بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

حرب لبنان وديموقراطيته في كتاب فؤاد مطر

الديموقراطية قيمة التصقت بلبنان، وباتت ميزة يتفاخر بها اللبنانيون أين ما ذهبوا، أمّا الحرب فكانت قدر هذا الوطن ومأساته. هكذا، ظلّ لبنان بديموقراطيته كما في حربه، لغزاً لم يفهمه كثيرون حتى الآن. وفي هذا السياق، أصدر فؤاد مطر كتاباً في عنوان «حرب وديموقراطية: دليل العرب
إلى اللغز اللبناني» (الدار العربية للعلوم ناشرون).
اجتاز هذا الكتاب عن لبنان الحرب والديموقراطية مرحلتين سابقتين. ففي الأولى ومع السنة الثانية للحرب العربية - الدولية - الإسرائيلية في لبنان واستعمال أطراف لبنانيين في هذه الحرب التي بدأت في 13 نيسان (أبريل) 1975، بحادثة كان يمكن اعتبارها عادية في بلد مضيف للصراعات السياسية والعربية، بالتالي يمكن احتواء تداعياتها. «لكنهم، المعلومين والمجهولين، أرادوها مدمِّرة للبشر والحجر، فعكفتُ على توثيق وتحليل بدايات هذه الحرب».
ويرى المؤلف أنه أنجز في كتابه ما أشار إليه وصدر الكتاب في جزءين وبتسمية «سقوط الإمبراطورية اللبنانية». ويتحدث عن الحافز الذي دعاه إلى هذا الواجب التأليفي، وهو أنه بحكم تجواله في معظم العواصم العربية كصحافي مهتم بقضايا العالم العربي ومراسل متجول لصحيفة «النهار» اللبنانية، يغطي في شكل أساسي تطورات مصر والسودان وليبيا ومؤتمرات القمم العربية والإسلامية التي بدأت تتكاثر، كان يلاحظ مدى حرص الكثيرين من أبناء الدول العربية بمن فيهم بعض المسؤولين على معرفة الآتي: ما الذي يحدث في لبنان؟ ما الذي جعل اللبنانيين يتحولون من شعب ديموقراطي وديع إلى شعب كاسر، بل وتُمارس فيه وبأيدٍ لبنانية عمليات لا تخلو من التوحش؟ ما الذي أصاب اللبناني الذي يعتاش بنوه من السياحة والتجارة والخدمات الطبية والتعليمية لكي يرتضي توظيف نفسه في خدمة مَن يسعون إلى إحراقه في حرب مجنونة مورست فيها أبشع أنواع التصفيات؟
ما الذي جعل حادثة «أوتوبيس» ينقل بعض الفلسطينيين العائدين من مهرجان في منطقة إسلامية عموماً إلى مخيمهم في منطقة مسيحية عموماً، تُشعل حرباً لأنه تم إطلاق النار على الفلسطينيين العائدين فقُتل مَن قُتل وجُرح الآخرون، وينتـهي أمر اللبنانيين بين الهجرة الاضطرارية أو البقاء أحياء يعيشون في الأقبية والملاجئ يقاسون ويلات الرعب الناشئ عن القصف العشوائي؟
سعى المؤلف إلى أن يجيب في كتابه (388 صفـــحة) عــــن مثل هذه الأسئلة السجالية - وسواها - التي شغلت العرب والعالم واللبنانيين أيضاً، باحثاً في تاريخ لبنان من أجل استشراف مستقبله.

أمّا التقديم فكانت كتبته علياء رياض الصلح، والتمهيد أنجزه يوسف إبراهيم يزبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق