بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

اوباما يخذل الملك عبد الله - بوعز بسموت

جاءت السعودية لتساعد حينما قُدمت الى المشنقة على أثر اتفاق جنيف. إن محللين في وسائل الاعلام السعودية غاضبون على ‘الأم تريزا’ (اوباما)، الذي أدار خده الأيسر بعد أن قدم الأيمن بشرط أن يوجد اتفاق وأن يوجد سلام. ولا يمكن أن توجه الدعاوى على اوباما، فهو لم يُسمع قط مثل جيري كوبر بل مثل إيفي نتان.

في موقع صحيفة ‘نيويورك تايمز في الشبكة ظهر أمس في اكثر ساعات النهار نبأ الغضب السعودي. ويدرك السعوديون قبل غيرهم أن امريكا قد تغيرت، وعلى حسب هذا الايقاع ستصبح ايران حليفة الولايات المتحدة المركزية في الخليج. فأين الاحترام لتراث الخميني؟.
يتذكر السعوديون كيف تخلى الرئيس جيمي كارتر في 1979 عن الشاه محمد رضا بهلوي لصالح آية الله الخميني. ويخشون في الرياض الآن سيناريو مشابها يتخلى فيه الرئيس اوباما عن الملك السعودي عبد الله لصالح علي خامنئي. فلو أن الخليج الفارسي كان لعبة ورق لهزم آية الله الملك حينما يلعب حول الطاولة رؤساء ديمقراطيون. إن العالم السني في هياج، والعالم الشيعي يقرص نفسه وكأنه غير مصدق. إن واشنطن في تراجع حقا لكنها ما زالت قادرة في تهاويها على تغيير توازن القوى في الشرق الاوسط. واوباما ساحر حقا كما تنبأوا في بداية ولايته الاولى، فقد نجح بحسب تصوره في جعل أشرار منطقتنا أخيارا وأخيارها أشرارا. واسرائيل في الجانب الخيّر، أي أنها في الجانب الشرير.
لا فرق كبير من وجهة نظر السعوديين بين الاتفاق الذي وقع عليه بمبادرة امريكية مع الايرانيين والاتفاق الذي وقع عليه مع السوريين، فكلاهما سيء. والعالم الشيعي يربح على حساب العالم السني. في يوم الاثنين مع انتهاء المحادثات في جنيف في الموضوع النووي الايراني، بدأت في ذلك المكان محادثات سوريا. وما كانت السعودية لتعارض أن تهاجم اسرائيل ايران وجنيف ايضا.
ترى السعودية، مثلنا جميعا، كيف تتخلى امريكا عن قوتها العسكرية وتراهن على اتفاقات. وتخشى السعودية أن تكون هي التالية في الدور. تحدث وزير الخارجية الايراني محمد ظريف في الحقيقة بعد توقيع الاتفاق في جنيف بساعة عن خليج فارسي جديد يعيش فيه الجميع في سلام وأمن. وطوبى لمن يؤمن بذلك. إن اوباما وحده يصدق الايرانيين. ومشكلة اوباما هي أن 53 بالمئة من الامريكيين بحسب استطلاع الـ سي.إن.إن لا يثقون به.
هزمت امريكا ريغان الاتحاد السوفييتي الشيوعي، وأسقطت امريكا بوش صدام وطالبان. أما امريكا اوباما فتحافظ على نظم حكم قائمة وتُتم اعمالا معها. إن الملابس العسكرية عند اوباما توجه الى الخزانة ويوجه الدبلوماسيون الى الجبهة. إن ايران وسوريا وكوريا الشمالية يحل لها أن تهيج: فقد أعاد ضابط الشرطة بعد القضاء على ابن لادن المسدس الى قرابه.
لكن ليس كل شيء ضائعا، فقد أرسلت الولايات المتحدة أمس قاذفات بي 52 الى منطقة النزاع بين الصين واليابان التي حُظر الطيران فيها بعد أن أرسل الصينيون الى هناك حاملة طائرات. فهل يمكن أن يكون اوباما قد استطاع تحويل طائرة الـ بي 52 الى طائرة بلا طيار؟.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق