وحدها الدماثة الدبلوماسية هي التي دفعت
الوزير الروسي لافروف أمس إلى التصريح أن «المعارضة » السورية , ويقصد ائتلاف الدوحة
ومن لف لفه ,
بدأت بإظهار شيء من الواقعية حيال الموقف
من حضور المؤتمر الدولي الخاص بسورية في جينيف , وهو لم يرد القول إن هذا الائتلاف
بدأ يحس الهزيمة المدوية سواء على الأرض أم في كواليس السياسة .والواقعية التي يتحدث عنها الوزير لافروف
تشي بأكثر من دلالة ومعنى , وخاصة أنه هو
القائل .. وبالحرف لهذه المعارضة ومنذ بدايات
انخراطها في صفوف الاستهداف الواسع لسورية الدولة والكيان والشعب والمصير :إذا كنتم
ثورة وثواراً .. فما حاجتكم إلى الخارج ؟
الدلالة الأولى : أن هذه « المعارضة « كانت
ومازالت تحتاج الخارج بشدة .. ودون تمييز بين خارج وآخر في محاولة تنفيذ أجنداتها
, لأنها تمثيل شخصي لا أكثر لمجموعة من الأفراد لا يملكون أفقاً شعبياً أو قاعدة في
الشارع السوري تمنحهم مشروعية المطالبة بما ينوون الحصول عليه , ولا برنامجاً سياسياً
يقنع أحداً داخل سورية أو خارجها بضرورة التغيير في سورية !
الدلالة الثانية : أن خذلان حلفاء هذه
« المعارضة « الدوليين والإقليميين لها , وعجزهم عن مساعدتها والانتصار لها , دفع بها
أخيراً إلى استبدال محاولات التحليق التي مارستها طيلة سني الأزمة في سورية بالدبيب
على الأرض , في محاولة جديدة لتحصيل ما يمكن لا ما تطمع به .
الدلالة الثالثة : أن بدايات التوجه الواقعي
لهذه « المعارضة « في الطريق إلى جينيف , هي تعبير باطني عن إحساسها بالخواء واللا
جدوى , مرة بلا إمكانية الانتصار السياسي عبر الاستقواء بالخارج , ومرة ثانية بلا إمكانية
الانتصار العسكري على الأرض وفي الميدان .
ما لم تفصح عنه دماثة الوزير لافروف الدبلوماسية
.. نفصح عنه نحن الذين دفعنا ضريبة الدم والمال والخراب في سورية فنقول لهذه « المعارضة
« , ودون أي اعتراف بها اليوم كما في الأمس : إن بدايات توجهاتكم الواقعية هي بدايات
هزيمتكم المدوية .. والقادمة لا ريب فيها !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق