بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 يناير 2014

مصر ... البحث عن رئيس خالد عزب

سؤال يصعب جوابه على الكثيرين: من هو رئيس مصر المقبل؟!.. وتتجه التوقعات نحو الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، غير أن ترشحه لم يزل غير محسوم. هذا ما يصنع حالة من الضبابية حول مستقبل مصر. في حقيقة الأمر هناك ثلاثة مواقع أساسية سيكون رئيس مصر المقبل
منها، هي: المؤسسة العسكرية، الخارجية المصرية، والتيارات السياسية. ولكل منها معطياته ومميزاته وسلبياته.
إذا نظرنا إلى طبيعة السلطة في ظل نظام 23 تموز (يوليو) وامتداداته. سنجد أن السلطة تم اقتسامها بين العسكريين، ومستشاري القضاء، واساتذه الجامعات، ورجال الشرطة. هذا ما انعكس بصورة واضحة في توزيع المحافظين بين الفئات السابقة.
لكن الآتي في مصر مختلف تماماً عن الحقبة السابقة. هذا ما يجعل مهام الرئيس صعبة للغاية، فإذا جاء من المؤسسة العسكرية، فسيكون تحت هوس البحث عن بطل وعن كاريزما الزعيم. هذا ما يجده الكثيرون في شخصية وزير الدفاع المصري، بالإضافة إلى قوة الدولة بحثاً أيضاً عن الاستقرار. كما ان الكثيرين يطمحون إلى استعادة المشروع الوطني المصري في شقي التنمية الاقتصادية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، هذا ما يجعل كثيرين من المصريين يستدعون من الذاكرة جمال عبد الناصر.
أما طرح أن يكون رئيس مصر المقبل من مؤسسة الخارجية المصرية، فهذا يعود إلى وطنية هذه المؤسسة، ذات الطبيعة السياسية، في وقت أصيبت فيه الحياة السياسية في مصر بالجفاف. وسيعزز فرص من يأتي من هذه المؤسسة رغبة شرائح من المصريين إكساب الدولة طابعاً مدنياً، وكذلك الرغبة في استعادة مصر دورها الإقليمي. إضافة إلى أن العديد من أبناء المؤسسة يمتلكون قدراً من القيم في تعاملهم حتى في حالات الخلاف. على عكس ما يحدث في مؤسسات القضاء التي استنزفت الخلافات أبناءها. وهنا تبرز من مؤسسة الخارجية أسماء من الجيل القديم مثل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ومن الجيل الحالي وزير خارجية مصر نبيل فهمي.
بعد ثورة 25 يناير 2011، برز طموح لدى عدد كبير من المدنيين لتولي الرئاسة، لتأكيد مدنية الدولة، وتقديم تصورات جديدة لمصر مختلفة عن السياق الذي اعتادت عليه الدولة المصرية. يجابه هذه الرغبة عدم وجود تنظيمات سياسية قوية في مصر، وافتقادها الى رجال دولة مدنيين في قامة فؤاد محيي الدين ومصطفى خليل ورفعت المحجوب. أبرز الأسماء المطروحة حالياً من التيارات السياسية: حمدين صباحى والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وخالد علي. لكن يبقى فرسان في التيارات السياسية كحسام عيسى وزير التعليم العالي الحالي، وزياد بهاء الدين وغيرهما.
هذه الصورة ينقصها الجمهور الذي سينتخب الرئيس واتجاهاته واحتياجاته، فمؤسسات الدولة المصرية ستذهب إلى دعم رجل دولة لديه خبرة كافية بعد تجربة الرئيس المعزول محمد مرسي، وغالبية كبيرة من المصريين ستذهب إلى من يحقق الاستقرار بغض النظر عن انتمائه عسكرياً او سياسياً. كما أن المصريين سيصوتون لمن يعطي لهم أملاً حقيقياً وممكناً في المستقبل. وبأفكار خارج الصندوق. فإذا غرق احد المرشحين في فكرة تصفية الحسابات والعيش في أطر الماضي وصراعاته، سيخسر هذا المرشح كثيراً، لذا فالمرشح إذا لم يعبر عن طموحات المصريين سيكون من الخاسرين. ولذا فرئيس مصر المقبل ما زال محل تساؤل وبحث، رئيس مصر المقبل يجب أن يُفكر خارج هاجس الصندوق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق