوع في صفوفها، وان اية جهة او شخص يقف بالضد من هذه التجربة فانه يكشف عن موقف مضاد للعراق ولانتصاراته العظيمة.
ولابد من التذكير هنا بأن الحملة التي يشنها البعض ضد الحشد والاتهامات الطائفية التي توجه له اليوم انما هي امتداد لتلك الحملة الطائفية التي استهدفت الجيش العراقي في المناطق الغربية وما نتج عنها من علاقة سلبية بين القوات الأمنية وبين المواطنين في تلك المناطق والتي أدت بالتالي الى دخول "داعش" وتدني مستوى الشعور الوطني لدى البعض تجاه احترام ودعم الجيش العراقي وهو ما ندم عليه الكثير منهم بعد ان أدركوا ان القوات الأمنية العراقية هي الضامن الوحيد لأمنهم واستقرارهم وان "داعش" ومن يقف معها لا يمكن ان تكون بديلا عن الدولة ومشروعها السياسي لأنها ببساطة عصابة إرهابية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق