بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 5 يناير 2015

اصطلاحات - حسين الصدر

أطلق سفير عراقي سابق على احد وزراء الخارجية العراقية العفالقة، وصف (الممنوع من الصرف) ، في اشارة الى انه كان يتهيب الاذن بالصرف مع مسيس الحاجة اليه!!.
ومع أنَّ التهيّب ليس من الصفات المحمودة، الا أنّ مرحلتنا الراهنة تقتضي المسؤولين الحكوميين أنْ يتصفوا بها ،بعد أنْ كثرت الانفاقات غير المحمودة، في قنوات لا تصب من قريب او بعيد، في خدمة الشعب والوطن، وإنما تصب في اطار تضخيم الابهة والمظاهر المصطنعة لهذا المسؤول الكبير او ذلك!!
كل ذلك على حساب الجياع والبائسين والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان!!.
اننا مع التغيير الحقيقي لكل مظاهر البذخ والترهل، ولكننا لسنا مع الصرف المساوِق لتبديد الثروة الوطنية في قنوات ليس لها الاّ المردودات السلبية الموجعة.
ويتداول الناس مثلا شعبياً يقول: كلُّ شيءٍ اذا زاد عَنْ حدِّهِ انقلب الى ضدّه.
وبالفعل: فان المواطنين العراقيين وصلوا الى حالات من التقزز والاشمئزاز ، فضلاً عن الادانة والاستنكار، لما ارتضاه اغلب السلطويين لأنفسهم من المبالغة في الصرف على مكاتبهم وحماياتهم وايفاداتهم وسياراتهم وضيوفهم!!
-2-وذكرّني (الممنوع من الصرف) بمصطلح آخر وهو (صيغة منتهى الجموع) كمصابيح، وعناوين.
ولقد كانت السنوات السابقة بمثابة صيغة منتهى الجموع في فشلها الذريع :أمنياً، واقتصادياً، وسياسيا، وبسبب تلك السنوات نرى ان العراق الآن بلد مُنْهتكُ القوى، يئن من جراحه، وينوء بأعباء مواجهة الأوغاد من أعدائه الداعشيين ، وسيل الدماء لم ينقطع.
ويكفينا أنْ نُذّكِر بوجود (9000) مشروع وهمي - على حدّ ما أعلنَتْهُ احدى اعضاء اللجنة المالية البرلمانية – وهو رقم مذهل فظيع، يعكس بوضوح ما آل اليه الحال من التدهور والفساد.
ويحلو لبعض السلطويين ان يغدقوا الأموال ويستغلوا نفوذهم لايصال أشباه الأميين الى مواقع السلطة بَدَلَ التوجه لاحتضان الأكفاء المهنيين الوطنيين المخلصين ..!!
أهذا الامر يأتي نتيجة انعدام القدرة على الفرز بين النجاح والفشل؟ أم أنها السباحة في بحار الأوهام؟! أم بسبب النرجسية المفرطة التي لا ترى غير الذات؟!
ولن يحصد المرء الاّ ما زرع 
والحصاد هنا رهيب: رهيب في طعمه، ورهيب في حجمه ....
-3-وهناك مصطلح ثالث لا نريد أنْ نغفله في هذا السياق: انه "السهل الممتنع"
واذا كانت العادة قد جرت على اطلاق هذا الوصف على الروائع من القصائد والخطب والآثار الأدبية، فاننا هنا نريد أنْ نوسع الدائرة لتشمل الممارسات السياسية والاجتماعية
أيضا. 
ونستطيع ان نقول: 
ان رئيس الجمهورية د . فؤاد معصوم و د. حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء استطاعا ان يكونا بمثابة السهل الممتنع في الممارسات الاجتماعية والسياسية، الأمر الذي قوبل بترحاب كبير من قبل المواطنين العراقيين جميعا بعربهم وكردهم وتركمانهم، ومن قبل المسلمين والمسيحيين والصابئة والايزيديين وسائر الشرائح الاجتماعية الاخرى.
كما انفتحت عليهما القوى السياسية العراقية عبر امتداداتها الكبيرة.
انّ رأس المال الحقيقي للمسؤول، هو مقدار ما يمنحه شعبُه من ثقة ومحبة، لا مقدار ما استحوذ عليه من مراكز للتحكمّ بالقرارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق