بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

◘ عودة الشرطي الايراني - عبدالحكيم صلاح

واخيرا توافق الغرب مع ايران حول برنامجها النووي , هذا التوافق جاء ضمن صفقة سياسية واقتصادية تهدف في نهاية المطاف الى اعادة ترتيب وتشكيل ما بات يعرف بالشرق اوسط الجديد . ايران تدخل النادي الدولي ليس كما روج على مدار
عقود الصراع التي اندلعت بعد سقوط شاه ايران حليف الغرب وامريكا القوي  على ان
نظامها الجديد ديني متطرف ويهدد مصالح الغرب في المنطقة,بل لاسباب سياسية وقيادية اي ان ايران سعت منذ البداية الى الدخول في شراكة مع القوى الكبرى للهيمنة على المنطقة وان يكون لها دور يتناسب مع حجمها وقدراتها في التأثير .ايران صمدت وتحملت واستثمرت كافة الاوراق ببراعة من النووي الى العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين.العرب انساقوا وراء مواقف حلفائهم الغربيين وعادوا ايران او ابقوا على علاقة باهتة وفاترة في احسن الاحوال .الغرب سوى خلافاته مع ايران وابقى العرب خارج اللعبة بل هم في الحقيقة هدفها المباشر . لانعرف لغاية الان سبب جمود العلاقة الفلسطينية مع ايران التي ابدت سابقا استعدادا لرعاية مسلسل المصالحة وكانت هذه بادرة طيبة تحمل في طياتها رغبة ايرانية بترطيب العلاقة مع السلطة الفلسطينية .السؤال لماذا اخذ الفلسطينيون موقفا من ايران وصل الى حد العداء , لماذا نجح الخصوم بجر السلطة للانكفاء عن ايران. هل كان ولا يزال مطلوبا مقاطعة طهران لدخول القاهرة او الرياض او عمان ؟ في الوقت الذي يقولون فيه انهم مع الجميع ولا مجال لدخول المحاور . ان اغلاق بلداً بحجم ايران وتحييدها ومخاصمتها او على الاقل برود الخط معها,  يؤشر على ان هناك خللاً غير عادياً في السياسة الخارجية  الفلسطينية التي ابقت على العلاقة مع سوريا التي لم تخفي يوما رغبتها في الهيمنة واحتواء القضية الفلسطينية . حسب اتفاق جنيف ستستعيد ايران دورها المفقود كشرطي لمنطقة الخليج والاقليم , هذا الدور سيؤهلها للتحول الى قبلة ومحجا للعرب ولكن هذه المرة سيكونوا اكثر خنوعا واذعانا كنتيجة حتمية لسوء ادارتهم وتقديراتهم وجهلهم بالمعادلة السياسية !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق