تحاول حكومة تركيا الحالية الالتفاف على مأزقها عبر
تصريحات كاذبة لوزير خارجية حكومة أردوغان بأن حكومته ترى ضرورة مكافحة الجماعات
الإرهابية في سورية،
وأن حكومته لا تدعم الإرهابيين
ولا يوجد أي مخيم في تركيا لدعم مسلحي داعش وأن تركيا لن تعطي أي شبر من أراضيها
لدعم الإرهابيين.
يتحدث وزير الخارجية التركي خارج
التاريخ وكأنه يعيش في كوكب آخر لا يرى ماذا يحدث على
أراضيه، وماذا تفعل حكومته
من دعم للإرهاب، وإن كان لا يوجد مخيم لإرهابيي داعش اليوم فقد كان بالأمس، ويوجد
بدل الداعش التي تحدث عنها جماعات إرهابية متعددة ربما تفوق تلك الجماعة إرهاباً.
قد تكون حكومة تركيا الآن تبحث
عن دور لها في مؤتمر قادم يحقق السلام في سورية وهي بذلك تسبق زميلتها في دعم
الإرهاب في سورية مملكة آل سعود في حجز مقعد لها في المؤتمر المزمع عقده في جنيف.
إلا أن آل سعود يبحثون عن مقعد
ودور لهم في مؤتمر جنيف عبر التصعيد واستقدام الإرهاب والمدربين من باكستان وغيرها
وعرقلة الجهود الروسية الأمريكية لتحقيق تفاهم مع أطراف المعارضة المتأزمة لحضور المؤتمر
دون شروط، مقابل قيام الدولة والحكومة السورية رغبة منها في إنجاح أي جهد سياسي
يفضي إلى وقف إراقة دماء السوريين ووقف الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وافقت على حضور
المؤتمر دون شروط.
إلا أن المعارضات المرتبطة بآل
سعود وآل ثاني وغيرهم من أتراك وفرنسيين وجهات ومنظمات لا تريد الخير للشعب السوري
ما زالت تضع الاشتراطات لإفشال الجهود الرامية لتحقيق السلام والأمن للسوريين
لأنهم ببساطة لا يعنيهم الشعب السوري ولا دماؤه الزكية الطاهرة، إنما يعنيهم تقاسم
مكاسب ومصالح والبحث عن مناصب وإطالة زمن الأزمة الذي يوفر لهم ذلك، فلِمَ لا،
يضعون العراقيل طالما أن هناك من يدفع!!
في هذا الوقت تقف الولايات
المتحدة الأمريكية صاحبة المأزق الأكبر فيما يحدث حائرة ربما، فهي رغم قناعتها بأن
الإرهاب المتأسلم أصبح هو الجهة الأكثر تسلحاً وحشداً في أتون المعركة وتخشى تمدده
حماية لإسرائيل ولمصالحها في دول المنطقة وبدء تشكل قناعة لدى بعض الدوائر
السياسية الأمريكية من وجوب وجود حلّ سياسي في سورية فمازالت هناك أصوات في
الدوائر المتحكمة بالقرار في الخارجية الأمريكية وغيرها تدعم التوجه نحو استمرار
التصعيد، وهو ما يقوي الموقف السعودي المتحالف مع إسرائيل لإطالة أمد الأزمة أكبر
زمن ممكن لأن أهدافها لم تتحقق بعد فهي تريد ثمناً لما دفعته في استثمارها للإرهاب
في سورية وحجز مقعد متقدم لها على طاولة التفاوض وربما طلب الاعتراف بزعامتها لأمة
عربية آيلة للسقوط بعد تراجع الدور المصري بعد ما فعله الأخوان وداعموهم فيها،
ولابد من الانتباه أيضاً إلى أن مسار الأزمة في مصر بدأ بالتشكّل عبر دعم الإرهاب
الذي سيطيل إيجاد حل سياسي فيها، وهنا لابد من الانتباه أن كل ما يحدث في سورية
ومصر وبقية الدول العربية من إرهاب منظّم هو بفعل فاعل قادر على إحداث تلك الفوضى
ولمصلحة إسرائيل والباقي أدوات وبيادق في لعبة كبرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق