بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 سبتمبر 2014

◘ إلا الهند! - ندى الأزهري

على الصحافة الورقية أن تتحول أو... تموت!
أمام أزمتها الحالية كيف تتجه الصحف اليومية نحو الرقمي وتحافظ في الآن ذاته على أخبار ذات نوعية؟ وكيف تطوّر عمل الصحافي أمام فائض المعلومات الهاطلة والمنتقلة بسرعة جنونية؟ وفي عالم تسيطر عليه المجانية، كيف تموّل الصحف؟
أسئلة وثائقي بثته قناة «آرتي» الفرنسية - الألمانية عن «شكل صحافة الغد» في عنوان «الصحافة، نحو عالم بلا ورق» للمخرج بيير فرنسوا. هو تحقيق معمق وغني مدعّم بآراء فلاسفة وشهادات محررين ورؤساء تحرير من أوروبا والولايات المتحدة والهند، أجراه صحافيان سابقان في جريدة «ليبراسيون» الفرنسية بالتعاون مع المحطة الثقافية.
الوضع بائس في كل مكان إلا الهند! يعلمنا التحقيق. في أوروبا تسرح المئات من المحررين حتى في ألمانيا حيث القارئ ما زال مرتبطاً بالورق والانتقال الرقمي «أقل دموية وعبثية». في فرنسا اختفت صحيفتان أخيراً، أما في الولايات المتحدة فخلال عشر سنوات توقفت 150 جريدة ومجلة عن الصدور... اليوم تتداول المعلومات عبر قنوات أخرى أسرع، والأهم... مجانية!
الرقمي أزاح الورقي، فكيف «تتعامل المجموعات الصحافية الكبرى وكيف تنظم هجرتها الرقمية؟». هنا كان مركز بحث الوثائقي الطويل. لقد قدّم تجارب رائدة لصحف في التعايش مع ثورة الإنترنت وكيف يتعلّم كل واحد من الآخر ويحاول التأقلم مع الثورة الجارية إنما بالحفاظ على «ثقافته الخاصة» في الصحافة المكتوبة.
منها ما هو نموذج في التحول المعلوماتي الناجح مع مواقع مدفوعة أو صحافة مستمرة على مدى 24 ساعة، بعضها يحلل سلوك قارئ الإنترنت، وآخر يفضل الحفاظ على صورته وسمعته «الورقية» من دون نسيان موقعه على الشبكة. ثمة مجلات محلية، في الولايات المتحدة مثلاً، يبثّ صحافيوها تحقيقات فيديو على مواقعها ويكتبون في نسختها الورقية في الوقت ذاته. إنها الصحيفة التي ترافقك حتى الحمام! أما في الهند حيث الصحافة الورقية في نمو مستمر فينظر المحررون إلى القارئ «كفرد من العائلة».
الجريدة كموعد صباحي لمعرفة ما حدث في اليوم السابق نموذج «يقترب من نهاية السباق»، تمّ تجاوزه بالنسبة إلى الطلب المتصاعد للأخبار في وقتها الحقيقي، ومهنة الصحافي تتغير جذرياً، فعليه الاعتماد على الآلة وعلى معرفته لفرز المعلومات وخبرته الإنسانية ليقدم تحليلاً ذا قيمة مختلفاً عن الخبر السريع.
إنه الوحيد القادر على تصنيف المعلومات من حيث أهميتها وليس مردوديتها. فالصحافة على المحك وثمة خطر في الوضع الحالي يتمثل في مرور الأخبار الكبرى من دون اهتمام كاف.
كانت الصحافة المكتوبة مزدهرة حتى الثمانينات، ثم حلتّ الإنترنت معلنةً انتهاء عصرها الذهبي. والشبكة لا تكتفي بمنافسة الصحافة، بل أيضاً التلفزيون. وربما يحتاج هذا إلى فيلم منفصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق